الدياثة...طاعون العصر
الدياثة...طاعون العصر
قال رسول الله ﷺ: " ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ، وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ، وَالدَّيُّوثُ. "
في الأيام الأخيرة أصبحنا نرى أشياء تدمي القلوب لا الأعين، صار بعض الناس يخرجون عن الفطرة السليمة التي وصانا بها رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، فوجدنا أنفسنا وسط كومة كبيرة من القذارة والدياثة التي تنخر المجتمع وتهدم المعنى الحقيقي للأسرة فلقد أصبح بعض الذكور وأشباه الرجال يتفاخرون بجمال زوجاتهم وخصوصا في يوم الزفاف فيجعل العادي والبادي يرى صور زوجته وأغلى ممتلكاته تنتشر على مواقع التواصل الإجتماعي ، فهل الزوجة سلعة يجب التفاخر بجمالها ولباسها، ألا يعرف هذا الشخص بأنه يخالف أخلاقنا كمسلمين، هذا شيء يجلب الاشمئزاز حقا، فالمرأة التي كرمها الله وأعطاها حقوقا كثيرة تعتبر سلعة عند بعض الحمقى من الديوثيين والذين يجعلون التافهين قدوة لهم متناسين وصية الله ورسوله في جعل الزوجة مصونة بكرامتها وعفتها وأنه لا يجب على المرأة أن تتزين لغير زوجها وألا تبدي زينتها إلا لأشخاص حددهم شرع الله إذ قال سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم: ﴿ولاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ﴾ [النور: 31].
وللذين يتخدون بعض التافهين أمثال أ.ر و س.ص قدوة لهم أليس رسولنا الكريم أولى بهذه القدوة وهو شفيعنا يوم القيامة، أم أن م.ف غسل أدمغة البعض منكم بكلامه الساقط عن الحجاب وبأنه يتخذ القرآن كدليل دون الحديث والسيرة النبوية، أم أن النسويات (المتحضرات) أثرن في أدمغة نسائنا.
يجب أن نستفيق من سباتنا، فلقد بدأنا نبكي دما تحسرا على الأمة التي بكى من أجلها أعظم خلق الله ﷺ، فصرت إذا نصحت أحدهم نصيحة أخوية يرمقني بنظرة غريبة ويقول بالعامية “ديها فسوق راسك” أو يقول "مالك متخلف وقديم راه حنا عايشين في 2023" متناسيا بأن الرسول ﷺ أخبرنا بأن النصيحة شيء جميل إذا كانت في محلها، وأن ديننا صالح لكل زمان ومكان.
هذا كل ما لدي لأقوله، دمتم سالمين.
عبد الحميد حوسيني