عصمة الدماء في الإسلام

عصمة الدماء في الإسلام

 

المقدمة:-

تعد عصمة الدماء من أعظم مقاصد الشريعة الإسلامية، إذ جاء الإسلام ليحافظ للإنسان حقوقه الأساسية،وعلى رأسها حق الحياة. فقد حرم الله تعالى سفك الدم بغير حق، وجعل الإعتداء على النفس الإنسانية جريمة عظيمة توجب العقوبة في الدنيا والأخرة. إن عصمة الدماء تمثل مبدأ راسخا في الشرعة، يقوم على تكريم الإنسان واحترام كرامته بغض النظر عن دينه أو جنسه أو عرقه. 

 

أولا: مفهوم عصمة الدماء:-

العصمة في اللغة هي المنع والحماية.

وفي الإصطلاح الشرعي: تعني تحريم الإعتداء على نفس الإنسان أو ماله أو عرضه دون وجه حق.

فالدم المعصوم هو الدم الذي لا يجوز سفكه إلا بحق شرعي، كحد أو قصاص أو في حال حرب مشروعة وفق ضوابط الشريعة.

 

ثانيا: الأساس الشرعي لعصمة الدماء:-

١-من القرأن الكريم:-

قال تعالى:"من قتل نفس بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا" (سورة المائدة:32)

في هذه الآية بيان لعظم جريمة القتل بغير حق.

وقال تعالى: “ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق” (سورة الأنعام:151)

٢-من السنة النبوية:-

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما".(رواه البخاري)

وقال صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع:"إن دماؤكم وأموالكم وأعراضكم عليهم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا".(متفق عليه)

 

ثالثا: أنواع الدماء المعصومة:-

١- دم المسلم: لا يجوز سفكه إلا في الحالات التي نصت عليها الشريعة، مثل القصاص أو الردة أو الزنا بعد الإنسان الإحصان.

٢- دم الذمي والمعاهد والمستأمن: الإسلام حفظ دماء غير المسلمين المقيمين في ديار الإسلام بعقد أمان أو ذمة، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة".(رواه البخاري)

٣- دم البرئ عموما: فالأصل في النفس الإنسانية الحرمة، ولا تزول إلا بسبب مشروع وبحكم قضائي عادل.

 

رابعا:مقاصد عصمة الدماء في الإسلام:-

١- تحقيق الأمن والأستقرار في المجتمع.

٢- منع الفوضى والعدوان.

٣- تعزيز قيمة الحياة الإنسانية وتكريم الإنسان.

٤- غرس الرحمة والعدل في النفوس.

 

خامسا: مخالفات مبدأ عصمة الدماء:-

١- القتل العمد والإعتداء المسلح.

٢- الإرهاب والتفجيرات التي تستهدف الأبرياء.

٣-الثأر والإنتقام  الشخصي. وقد توعد الله تعالى من يعتدي على النفس بغير حق بأشد العقوبات، قال سبحانه:"ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم…………"(النساء:93)

 

الخاتمة:-

إن عصمة الدماء أصل من أصول الإسلام الكبرى، بها تحفظ الكرامة الإنسانية ويستقيم أمر المجتمع. ومن واجب المسلمين جميعا أن يدركوا خطورة إستباحة الدماء، وأن يلتزموا بأوامر الله في حفظها وصيانتها. فحماية النفس هي من مقاصد الشريعة الخمس، وهي أمانة عظيمة يجب أن تصان. 

 

المراجع:-

١- القرآن الكريم.

٢- صحيح البخاري.

٣-صحيح مسلم.

٤-ابن تيمية، السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية.

٥- يوسف القرضاوي، جريمة القتل في الإسلام.

٦- وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته.

والحمد لله رب العالمين.