كيف علمنا النبي ﷺ معنى الجهاد الحقيقي؟

كيف علمنا النبي ﷺ معنى الجهاد الحقيقي؟

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

⚔️ الجهاد في السيرة النبوية: دروس في القوة والرحمة

في زمنٍ كانت فيه الظلمة تملأ القلوب، وتُعبد الحجارة من دون الله، أرسل الله نبيه محمدًا ﷺ ليُخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد. بدأ الرسول ﷺ دعوته بالكلمة، لا بالسيف، وبالصبر قبل القوة. كانت الدعوة إلى الإسلام في بدايتها جهادًا من نوعٍ آخر، جهادًا ضد الجهل والخوف والظلم، فصبر النبي وأصحابه على الأذى، محتسبين الأجر عند الله.

عندما اشتد أذى قريش، أُذن للمسلمين بالهجرة إلى المدينة. هناك بدأت مرحلة جديدة من سيرة الرسول ﷺ، مرحلة الجهاد لحماية الدين وبناء الأمة. لم يكن الجهاد في الإسلام اعتداءً، بل كان دفاعًا عن الحق، وردًّا على الظلم، ونصرةً للمستضعفين. 

 قال تعالى: "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ" 

 

image about كيف علمنا النبي ﷺ معنى الجهاد الحقيقي؟

في بدر، أول معركة فاصلة، خرج النبي ﷺ ومعه ثلاثمائة مؤمن فقط، يواجهون جيشًا يفوقهم عددًا وعدةً. لكنه كان واثقًا بأن النصر من عند الله. وقف يدعو ربه في خشوعٍ قائلاً:

“اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تُعبد في الأرض.”

فاستجاب الله له، ونصره بملائكةٍ من السماء. كانت بدر درسًا خالدًا في أن القوة الحقيقية ليست في السلاح، بل في الإيمان والثبات.

ثم جاءت غزوة أُحد، حيث تعلّم المسلمون أن الطاعة والاتحاد هما سرّ النصر، وأن المخالفة تورث الهزيمة. ورغم جراحه ﷺ يومها، ظلّ يرفع رأسه قائلًا:

“اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.”
تلك كانت الرحمة في الإسلام في أسمى صورها، حتى في قلب المعركة.

وفي الحديبية، عندما رفض النبي القتال رغم استفزاز قريش، علّم أمته أن الجهاد ليس دائمًا بالسيف، بل قد يكون بالصبر والحكمة. وبعد صلح الحديبية فُتحت القلوب، وانتشر الإسلام بسلامٍ أكثر مما انتشر بالحروب.

ثم جاء فتح مكة، اللحظة التي ظنّ فيها الناس أن النبي ﷺ سينتقم ممن آذوه وأخرجوه من بلده. لكنه دخلها خاشعًا مطأطئ الرأس، وقال لقومه:

“اذهبوا فأنتم الطلقاء.
هكذا كان الجهاد في حياة النبي ﷺ طريقًا للنور والرحمة، لا للدمار والانتقام.

لم يكن هدف الرسول من الجهاد سوى أن تُرفع كلمة الله، وأن يعيش الناس في عدلٍ وأمان. علّمنا أن الجهاد الحقيقي يبدأ من النفس، من مقاومة الهوى والكسل، ومن الصبر على الطاعة والابتعاد عن المعصية.

🌿 العبرة:
الجهاد في السيرة النبوية ليس دعوةً للحرب، بل رسالةٌ للسلام، نابعة من قلبٍ مؤمنٍ يريد الخير للناس جميعًا. فمن عرف روح الجهاد كما عاشها النبي ﷺ، أدرك أن القوة بلا رحمة ضعف، وأن النصر الحقيقي هو نصر القلب بالإيمان.

🤍 اللهم صل وسلم وبارك على من جاهد في سبيلك بنفسه وماله وكلمته، محمدٍ النبي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
Ahmed Emad تقييم 5 من 5.
المقالات

2

متابعهم

2

متابعهم

1

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.