مسائل في الشفاعة

مسائل في الشفاعة

0 reviews

مسائل في الشفاعة

               بسم الله الرحمن الرحيم

 

الشفاعة

مسائل في الشفاعة

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن ولاه:

أما بعد:

من المعلوم عند جميع المسلمين أن النبي صلى الله عليه وسلم يشفع لأمته يوم القيامة والنبي صلى الله عليه وسلم شافع ومشفع، كما قال صلى الله عليه وسلم :" أنا أول شافع يوم القيامة وأول مشفع وأول من تنشق عنه ارض وأول من يستفتح باب الجنة". أو كما قال صلى الله عليه وسلم.

والنبي صلى الله عليه وسلم يشفع لأمته يوم القيامة والشفاعة لا تكون إلا بعد الإذن ولمن ارتضى فلا أحد يشفع أمام الله سبحانه إلا أن يأذن الله تعالى الشافع ويرضى عن الشافع و المشفوع كما قال الله تعالى -:{ من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} وقال تعالى -:{ ولا يشفعون إلا لمن ارتضى } وقال تعالى -:{ وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله ويرضى } فالشفاعة حق وثابتة لكن لا تحصل ولا تكون إلا بأمرين لابد منها ولا ينفكان عنها وهي :

أمرين لابد منهما :

 

الأمر الأول : الإذن.

الأمر الثاني : الرضى عن الشافع والمشفوع له.

 

والله سبحانه يأذن للشافع بالشفاعة ويكرم بها إذا كان من أهل التوحيد وأيضا يكون.ممن رضي الله عنه وأيضا :المشفوع له لابد لكي تحصل له الشفاعة أن يكون من أهل التوحيد والس

- المشرك لا نصيب له في الشفاعة:

وإذا كان المشفوع له من أهل الشرك فلا نصيب له في الشفاعة وأعني بالشرك الشرك الكبر فالمشرك لا تنفعه شفاعة الشافعين لأنه كافر ومشرك كفر بالله تعالى وعبد معه غيره كما قال الله تعالى-:{ولا تنفعهم شفاعة الشافعين} وجاء في البث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن إبراهيم عليه السلام يقول يم القيامة يرب لقد وعدتني يوم القيامة أنك لا تحزني وأي خزي أن يكون أبي في النار فيقول الله تعالى:" إني حرمت الجنة على كل مشرك '.

شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طالب وهي شفاعة خاصة:

وأيضا: النبي صلى الله عليه وسلم لا يستطيع أن يخرج عمه أبا أبا طالب من النار لأن أبا طالب مات مشرك وأبى أن يقول لا إله إلا الله .

جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه النبي صلى الله عليه وسلم وعند أبي طالب عبد الله بن أبي أمية أبو جهل فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أحآج لك بها عند الله" فقالا :عبد الله بن أبي أمية أبو جهل : أترغب عن ملة عبد المطلب فأعاد النبي صلى الله عليه وسلم فأعادا فكان آخر كلامه هو على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول: لا إله إلا الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" لأستغفرن لك ما لم أنه عنك" فانزل الله عز وجل-:{ما كان للنبي والذين ءامنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم انهم أصحاب الجحيم} وأنزل في ابي طالب -:{إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو اعلم بالمهتدين}

وأيضا: الذين يدعون أولياء لكي يشفعوا لهم أو يتعلموا بهم في أمور لا يقدر عليها إلا الله تعالى فهذا من الشرك اكبر وقد كثر الشرك بالله تعالى ودعاء غير الله عز وجل من الأولياء والصالحين وطلب منهم الشفاعة والشفاء وتفريج الكروب وهذا شرك لكن أمثر الناس لا يعلمون ذلك .

القول الفصل فيما يخص طلب الشفاعة من الرسول صلى الله عليه وسلم:


الشفاعة

 

مسائل في الشفاعة
وهذا أكثر من يفعله عباد القبور والأولياء الذي يطلبون من الأموات والصالحين والأولياء والرسول صلى الله عليه وسلم الشفاعة ويظنون انهم يسمعون ويستجيبون لهم ويشفعون لهم عند ربهم وأيضًا: الصوفية أصحاب القصائد التي فيها الغلو والإطراء في مدح النبي صلى الله عليه و سلم والنبي صلى الله عليه وسلم قال :" لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ".متفق عليه.وهذا شرك، الشفاعة تطلب من الله عز وجل ولا تطلب من النبي صلى الله عليه وسلم فلا يقول الشفاعة يا رسول الله أو اشفع لي لي يا رسول الله بل يقول :اللهم شفع فينا نبيك" أو" اللهم لا تحرمنا شفاعته" او اللهم ارزقني شفاعته وقول صاحب المديح أنت المرتجى يوم القيامة هذا شرك أكبر مثله صاحب البردة البويصري قال في قصيدته البردة التي يعظمها الصوفية قال :

يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به عند حدوث الحادث العممم

إن لم تكن ماسكا بيد وإلا فقل يا زلة القدم

إن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم

وهذا من الغلو أن يعتقد في النبي صلى الله عليه وسلم أنه يملك الدينا والآخرة وأنه ينجي يوم القيامة ويعتقد في النبي صلى الله عليه وسلم أنه يعلم الغيب ويعلم ما في اللوح المحفوظ فماذا أبقى لله عز وجل إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يملك الدنيا والآخرة ويعلم ما في اللوح المحفوظ؟!.
لأنه اعتقد في النبي صلى الله عليه وسلم أنه ينجي يوم القيامة والرسول صلى الله عليه وسلم لا يملك لنفسه شيء ولا لغيره في الدنيا ولا في البرزخ ولا يوم القيامة بل لا يشفع يوم القيامة إلا بإذن الله تعالى والذي ينجي يوم القيامة هو الله وحده ،كما قال الله تعالى -:{ يقول الإنسان يا ليتني قدمت لحياتي فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد }

الشفاعة

 

مسائل في الشفاعة

الشفاعة شفاعتان:

والشفاعة شفاعتان:

الأولى : شفاعة مثبتة.

الثانية: شفاعة منفية.

فالشفاعة المثبتة هي التي تكون بإذن الله تعالى فيكرم الله عز وجل الشافع بالشفاعة ويرحم المشفوع له.والشفاعة المنفية: هي التي تطلب من غير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله تعالى كطلب الشفاعة من الأموات والصالحين والأولياء وهذه الشفاعة شرك أكبر.والشفاعة حق وثابته ومن عقيدة أهل السنة والجماعة إثبات شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وانكرت المعتزلة الخوارج الشفاعة يوم القيامة بحجة ان صاحب الكبيرة كافر في الدنيا وانه مخلد في النار يوم القيامة ولا يخرج بشفاعة ولا غيرها.

شفاعات النبي صلى الله عليه وسلم:

والنبي صلى الله عليه وسلم له ست شفاعات كما ذكر ذلك العلماء.الأولى: الشفاعة العظمى:لأهل الموقف حين يتخلف عنها ألو العزم آدم ونوح وإبراهيم وموسى عيسى ابن مريم عليهم الصلاة والسلام فترجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيقول النبي صلى الله عليه وسلم:" أنا لها".متفق عليه.الثانية: شفاعته لأهل الكبائر من أمته.كما جاء عن انس بن مالك رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي". وهو صحيح.الثالثة: شفاعته لأهل الجنة بدخول الجنة. كما مر في الحديث.الرابعة: شفاعته لقوم استوجبوا دخول النار فيشفع لهم ألا يدخلوها.الخامسة : شفاعته لأهل الجنة لرفع درجاتهم.السادسة: شفاعته لبعض أهله الكفار وهذه خاصة في عمه أبي طالب فإنه في ضحضاح له نعلين يغلي منه دماغه قال النبي صلى الله عليه وسلم :" لولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار".فالشفاعة الأولى والثانية والثالثة والرابعة قد ثبت فيها الأحاديث أما الرابعة والخامسة فليس لها دليل من السنة.والشفاعة ليست مختصة بالنبي صلى الله عليه بل يشفع لهم النبي صلى الله عليه وسلم فيخرجون منها وقد احترقوا ويشاركه في هذه الشفاعة إخوانه من الأنبياء والملائكة والمؤمنين وشفاعة أرحم الراحمين. كما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" يقول الله تعالى يوم القيامة: شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبقى إلا أرحم الراحمين فيقبض قبضة من النار يخرج من لم يعمل خيرا قط".فهذه الشفاعة الشرعية والتي جاء بها الإسلام والتي جاءت على لسان محمد صلى الله عليه وسلم فمن خالف وابتغى غير ذلك فقد وقع في الشرك والضلال. والله المستعان.والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

39

متابعين

2

متابعهم

3

مقالات مشابة