الضياء اللائح في إظهار العفو والتسامح

الضياء اللائح في إظهار العفو والتسامح

0 المراجعات

إن العفو والتسامح لهو من افضل الفضائل التي أمر الله تعالى بها الناس وخاصة الأنبياء والمرسلين صلي الله عليهم أجمعين،فالتسامح يجعل الناس في سلام دآئم يحب بعضهم بعضا ،ولو تمسك الناس فى عالمنا هذا بالتسامح والعفو، لما ظهرت كل هذه الصراعات والنزاعات الدمويه التي بين البشر بعضهم البعض

وسوف استعرض في هذا المقال أن شاء الله تعالى،كيف أن العفو صفة من صفات الله،ثم بعد ذلك اريك أن العفو كان متجذرا في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم،ثم اشرح لك بعد كل هذا حياة الصحابة مع العفو، وبعدهم التابعين رضي الله عنهم أجمعين.

١-  العفو صفه من صفات الله تعالى.

اعلم رحمك الله، أن لله صفات عليا واسماء حسني قال تعالى"ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"من ضمن هذه الصفات التي تنسب الي ذات ربنا جل وعلا هي صفة العفو ،والعفو يختلف عن المغفره، حيث أن العفو هو الذي يغفر لك الذنب كأن الذنب لم يكن أما، الغفور هو الذي يتجاوز عن الذنب،ولذلك كان أحد السلف الصالح يقول في دعايه" اللهم ارضي عني فإلم ترضي عني فاعفوا عني فإن السيد قد يغفو عن عبده وهو عنه غير راض"

وذكر الله هذه الصفة في مواضع كثيرة في كتاب الله منها علي سبيل المثال،

  • “ولقد عفا الله عنهم والله غفور رحيم”.
  • “فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر”.
  • “فامسحوا بوجوهكم وأيديكم وكان الله عفوا غفور”.

“فأولئك عسي الله ان يعفو عنهم”.

“فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفور”.

“إن تبدوا خيرا أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله كان عفوا قديرا”.

كل هذه الأيات تدل علي أن العفو من أجل صفات الله تعالى،فهو الله الذي يعفو عن عبده إذا اخطاء او أذنب ،فواجب علي المسلم أن يتعبد لله بهذه الصفة، بأن يعفوا عمن ظلمه ويسامح من أخطأ بحقه.

وكانت السيدة عائشة رضي الله عنها دائما تسأل النبي عما تقول في ايام النفحات، فكان صلي الله عليه وسلم يقول لها قولي" اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعف عني".

٢-العفو صفة متجذرة في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم.

أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه في القران أن يأخذ بالعفو حيث قال له"خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين"فكان صلي الله عليه يطبق هذه الآية خير تطبيق،وخير مثال على ذلك وأفضله لما دخل مكه صلى الله عليه فاتحا وجمع أهل مكة_ الذين ظلموه واذوه هو وأصحابه ،بل وشردوهم في الارض_وقال لهم يا اهل مكه ما تظنون اني فاعل بكم ،فقالوا جميعا اخ كريم وابن أخ كريم ،فقال لهم النبي اذهبوا فأنتم الطلقاء،فعفا عنهم بعد الذي فعلوه فيه وفي أصحابه، وصدق الله الذي سماه بالمؤمنين رؤوف رحيم.

٣-حياة الصحابة مع العفو.

حين وافته المنية  صلى الله عليه وسلم، وأصبح ابو بكر الصديق خليفه المسلمين أردت العرب عن الإسلام فمنهم من منع الزكاة ،ومنهم من منع الصلاه ،ومنهم من ادعي النبوه، فقام الصديق يعقد ألوية الجيوش، ويحركها من أجل قتال المرتدين، ومكن الله هذه الجيوش وانتصرت علي المرتدين.

ولما أوتي بكبار رؤوس المرتدين الي الخليفة قال، لهم والله لا نقبل توبتكم حتي تشهدوا أن قتلاكم في النار وقتلانا في الجنه، فشهدوا بذلك فعفا عنهم وقبل توبتهم.

انظر أصلحك الله ،عفا عنهم وقبل توبتهم بعد كل الذي فعلوه من خروج علي دولة الإسلام ومنع الزكاة والصلاه ولكن بمجرد أنهم رجعوا الي الحق قبل منهم الصديق وسامحهم هو وكبار الصحابة

٤-  العفو في حياة التابعين رضي الله عنهم.

فهذا عمر بن عبد العزيز كان قد نذر إن أمكنه الله من فلان فليفعلن به وليفعلن، يعني توعده بالعقوبة فلما ظفر به، قال له رجاء بن حيوة يا أمير المؤمنين قد فعل الله لك ما تحب من الظفر به فافعل ما يحب الله من العفو عنه فعفا عنه عمر.

وهذا عبد الملك بن مروان الذي وقف عليه رجل يريد عبد الملك أن يعاقبه، فقال الرجل لعبد الملك" يا أمير المؤمنين انك في أشد قوتك أحوج ما تكون الي الله فاعفوا لله فإنك به تعان وإليه تعود فعفا عنه عبد الملك وخلي سبيله.

وهذا الحجاج بن يوسف الثقفي الذي جلس يوما يضرب أعناق بعض الأسرى الذين أوتي بهم إليه فقام إليه رجل فقال، له أيها الأمير والله لأن كنا اساءنا في الذنب فما احسنت في المكافأة ،فقال الحجاج قاتل الله هذه الجيف ام كان فيهم رجل يحسن مثل هذا فعفا عنهم وخلي سبيلهم.

وإليك مثلا اخر ،علي زين العابدين بن الحسين وقف عليه رجل ينال منه ،فما تكلم فلما جن الليل عليه ذهب علي بنفسه اللي هذا الرجل وطرق باب داره، فلما فتح الرجل، قال له علي جاءت اليك لتعتذر لي ،فانكب الرجل علي رأس علي زين العابدين يقبلها ،ويقول اشهد انك بن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

٥-فوائد العفو في الدنيا والآخرة.

١-تشعر انك انسانا حقا حينما تسامح انسانا وتعفوا عنه لله.

٢-يجعل الإنسان يبحر في محيط السعاده ويرسو علي شاطئ السرور والسكينة.

٣-يستزيد العبد به رضا ربه وثوابه قال تعالى"فمن عفا واصلح فاجره علي الله".

٤-يكون الإنسان بالعفو ذا قيمه ومكانه ويكبر في نظر الناس.

٥- يجعل الإنسان متواضعا حيث يكسر العفو كبر النفس و تعاليها بالإثم.

٦- يعرض الإنسان نفسه لرحمة الله “ ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء”.

٧- يكون إن شاء الله سببا في دخول العبد الجنة يوم القيامة.

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

1

متابعهم

2

مقالات مشابة