ما هو الاستغفار وصيغه ؟

ما هو الاستغفار وصيغه ؟

0 المراجعات

معنى استغفار الله في الاصطلاح :

الاستغفار هو الطلب من الله سبحانه أن يستر الذنوب وأن لا يعاقِب عليها، وبهذا فعند استغفار الله أنت ترجو منه عز وجل أمران أن يستر ذنبك ويسامحك عليه فلا تُعاقب عليه.
يقول بن تيمية: "المغفرة شيء زائد عن الستر؛ لأن المغفرة معناها وقاية شر الذنب، بحيث لا يعاقب عليه العبد، وأما مجرد ستر الذنوب فهذا لا يستلزم إسقاط العقوبة؛ فالله سبحانه قد يستر على من يعاقب وعلى من لا يعاقب" .
ما هي افضل اوقات الاستغفار؟

أفضل وقت لتأدية عبادة الاستغفار هو في وقت السحر، وذلك لما ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه قال عن النبي صلى الله عليه وسلم: «ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة من السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له»، فالله عز وجل يتجلى بالرحمات في وقت السحر .
متى يبدأ مفعول الاستغفار؟ متى أجد ثمار استغفاري ؟! الإجابة : من (لحظة) حتى (شهور) ... التغيير يأتي بالتدريج و لكن تلاحظ الفرق بالتغيير على مدار الوقت.

من هم المستغفرين في الأسحار؟

وقت السحر يكون بدايته الثلث الأخير من الليل ويستمر حتى قبيل الفجر، ويعتبر أفضل وقت لعبادة الله والاستغفار، وذكَر الله سبحانه وتعالى وقت السحر في كتابه مرتين، في قوله تعالى : ”وبالأسحار هم يستغفرون”، و ” المستغفرين بالأسحار “، وذلك للتأكيد على فضل وعظم الأجر في هذا الوقت .

هل يعذب الله المستغفرين؟

﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ فأخبرَ أنه لا يعذب مستغفرا ؛ لأن الاستغفار يمحو الذنب الذي هو سبب العذاب، فيندفع العذاب.

ما جزاء المستغفرين؟

إنّ للاستغفار أثرًا كبيرًا في استجابة الدّعاء.. أنّ المستغفر من الذّنب كمن لا ذنب له، كما في الحديث الصّحيح عن الرّسول عليه الصّلاة والسّلام، ولا شكّ بأنّ المسلم الذي لا ذنب له يكون دعاؤه مقبولًا عند الله تعالى، بينما لا يتقبّل الله تعالى دعاء الظّالمين والعاصين لأنّهم بعيدون عن الاستغفار والتّوبة الصّحيحة في حياتهم.

هل الاستغفار يقوي الشخصية؟

الجواب : نعم ، قال الله تعالى حكاية عن نبيه هود أنه قال لقومه :( وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ)هود/52 .

فوائد الاستغفار :

_من فضائل الاستغفار أنّ الله تعالى قد مدح أهله وأثنى عليهم في مثل قوله تعالى في سورة آل عمران - الآية 17: "الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ" عندما أشار عز وجل للمستغفرين مع الصابرين والقانتين والمنفقين سرًا وعلانيةً أنهم من أهل الجنة الفائزين بنعيمها ورضوانه تعالى عليهم.

_من فضائل الاستغفار أيضًا أنه من صفات المتقين وسماتهم يحرصون عليه، يقول تعالى في سورة آل عمران - الآيات من ١٣٣إلى 136: "وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ( 133 ) اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ اَلنَّاسِ وَاَللَّهِ يُحِبُّ اَلْمُحْسِنِينَ ( 134 ) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ( 135 ) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةً مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا اَلْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنَعَمْ أَجْر اَلْعَامِلِينَ ( 136 )

_وعد الله تعالى المستغفرين والتائبين عن ذنوبهم توبةً حقيقية بالمغفرة وهذه فضيلة من فضائل الاستغفار، يقول جلّ وعلا في كتابه المحكم في سورة النساء - الآية 110: "وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا"

_بالاستغفار يبعد المؤمن عن نفسه العذاب وذلك تبعًا لقوله تعالى في سورة الأنفال الآية - 33: "وَمَا كَانَ اَللَّهُ مُعَذِّبُهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ" بمعنى أنّه عز وجل يرفع مقته وعذابه عن المستغفرين الطالبين العفو والمغفرة من الله تعالى.

_تدلنا آيات من القرآن الكريم أنّ الاستغفار يجلب الخير والنفع والبركة للمستغفر ويدفع عنه البلاء كما قال تعالى في سورة نوح - الآيات من 10 - 14 : "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ( 10 ) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ( 11 ) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ( 12 ) مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ( 13 ) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا ( 14)"

يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارًا) أي ارجعوا إليه وارجعوا عما أنتم فيه وتوبوا إليه من قريب، فإنه من تاب إليه تاب عليه ولو كانت ذنوبه مهما كانت في الكفر والشرك.
أما في جلب الرزق والبركة ودفع البلاء فرُوي عن سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه صعد المنبر ليستسقي فلم يزد على الاستغفار شيئًا.

_يرحم الله تعالى المستغفر وهو الرحمن الرحيم ، فكما قال في سورة النمل - الآية 46: "لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اَللَّهُ لَعَلَّكُمْ تَرْحَمُونَ"

_إذا طلبت القوة والخير من الله تأتيك بكثرة الاستغفار، يقول تعالى في سورة هود - الآية 3: "وَأَنْ اِسْتَغْفَرُوا رَبُّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعُكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجْلٍ مُسَمًى وِيؤْتْ كُل ذِي فَضَّلَ فَضْلُهُ" .

كيفية وصيغ الاستغفار :

للإجابة عن سؤال: كيف نستغفر؟ الذي يسأله الكثير من الناس، عندما نتأمل ما ورد إلينا من السنة النبوية المشرفة نجد أنّ أنواع الاستغفار الصحيح وصيغه كثيرة، ومنها:

_يعلمنا رسول الله في سيد الاستغفار أن يبدأ المستغفر بالثناء على ربه والاعتراف بذنبه والتوبة عنه ونيته بعدم الرجوع إليه، ثم يسأل الله عز وجل شأنه المغفرة، عن شداد بن أوس (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت" قال: "ومن قالها من النهار موقنًا بها، فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنة."

سُمي هذا الدعاء بسيد الاستغفار لأنه قد جمع كل معاني التوبة وحسن الثناء على الله تعالى والاعتراف بالضعف والخضوع إلى الله وهذه درجة عالية من التوبة وطلب المغفرة.

_وكما ورد في الصحيحين عن عبد الله بن عمرو أنّ أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال: "يا رسول الله علّمني دعاءً أدعو به في صلاتي، قال: قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرةً من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم."

_ومن الاستغفار أن يقول العبد: "أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه" وقد رُوي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنّ من قاله غُفر له وإن كان فرّ من الزحف، وقد أخرجه أبو داوود والترمذي.

_وقد ورد في كتاب عمل اليوم والليلة للنسائي: "عن خباب بن الأرت قال: قلتُ يا رسول الله كيف نستغفر؟ قال (صلى الله عليه وسلم) قل: "اللهم اغفر لنا وارحمنا وتب علينا إنّك أنت التواب الرحيم" .
كلما كنت من المُستغفرين أخرجك الله من ظُلمتك إلى نورهِ ورزَقَ قلبك اليقين ، ‏فما لجأ قلبٌ لله إلا احتواه ♥️ .

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

5

followers

3

followings

19

مقالات مشابة