كلام الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
كلام الله تعالى
المقدمة:
أما بعد:
- يجب على كل مسلم أن يتعلم العقيدة والتوحيد وهناك أصول كثيرة من أصول الاعتقاد يجب أن يعرفها العبد وهي واجبه على كل عبد ذكر أو أنثى وأصول الاعتقاد كثيرة وأنا أتكلم عن أصل من أصول الاعتقاد وهو أن القرآن كلام الله تعالى منزل غير مخلوق تكلم به حقيقة صوت وحرف لفظ ومعنى منه بدأ وإليه يعود و هو من صفات الله تعالى وهو أن الله تعالى يتكلم بما شاء ومتى شاء وكيف شاء
فالله سبحانه و تعالى لا يزال متكلما كما قال عبد الله بن المبارك رحمة الله عليه:"ما زال متكلما بما شاء ومتى شاء وكيف شاء" وقال الإمام أحمد:" لا يزال الله تعالى متكما غفورا عليمًا".
- صفة كلام الله تعالى:
وصفة الكلام صفة ذاتية فعلية وكلامه جل وعلا قديم النوع حادث الآحاد ومعنى قديم النوع يعني: أن الله سبحانه مازال متكلما لا كما تقوله بعض الفرق الضلال أن الله تعالى تكلم في الأزل ثم انتفت عنه هذه الصفة أو أن الله تعالى لم يكن متكلما ثم حدث له الكلام ومعنى :حادث الآحاد أي أن الله تعالى يتكلم بما شاء وبما تقتضيه مشيئته وحكمته فالله تعالى لا زال متكلما متى شاء وكيف شاء.
- الأدلة من القرآن على صفة كلام الله تعالى:
وقد قال الله تعالى -:{وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون } وقال تعالى -:{أفتطمعون لكم وقد كان فريقا منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون }
وقال الله تعالى -:{وكلم الله موسى تكليما} وقال تعالى -:{ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه} وقال تعالى -:{قال يا موسى إني اصطفيتك برسالاتي وبكلامي } وغيرها من الأدلة الكثيرة في القرآن على صفة كلام الله تعالى.
- الأدلة من السنة على صفة كلام الله تعالى:
وجاء من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال:"ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه عز وجل ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا النار وينظر أشأم منه فلا يرى إلا النار وينظر أمامه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق ثمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة"متفق عليه.
وفي هذا الحديث الصحيح الصريح أن القرآن هو كلام الله تعالى فالنبي صلى الله عليه وسلم في بداية دعوته كان يوحي إليه في قريش في العهد المكي بالقرآن وثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم كلم ربه يوم الإسراء والمعراج كفاحا يعني: بلا واسطة
وثبت أيضًا : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجابر أن أباه عبد الله رضي الله عنهما قد كلمه الله عز وجل كفاحا.
والله سبحان يكلم من شاء من عباده فكلم الأبوين وموسى عليه السلام وجبريل والملائكة ومحمد صلى الله عليه وسلم.وعن عبد الله بن أنيس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال:" أن الله تعالى ينادي يوم القيامة الخلائق يسمعه من قرب كما يسمعه من بعد يقول : أنا الملك أنا الديان أين ملوك الأرض" أو كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
وجاء حديث في ستر المؤمن :"أن الله تعالى يوم القيامة يخلو بعبده المؤمن فيضع عليه كنفه- وهو ستره- ثم يقول المؤمن أتذكر ذنب كذا أتذكر ذنب كذا فيقرره بذنوبه ثم يقول تعالى له : سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ".متفق عليه.فالله سبحانه كلم وتكلم وقال ويقول ونادى وينادي.وأجمع السلف الصالح على أن الله تعالى متكلما بما شاء ومتى شاء فصفة الكلام لله تعالى ثابتة بالكتاب والسنة وإجماع السلف.
- القرآن العظيم كلام الله تعالى منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود:
-والقرآن العظيم صفة من صفات الله تعالى وهو كلام الله تعالى منزل غير مخلوق من بدأ وإليه يعود.
وهو المحفوظ في الصدور المكتوب في المصاحف المتلو بالألسنة وهو صوت وحرف ولفظ ومعنى فيه محكم ومتشابه وخاص وعام وناسخ ومنسوخ -:{لا يأتيه الباطل من بين يديه لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد}
وقال تعالى -:{وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين} وقال تعالى -:{تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم} قوله تعالى-:{ حم (1)تنزيل الكتاب من الله الرحمن الرحيم(1) كتاب فصلت ءاياته قرآنا عربيا لقوم يؤمنون}
فالله تعالى تكلم بالقرآن سمعه من جبريل وسمعه النبي صلى الله عليه و سلم من جبريل وقرأه النبي صلى الله عليه و سلم على الصحابة رضي الله عنهم.
- اعتقاد أهل السنة والجماعة في صفة كلام الله تعالى:
وأهل السنة والجماعة يقولون أن القرآن العظيم كلام الله تعالى منزل غير مخلوق من بدأ وإليه يعود. ويثبتون لله سبحانه صفة الكلام على ما سبق بيانه.
ومعنى :منه بدأ أي: أن الله تعالى ابتدأ الكلام منه ليس من الشجرة ولا مما فهمه منه جبريل بل تكلم به لفظا ومعنا حرفا وصوتا.
ومعى:إليه يعود أي:أن القرآن في آخر الزمان يعود حيث كان وورد أن القرآن يقول: "أتلى ولا يعمل بي فيرفع حيث كان ".فتفتح المصحف فلا ترى فيه آية ويرفع من الصدور القرآن والعلم .
- الفرق التي انحرفت عن الاعتقاد الصحيح في صفة كلام الله تعالى:
وقالت الجهمية : مخلوق.
وقالت المعتزلة مخلوق.
وقالت الأشاعرة :هو الحديث النفسي هو عبارة عن كلام الله تعالى فهمه منه الملك فأوحاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فالله سبحانه عندهم لم يتكلم بصوت وحرف ولفظ ومعنى .
وقال الكرامية: فالله تعالى لم تكن له صفة الكلام ثم حدثت له صفة الكلام بعد أن لم يكن متكلمًا. وقالت أخرى لا يزال الله تعال متكلما في الأزل فلا يزال يقول أي: أن الله خلق القرآن وليس صفة من صفاته تكلم به على قاعدتهم في نفي الصفات لله عز وجل.
وقالوا:أن الله خلق الكلام في الشجرة التي كلم الله تعالى فيها موسى عليه الصلاة والسلام. والمعتزلة أخذت هذه العقيدة عن الجهمية وأول من قال هذا القول الجهد بن درهم وأخذ عنه الجهم بن صفوان والجعد بن درهم نفى صفات الله تعالى كلها وقال لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما.
فضحى به خالد القسري أمير العراق يوم الأضحى.وقالت الأشاعرة : هو حديث نفسي. أن الله تعالى حدث نفسه بهذا القرآن ففهمه منه الملك ثم أوحاه إلى النبي صلى الله عليه و سلم
هذا ما فتح الله سبحانه و تعالى على الكلام في صفة الكلام والمعتقد في القرآن العظيم. والله المستعان وبالله التوفيق.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرًا. وانظر أيضًا:معرفة الله سبحانه وانظر أيضًا:كلام الله تعالى
وكتبه
أبو عبد الله صابر بن حسين.