الهدوء في العاصفة:كيف تصنع سكينة قلبك في زمن الضجيج؟

الهدوء في العاصفة:كيف تصنع سكينة قلبك في زمن الضجيج؟

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

العنوان: الهدوء في العاصفة: كيف تصنع سكينة قلبك في زمن الضجيج؟

مقدمة 

في زمن تسوده الضوضاء، وتغمره المشاغل، وتتزاحم فيه الأخبار والمعلومات، أصبحنا نبحث عن شيء ثمين نادر: السكينة. إنها ليست مجرد راحة عابرة، بل هي نعمة إلهية وملاذ آمن يلجأ إليه المؤمن وسط أمواج الحياة المتلاطمة. فكيف نحول قلوبنا من مسرح للقلق إلى حديقة غناء للسكينة؟ هذا هو السر الذي سنسبر أغواره معاً.

(صلة الموضوع بالإيمان)

يقول الله تعالى في محكم التنزيل: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} [الفتح: 4]. انظروا إلى هذه الآية العظيمة! السكينة هنا ليست مشاعر ذاتية نصنعها بأنفسنا، بل هي هدية ونور يمنحهما الله تعالى لقلوب عباده المؤمنين. إنها نتيجة طبيعية لازدياد الإيمان، وثمرة حلوة من ثمار اليقين.

(العرض: ركائز صناعة السكينة الحقيقية)

إذن، السكينة لا تُشترى، بل تُكتسب. وإليكم الطريق:

الصلاة: ملاذك اليومي

ليست الصلاة مجرد حركات وسكنات، بل هي موعد مع المصدر الحقيقي للسكينة. قال تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} [البقرة: 45]. كم من مرة دخلنا إلى الصلاة ونحن نحمل همّاً ثقيلاً، وخرجنا منها ونحن نحمل سلاماً داخلياً لا يقدر بثمن؟ إنها لحظة قطع كل اتصال بالدنيا وموصولية بالله عز وجل.

ذكر الله: غذاء الروح

القلب الذي يشتعل بذكر الله لا تطفئه رياح الدنيا. الذكر هو التنفس الروحي للمؤمن. ألا تخبرنا الآية الكريمة: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28]؟ هذه حقيقة وليس مجرد تشبيه. جرب أن تخصص ورداً يومياً من الأذكار، خاصة في الصباح والمساء، وستلمس فرقاً هائلاً في هدوء نفسك وقدرتك على مواجهة ضغوط اليوم.

التوكل: ثقة بالله لا بالحسابات

كثير من قلقنا ينبع من تعلقنا بالأسباب ونسياننا للمسبب. التوكل هو أن تبذل كل جهدك ثم تسلم الأمر لله بقلب مطمئن. إنه الإيمان بأن النتيجة بيد الله وحده، وهو الأعلم بما هو خير لك. هذا لا يعني السلبية، بل يعني الطمأنينة بعد بذل الجهد.

قبول القدر: رضا وسلام

الإيمان بالقضاء والقدر يزيل من القلب حسرة "لو أني فعلت كذا" و "ليت الأمر كان غير ذلك". المؤمن يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه. هذا اليقين يمنحه سلاماً داخلياً مع أحداث الحياة، الحلوة منها والمرة، لأنه يرى يد الله الحكيمة في كل شيء.

(ختام  ودعوة للعمل)

أخي الحبيب، أختي الكريمة، السكينة ليست مكاناً تذهب إليه، بل هي حالة تُبنى بداخلك. إنها ليست غياب المشاكل، ولكنها وجود الطمأنينة وسط تلك المشاكل.

ابدأ اليوم. اجعل لصلاتك نصيباً من الخشوع، واجعل لسانك رطباً بذكر الله، ووكل أمرك إلى خالقه وهو الذي يكفيك هم الدنيا والآخرة. استحق هذه الهدية الإلهية بإيمانك ويقينك، وستجد أن قلبك قد أصبح -بفضل الله- واحةَ سكينة في صحراء قلقة، ينظر إليك الآخرون متسائلين: من أين لك هذا السلام؟image about الهدوء في العاصفة:كيف تصنع سكينة قلبك في زمن الضجيج؟

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

3

متابعهم

1

متابعهم

2

مقالات مشابة
-