الفتوحات الإسلامية وتأثيرها
يعد تاريخ الفتوحات الإسلامية من أهم المحطات التاريخية التي شكلت مسار التاريخ الإسلامي والعالمي. وقد بدأت الفتوحات الإسلامية في عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، حيث امتدت سريعًا بعد وفاته لتشمل مناطق واسعة في العالم، من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى جنوب آسيا وجنوب أوروبا، وهي تشكل محطة مهمة في تاريخ الإسلام وتأثيره على الحضارات الأخرى.
تعتبر الفتوحات الإسلامية من الأحداث الأهم في تاريخ الإسلام، إذ أنها كانت عملية انتشار دين الإسلام ونشره في العالم، وكذلك كانت فرصة لنشر الثقافة الإسلامية والعلوم والمعارف، كما أنها ساهمت في تأسيس حضارة إسلامية عظيمة، والتي أسهمت في تطور العلوم والفنون والآداب والأدباء، وكان لها دور كبير في تاريخ الإنسانية.
تعد الفتوحات الإسلامية بداية الانتشار السريع للإسلام في العالم، فقد كانت الفتوحات والغزوات الإسلامية في بدايتها عمليات عسكرية للانتشار وتوسيع نفوذ الدولة الإسلامية، وقد كانت تلك العمليات بداية لنمو دولة الإسلام والسيطرة على الأراضي الواسعة، وكذلك للتأثير على الحضارات الأخرى في العالم.
فيما يلي نستعرض بعض الفتوحات الإسلامية الأكثر أهمية:
الفتح الإسلامي لمصر:
يعد فتح مصر من أهم الفتوحات الإسلامية التي تمت في التاريخ الإسلامي، حيث تمت هذه الفتحة في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، وذلك في العام 640 م.
قبل الفتح الإسلامي لمصر، كانت مصر تحت حكم الإمبراطورية الرومانية، وكانت تعد واحدة من أهم المناطق الزراعية في العالم، وكانت تعرف بإنتاجها للحبوب والقطن والذهب، وكذلك كانت تعد مركزًا حيويًا للتجارة بين الشرق والغرب.
تم استعمار مصر في القرن السادس الميلادي من قبل الإمبراطورية البيزنطية، وقد كانت هذه الحقبة تشهد العديد من التحولات الاجتماعية والاقتصادية والدينية، وكان الديانة المسيحية هي الديانة الرسمية في تلك الحقبة.
في ذلك الوقت، كان الإسلام قد انتشر بشكل واسع في الجزيرة العربية، وكان يحظى بتأييد كبير من القبائل العربية، وقد قام النبي محمد صلى الله عليه وسلم بإرسال الرسول الشهير عمرو بن العاص إلى مصر لنشر الإسلام، وقد قام بإقامة صلاة الجمعة في الفضاء الخارجي للجامع الأزهر في العام 628 م.
ومع توسع الإسلام، قام الخليفة الراشد عمر بن الخطاب بإرسال الجيش الإسلامي بقيادة عمرو بن العاص لفتح مصر، وذلك بعد أن تلقى الخليفة شكوى من بعض الأقباط المصريين من الظلم الذي يتعرضون له من قبل الإمبراطورية البيزنطية.
وتمكن الجيش الإسلامي من الوصول إلى مصر بعد معارك شرسة مع الجيش البيزنطي.
الفتوحات الإسلامية كانت حدثاً تاريخياً كبيراً في تاريخ الإسلام، وشملت عدداً كبيراً من الدول والمناطق في العالم الإسلامي. وقد قامت هذه الفتوحات بقيادة العديد من الزعماء الإسلاميين الذين أسسوا الدول والإمبراطوريات التي تمثلت في مراحل مختلفة من تاريخ الإسلام.
ومن بين الدول التي فتحت خلال الفترات الإسلامية المختلفة، يمكن ذكر الآتي:
1- الدولة الأموية: شملت فتوحات واسعة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط والهند وأسبانيا وجنوب فرنسا وغيرها من المناطق.
2- الدولة العباسية: استمرت الفتوحات العباسية لعدة قرون، وشملت العديد من الدول المختلفة في العالم الإسلامي.
3- الدولة الفاطمية: قامت هذه الدولة بفتح مصر والمغرب وبعض مناطق آسيا الوسطى..
4- الإمبراطورية العثمانية: تمتد فتوحات الإمبراطورية العثمانية على نطاق واسع من آسيا الوسطى وأوروبا وشمال أفريقيا.
5- الدولة الصفوية: شملت فتوحات واسعة في إيران وأذربيجان والعراق والهند.
6- الإمارة العربية المتحدة: قامت هذه الدولة بفتح دول الخليج العربي ومصر وشمال أفريقيا وجنوب آسيا.
وبالإضافة إلى ذلك، تمت العديد من الفتوحات الإسلامية الأخرى في أماكن مثل الصين وأفريقيا الغربية وا.|..لبلقان وبلاد الشام والأندلس، وكانت هذه الفتوحات ذات أهمية كبيرة في تاريخ الإسلام وشكلت جزءاً من تاريخ العالم.
6: دولة المماليك هي دولة إسلامية تأسست في القرن الثالث عشر الميلادي، وكانت تحكم مصر وسوريا والحجاز واليمن ومناطق أخرى في العالم الإسلامي. تأسست الدولة المملوكية بعد سقوط الدولة الأيوبية التي كانت تحكم مصر وسوريا في الفترة من القرن الثاني عشر حتى القرن الثالث عشر الميلادي.
تأسست دولة المماليك في مصر عام 1250م، عندما قام الجيش المملوكي بقيادة السلطان الأيوبي السابق، السلطان الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب، بالانقلاب على الحاكم الصليبي وإعلان الحكم الإسلامي في مصر. ومن ثم امتدت دولة المماليك لتشمل سوريا والحجاز واليمن ومناطق أخرى.
وكانت دولة المماليك تتميز بإدارتها الجيدة وتقدمها في العلوم والثقافة والأدب والفن، وكانت تلك الفترة من أكثر الفترات ازدهاراً في تاريخ مصر والعالم الإسلامي. ومن أبرز المعالم التاريخية التي بنيت في تلك الفترة قصر الأمير طاز، والمسجد الأزهر، وجامع الأنصاري، وقناطر الخيرية، والكثير من المباني الأخرى التي تحمل طابعاً إسلامياً وتاريخياً بارزاً.
وانتهت حكم دولة المماليك في مصر في عام 1517م، عندما غزا السلطان العثماني سليم الأول مصر وأطاح بالسلطان المملوكي الأخير، السلطان تومان باي الثاني، وأعلن الحكم العثماني في مصر ومناطق أخرى سيطرت عليها دولة المماليك.