ظهور علامة جديدة من علامات يوم القيامة
ظهور علامة جديدة من علامات يوم القيامة الصغري
علامات يوم القيامة وأشراطها هي التي تسبق وقوع يوم القيامة وتدل على قرب حصوله، وقسم العلماء علامات الساعة إلى صغرى وكبرى، والصغرى – في الغالب - تتقدم حصول القيامة بمدة طويلة، ومنها ما وقع وانقضى - وقد يتكرر وقوعه - ومنها ما ظهر ولا يزال يظهر ويتتابع، ومنها ما لم يقع إلى الآن، ولكنه سيقع كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، وأما الكبرى: فهي أمور عظيمة يدل ظهورها على قرب القيامة وبقاء زمن قصير لوقوع ذلك اليوم العظيم.. وعلامات الساعة الصغرى كثيرة، وقد جاءت في أحاديث صحيحة كثيرة.
بعث النبي محمد
أول علامة من علامات يوم القيامة التي ظهرت هي بعثة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وهي تعتبر من علامات الساعة الصغرى، فالله ختم به الأنبياء، عليهم الصلاة والسلام-، وأقام برسالته الحجّة على جميع الخلق، ويذكر في ذلك قول النبي: «بُعِثْتُ أنا والسَّاعَةَ كَهذِه مِن هذِه، أوْ: كَهاتَيْنِ، وقَرَنَ بيْنَ السَّبَّابَةِ والوُسْطَى».
موت النبي محمد
موت النبي-صلى الله عليه وسلم- علامة من علامات الساعة الصغرى، وروى البخاري وابن ماجه وأحمد عن عوف بن مالك قال: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ فَقَالَ:" اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَ، مَوْتِي".
فيض المال بين الناس وكثرته
ومن علامات الساعة التي حدثت بالفعل، فيض المال وكثرته: وقد ثبت عن النبي محمد، عليه الصلاة والسلام، قوله: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ المَالُ، فَيَفِيضَ حتَّى يُهِمَّ رَبَّ المَالِ مَن يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ، وحتَّى يَعْرِضَهُ، فَيَقُولَ الذي يَعْرِضُهُ عليه: لا أَرَبَ لِي».
تقارب الزمن وكثرت الهرج والمرج
ومن العلامات الصغرى التي ظهرت ولا زالت باقية هي ان يتقارب الزمان، وذكر ذلك في حديث ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ، وَتَكْثُرَ الزَّلازِلُ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ وَهُوَ الْقَتْلُ الْقَتْلُ، وحَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمْ الْمَالُ فَيَفِيضَ".
ضياع الأمانة
الأمانة هي التكليف، بأن يتّبع الإنسان ما أمر الله به، ويجتنب ما نهى عنه، وهي ضدّ الخيانة، وقد بيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الأمانة ستُنتزَع من القلوب، فيصير الرجل من أهل الخيانة بعد أن كان من الصالحين؛ وذلك لزوال خشية الله من قلبه، وفي تلك الفترة يضيّع الناس دينهم فيُسنَد الأمر إلى غير أهله، يقول -عليه الصلاة والسلام-: (فَإِذَا ضُيِّعَتِ الأمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ، قالَ: كيفَ إضَاعَتُهَا؟ قالَ: إذَا وُسِّدَ الأمْرُ إلى غيرِ أهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ).
التعامل مع علامات يوم القيامة
تضافرت جهود أهل العلم قديماً وحديثاً في التأليف والكتابة في قيام الساعة والأمارات التي تسبقها، ولأنّ علم الساعة غيبٌ لا يعلمه إلا الله عز وجل، فإنّه لا بُدّ من نصّ صحيح يُؤخذ منه، والقول بغير علم والإخبار عن الغيب بلا قرينة ولا دليل يُجزم به قد يؤدّي إلى مفاسد عظيمة، كتكذيب الله -تعالى- ورسوله -صلّى الله عليه وسلم-؛ فالإنسان غير مطالب بتنزيل أشراط الساعة على واقعه، ويُستثنى من ذلك أهل العلم المُعتبرين -دون غيرهم-؛ إذ يُسوَّغ لهم الاجتهاد في تنزيل هذه الأشراط على واقعهم بشرط ألّا تترتّب على ذلك مفاسد أعظم.