بين العقلانية و التصوف وأثرها على القضية الفلسطينية
إن من اعظم الصفات التي يتصف بها ديننا الإسلامي هو التكاملية المثالية بين ماهو غيب ومتجاوز ومقدس ،وما هو مدرك حسي يثبت بلعقل والبرهان ، كلا الجانبين عظيم الى درجة كبيرة تصل الى مقدرة كل من هما على تفسير كل شيء ، وهنا تكمن المشكلة ان كثيراً من الناس يتخذ لنفسة احدا الطرفين ظاناً انه امتلك المقدرة على تفسير كل شيء ،فهو هنا قد اختزل الدين في جانبا من الجانبين ،وهنا ينقسم الناس الى قسمين أثنين
فهنالك أُناس يقولون أن الدين منطقي بالكامل يمكن إدراكه بالمنطق وتباع القواعد للوصول الى الحقيقه ،فهذا الشخص سينهار تدينه عند إصطدامه مع لحظات يفشل فيها نموذجه التفسيري بتفسير ظواهر مثل الموت والحياة والبعث والملآئكة والعصمه من الخطأ عند الرسل وغيرها من الميتافيزيقيات التي لا مفر منها لإكتمال الإيمان
وان أُناس آخرون يرون إن هو إلا تصوفٌ ودعاء واعتكاف في محرابه داعياً الله اي يأتية رزقه كل حين كمريم عليها السلام،فهذا ايضا سيصطدم بسنن الله فالأرض كالعمل والزواج والجوع والعطش وتبادل المصالح وغيرها الكثير من الماديات التي لا مفر منها لإستقامة الحياة
المشترك بين النوعين أعلاه هو اختزال الدين بين إحدا الطرفين ،وانا أرى ان اتخاذهُ طرفاً من الطرفين ليس الا هروباً من الطرف الآخر ،فالمتصوف هارب من الدنيا والمادي هارب من التصوف
كلاهما ابتعد عن المنتصف ،ابتعد عن العلاقة التي تجمع بين الطرفين والتي تضع النقاط على الحروف
ومن هذا المنطلق أقول إن فشلنا اتجاه القضية الفلسطينية ان هو إلا لاختزال الجمهور لإحدا النظريتين أعلاه أحدهما يمسك آلته الحاسبة واضعاً كل المعطيات عليها داخل معادلة جبرية ظاناً ان النصر والهزيمة يمكن ان يكون هو قيمة (س) المفقودة في المعادلة
وآخر يرى أن النصر قادما لا محاله لكن ليس من الأرض وإنما طيرا ابابيل ترمي اليهود بحجارة من سجيل ونحن ننظر إلى نصرنا بكروشٍ متدلية لا نرى اقدامنا من كبرها ،او أن يكون النصر من فارس مقدام ينزل من السماء على فرس أبيض يضربُ الضرب القاضية ويقيمُ العدل فالارض.
أختم القول ب آيتين من القرآن الكريم مبيناً الترابط
{وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ}
(60)سورة الانفال
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}
(7)سورة محمد