المسلمون إذا عادوا   [كيف ستتغير آليات الصناعة والتسويق]

المسلمون إذا عادوا [كيف ستتغير آليات الصناعة والتسويق]

0 المراجعات

والله إني لأنتظر اليوم الذي يعود فيه المسلمون بقوة إلى دورهم في صناعة الحضارة ، وأكاد أتخيل بعض من ملامح ذلك اليوم.

فهل تتخيل أن المسلمين إذا عادوا ستكون أمور الدنيا كما هي من الصناعة والتسويق.  

كلا ، فآليات الصناعة والتسويق ستتغير حتما وستجد منتجا يعيش معك عمرك بأكمله ، وستجد أمامك اختيارات تناسب جميع فئات المشترين حسب استخداماتهم ، وستجد خصائصه تلبي احتياجاتك الحقيقية لا احتياجات وهمية يخلقها لك المنتجون كل عام كي يجذبونك لشراء الطراز الأحدث من منتجهم ، بعد أن يتم إقناعك ضمنيا بأن الطراز الأقدم لم يعد صالحا لاحتياجاتك في عصر تسويق المنتج الأحدث ، تزامنا مع تعرض المنتج الأقدم لتلف بعض مكوناته مما يؤثر على عملية استخدامك له هذا إن لم يتلف بأكمله فتضطر لشراء المنتج الأحدث "مجبر أخاك لا بطل".

وحتما المسلمون سيجعلون نفس المنتج الأولي الذي قد اقتنيته فعلا يتطور معك من خلال إضافات بسيطة لا ترهق ميزانيتك وتجعلك كما هو الحال الآن في لهاث دائم من أجل اللحاق بالتطورات والتحديثات التي لا تكاد تتابع أخبارها فضلا عن اقتنائها واستخدامها ، وهذه الإضافات ستحل مكان قطع قديمة ما تزال لم تنتهي صلاحيتها بعد ومن الممكن لك أن تبيعها لمن يحتاجها وتضيف على ثمنها مبلغا بسيطا وتشتري الإضافة الجديدة ، وكذلك سيمكنك تغيير الهيكل الأصلي للمنتج كل مدة طويلة تقدر بأجيال تكون خلالها قد استخدمت المنتج الأولي بفاعلية فتبيعه مستعملا لكنه مازال يعمل بكفاءة تناسب من يشتريه منك والذي قد يكون حاله أقل يسرا من حالك ، وهكذا لتكون السلعة سلعة العمر ولا تتعدى كونها سلعة تناسب احتياج المستهلك وتعمل على راحته وتلبية احتياجاته ، لا أن يكون المستهلك عبدا للسلعة ولا هم له سوى اللهاث المستمر بلا جدوى وراء خصائص وهمية ترهق ميزانيته وتستنزف أمواله.

ولكن السؤال ها هنا كيف سيربح المنتجون؟ والإجابة أنهم سيربحون من الإضافات ومن التفنن والابتكار في تلبيتها للاحتياجات الحقيقية للمستخدمين وملاءمتها لمختلف الأذواق ، لكن لن تكون الأرباح بنسب فائقة كما في الأنظمة الاقتصادية الرأسمالية التي لا يهمها سوى مصلحة المنتجين والتي لا يوجد بها رقابة على آليات التصنيع والتسويق ومدى إضرارها بمصلحة المستهلك من عدمه.

وهذه الآليات في التصنيع والتسويق ستكون بإذن الله مطبقة على صناعة جميع الأجهزة الكهربائية والهواتف المحمولة والدراجات الهوائية والنارية بل والسيارات ، فأساس فكرة شراء المستهلك للسلعة أنه سيشتري المنتج الأولي في صورة هيكل أساسي مع ملحقات متوسطة الإمكانيات ثم عندما يتيسر حاله يغير ما يشاء منها مع بقاء الهيكل الأساسي ، وبإذن الله لن تجد من يصنع منتجات تحت شعار شركة ما ، حيث سيكون هناك رقابة علي التصنيع ولكل شركة - إجباريا - علامة تجارية مسجلة تلتصق بالمنتج يصعب تزويرها ، وسيكون بإذن الله هناك اختراع بسيط للكشف عليها منعا من التقليد ، عبارة عن جعل أي كاميرا في أي هاتف محمول تتصل بموقع جهة الرقابة على الإنتاج والتصنيع على شبكة الإنترنت قادرة على الكشف عن زيف العلامة الموجودة على المنتج من عدمه.

فالمسلمون إذا عادوا ستتغير جميع أوجه التميز في كل المجالات التي تفوق الغرب فيها منشئا مجتمعا استهلاكيا يعبد السلع والتسوق ، مجتمع يزداد فيه الأثرياء ثراء ويزداد فيه الفقراء فقرا بينما بقية المجتمع لا هم له سوى الاستهلاك المستمر الذي يضمن للأثرياء ثراء بلا حدود ، ليتحول بإذن الله إلى مجتمع متوازن تملؤه العدالة ، مجتمع لا مكان فيه للتغرير بالغير واستغلالهم من أجل المصالح الفردية لفئة محدودة من البشر.

ولهذه الأسباب فالغرب يخشى من الإسلام إذا ساد والمسلمين إذا عادوا. 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

9

followers

5

followings

1

مقالات مشابة