"من جاء أولا: البيضة أم الدجاجة؟!"
"من جاء أولا: البيضة أم الدجاجة؟!"
لعالمنا ولكل شيء في عالمنا بداية، وقبل هذه البداية لم يكن الشيء المعني في الوجود.
فكوكبنا الأرضي حاليا عامر زاخر بأشكال الحياة فيه من أجناس الكائنات.
لكن كوكب الأرض بذاته له بداية قبلها لم يكن شيئا في الوجود.
بالتالي فإن كل أشكال الحياة لم تكن شيئا في الوجود إلا بعدما صار كوكب الأرض موجودا بزمن.
فكيف بدأت الحياة على كوكب الأرض؟
يخلق الله كلا من جسم الكائن الحي الأول من نوعه على الإطلاق وجسم أنثاه وهما في عمر البلوغ ويضعهما في بيئتهما، ويبث فيهما الروح فينبعثان للحياة وقد دمج الله فيهما كل غرائزهما الفطرية وألهمهما دوريهما الفطريين في حياة أحدهما مع الآخر.
فيبدأ الكائنان في معيشتهما الطبيعية، ومنها الإغتذاء والتناسل.
وتصنف الحيوانات إلى فرائس ومفترسات.
فإما أن الله يخلق الفريسة في ذات الوقت مع المفترس، إنما بكثافة عددية لصالح الفريسة مقابل قلة عددية من جانب المفترس.
أو أن يبدأ الله أولا بخلق الفرائس لتتكاثر قبل أن يخلق المفترسات.
ويجعل الله دورة حياة الفريسة أسرع من دورة حياة مفترسها ليستديم التوازن البيئي بين الكائنات.
مثلا، لنفكر في خلق الله للدجاج والثعالب.
لو خلق الله زوجا بالغا من الدجاج في نفس الوقت مع خلقه زوجا بالغا من الثعالب، فالحتمي أن الثعلبين سيفترسان الديك والدجاجة، فينقرض جنس الدجاج، وبعده سينقرض جنس الثعالب!
وأستبعد أن يكون الله خلق عددا من الديوك والدجاج البالغين في نفس الوقت مع خلقه زوجا بالغا من الثعالب، معتبرا أن سنة الله في بدء خلق الكائنات المتناسلة تزاوجيا هي كبدئه خلق البشر، من ذكر واحد وأنثاه.
ولذا، أجيب بيقين أن الديك والدجاجة جاءا أولا إلى الوجود بالغين ثم تزاوجا وباضت الدجاجة بيضها الملقح الذي رعته حتى فقس وكبرت كتاكيتهما فتزاوجت، وهكذا إلى أن صار للدجاج كثافة عددية آمنة لأن يخلق الله زوجا بالغا من الثعالب التي تبدأ تكاثرها بدورها.
وهكذا بالنسبة لكل الكائنات المتناسلة، بدءا من الديناصورات دواليك إلى يومنا هذا.
أما الكائنات أحادية الجنس فأمرها على الخالق أهون، وكل شيء هين عليه سبحانه.
وهذا المقال المتواضع وكاتبه المتواضع ينفيان صحة كل من نظريتي الإنفجار العظيم (بخصوص مزاعم تكون الكون بالصدفة من إنفجار كتلة ضئيلة الحجم مهولة في طاقتها) والنشوء والإرتقاء (بخصوص ظهور وتطور الكائنات تلقائيا).
وأدعم الطرح القرآني الموجز عن واقعة تكوين الكون المذكور هنا:
(أَوَلَمۡ یَرَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ أَنَّ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ كَانَتَا رَتۡقࣰا فَفَتَقۡنَـٰهُمَاۖ وَجَعَلۡنَا مِنَ ٱلۡمَاۤءِ كُلَّ شَیۡءٍ حَیٍّۚ أَفَلَا یُؤۡمِنُونَ)
الأنبياء (30)
وسأسميها "واقعة فَتْق الله للكون"، حيث من العدم خلق الله الكون مرتوقا (أي مندمجا على ذاته) ثم فتقه بعناية وأبدعه.
فالإبداع اللامتناهي في الكون بتماسكه وإنسجامه يستحيل أن يحدث عن شيء يُنتج العشوائية كالإنفجار غير المحكوم!
أما نظرية النشوء والإرتقاء فهي داحضة، حيث أنها لو صحَّت لرأينا عيانا وبإستمرار كائنات حية تنشأ من تجمع للخلايا!
أو على الأقل لرأينا بشرا تلدهم قرود!
لو صح أن القرد سينجب إنسانا، كنا رأينا قردة أذكى من أسلافها، فكل القردة المتدربة على أيدي علماء البشر تبلغ مستوى محدودا جدا من الذكاء لا تستطيع مجاوزته!
أو لكنا رأينا أن كل عبقري من البشر ينجب أبناء أكثر عبقرية بدورهم ينجبون أحفادا أشد عبقرية!
وهذا بالضبط هو الهراء الذي تفترضه نظرية التطور: أن قردا ينجب قردا أذكى من أبيه، والقرد الإبن ينجب قردا أذكى من أبيه وجده، وهكذا إلى أن يأتي في مرحلة لاحقة بعيدة حفيد للقرد الجد بذكاء آدمي!
والواقعة الحقيقية هي خلق الله للكائنات من زوج بالغ واحد "ذكر وأنثاه" لكل جنس حي مستقل، فالقرود أولهم من قردين خُلقا بالغين، ذكر وأنثاه، والبشر أولهم من شخصين خُلقا بالغين، آدم وحوَّاؤه، وهكذا.
(قل سيروا في الأرض فإنظروا كيف بدأ الخلقَ، ثم الله ينشئ النشأة الآخرة، إن الله على كل شيء قدير)
العنكبوت (20).