من هم المتقون وجزاءهم عند الله
التقوى ..هى الخوفمن الجليل .. والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل.. كما قال الإمام على رضى الله عنه.
واصل التقوى .. ان يخاف العبد من ربه ويخشى سخطه وعقابه.. بفعل الطاعات وترك الذنوب والمعاصى.. والمحرمات جميعها ..وترك المكروهات ..وهى أعلى درجات التقوى. فلا معين إلا الله.. ولا دليل إلا رسول الله .. ولا زاد إلا التقوى.. ولا عمل إلا الصبر عليه..ومن أراد أن تصح له التقوى فليترك الزنوب كلها..
ومن لزم التقوى زهد فى الدنيا.. وأحب الاخرة…
وذلك فى قوله تعالى( وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون)
لقد كتب عمر رضي الله عنه.. لابنه يقول أما بعد.. فأنى أوصيك بتقوى الله عز وجل.. فإنه من اتقاه وقاه.. ومن أقرضه جزاه.. ومن شكره زاده .. واجعل التقوى نصب عينيك وجلاء قلبك.
التقوى : هى خير زاد الآخرة والأولى.. وهى السبيل الى كل خير. . والمهرب من كل شر .. فقد تكفل الله عز وجل لاهلها بالنجاة مما يحذرون والرزق من حيث لا يحتسبون.
عندما كان على رضى الله عنه يمر على القبور بالكوفة.. قال يا أهل الديار الموحشة والمحال المقفرة.. والقبور المظلمة.. ياأهل التربه.. ياأهل الغربة.. ياأهل الوحدة وياأهل الوحشة.. أنتم لنا فرط سابق.. ونحن لكم تبع لاحق..
أما الدور فقد سكنت.. وأما الأزواج فقد نكحت.. وأما الأموال فقد قسمت.. هذا خبر ماعندنا.. فما خبر ماعندكم.
ثم التفت إلى أصحابه فقال.
أما لو أذن لهم بالكلام لاخبروكم.. ان خير الزاد التقوى.
قال الله عز وجل( واتقوا يوما ترجعون فيهالى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون)
فى تفسير بن كثير …
ان يعظ عباده .. ويذكرهم زوال الدنيا وفناء ما فيها من الاموال وغيرها . . واتيان الآخرة والرجوع الى الله تعالى.. ومحاسته تعالى خلقه على ماعملوا .
ومجازاتهم بما مسبوا من خير ومن شر ..
ويحذرهم عقوبته..
عن ابى سعيد الخضرى.. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال..
إن الدنيا حلوة خضرة .. وأن الله مستخلفكم فيها.. فينظر كيف تعملون.. فاتقوا الدنيا واتقوا النساء..
فإن أول فتنة بنى إسرائيل كانت فى النساء.
صفات المتقين
قال الله تعالى
(ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلينوفى الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين فى البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون)
هكذا وصفهم المولى عز وجل فى كتابه الكريم..
إن الله تعالى .. خلق الخلق.. حين خلقهم .. غنيا عن طاعتهم .. آمنا من معصيتهم.. لأنه لا تضره معصية من عصاه.. ولا تنفعه طاعة من اطاعه..
فقسم بينهم معايشهم .. المتقون فى الدنيا هم اهل الخير والفضائل . . غضوا ابصارهم عما حرم الله عليهم. يعفون عمن ظلمهم.. ويصلون من قطعهم.. هم فى راحة والناس منهم فى راحة .
قال الامام ابن القيم رحمه الله
ان المتقى يحاسب نفسه اولا على الفرائض
فإن تذكر فيها نقصا تداركه.. أما بقضاء أو إصلاح.. ثم يحاسب على المناهى .. فإن عرف أنه ارتكب منها شيئاً تداركه بالتوبة والاستغفار والحسنات ..الماحية
ثم يحاسب نفسه على الغفلة.. فان كان قد غفل عما خلق له تداركه بالذكر والاقبال على الله تعالى… ثم يحاسبها بما تكلم به….
أو ما مشت اليه رجلاه.. أو بطشت يداه..
أو سمعته اذناه .. ماذا ارادت بهذا ولمن فعلته وعلى اى وجه فعلته.
فقد قال الله تعالى( فوربك لنسالنهم أجمعين عما كانوا يعملون)
احرص على نفسك ان تكون لديك هذه الخصلة .. فإن وجدت انك من المحاسبين لانفسهم فأحمد الله فهذا من الله وفضله ونعمته عليك…
دمت فى سعادة وخير من الله تعالى.