الغيبيات وأثرها على السلوكيات والمعاملات
الغيبيات هي الأمور التي أخفاها الله عنا ولا تدركها الحواس بل إن الله عز وجل جعلها منحه للمؤمن ليزداد الذين أمنوا إيمانا ، قال الله تعالى ( إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير) ومن الغيبيات
أولا أعظم الغيبيات هو الله عز وجل نحن لم نرى الله عز وجل ولكن نعبده سبحانه وتعالى تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك وهذا هو الإحسان
ثانيا في رحلة الإسراء لما ذهب النبي صلى الله عليه وسلم في بضع ليلة من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصى فتعجب كفار قريش وسخروا من النبى صلى الله عليه وسلم وقالوا ننتظر أبا بكر رضي الله عنه فلما أتي الصديق قالوا إن صاحبك يزعم أنه ذهب في بضع ليلة من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصى قال صدقت بقلبي و لسانى من وقتها لقب بالصديق.
ثالثا حادثة أخرى في تحويل القبله كان هناك مجموعة من الناس يصلون بمسجد في أطراف المدينة فأتي المنادي يا قوم إن القبلة حولت إلي المسجد الحرام الكعبة المشرفة لم ينتظروا حتي يثبتوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرة أصبح الرجال مكان النساء والنساء مكان الرجال فلما أتي الخبر إلي النبي صلى الله عليه وسلم قال هؤلاء من الذين يؤمنون بالغيب
رابعا ما بعد الموت فهو من الغيبيات في القبر يأتي ملكان فيسألان العبد ثلاثة أسئلة من ربك ما دينك من نبيك ؟ الروح حين تخرج من الجسد لا نعلم هيئتها أو شكلها قال الله تعالى ( ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )
خامسا النبي صلى الله عليه وسلم لم نره لكن أمنا به والملائكة لم نراها و لكن أمنا بها لذا لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان قال ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره )
سادسا إن الذين لا يؤمنون بالغيب لايحبهم الله ويغضب عليهم سبحانه وتعالى لأنهم كرهوا ما عند الله واتبعوا اهواءهم
سابعا هذا الإيمان بالغيب يدفع المؤمن أن يجعل شعار حياته وأسمى هدف في حياته ( ابتغاء مرضات الله ) أسأل نفسي يا ترى هل هذا الطعام الذي أعطيه لأهل بيتي حلال أم يا ترى هل الملابس التى أشتريها لهم من مال طيب أم لا يجعلني أراقب الله في كل أفعالي وأقوالي.
ثامنا الغيبيات تدفعني لإخراج الحقد والحسد والغل وغيرها من الأمراض القلبية قال الله تعالى ( أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ) كن واقعيا في إيمانك بالله بالقلب واللسان وجميع الجوارح تطيب لك المعايش كلها.
تاسعا من الغيبيات تجعل النفس تخشى الله وهذا الخوف من الله يجعلني أراقب أهل بيتي وأسأل أولادى عن عبادتهم وطاعتهم لربهم مما يربي لنا جيلا يحمل الأمانة ويرتوي بكلام ربه وسنة النبي صلى الله عليه وسلم
عاشرا قال الله تعالى ( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير ) كلها غيبيات تقوي إيمانك و تسعد حياتك ولتعلم أن الله على كل شيء قدير
أختم كلامى بأن وصف الله تعالى المتقين بالإيمان بالغيب قال الله تعالى (الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ) أبشرك أنك من المتقين بتصديقك لما أخفاه الله عنك وإيمانك به فأنت من الفائزين هنيئا لك.