الكتاتيب في الإسلام أهميتها ودورها

الكتاتيب في الإسلام أهميتها ودورها

0 المراجعات

بسم الله الرحمن الرحيم

 

  • - بدأ ظهور الكتاتيب الإسلامية منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وهي الأماكن التي يحفظ فيها صغار المسلمين القرآن الكريم ويتعلمون فيها بعض العلوم الإسلامية ، وقد أنتشر هذا النوع من التعليم الديني في مختلف الأصقاع الإسلامية ، ويعد من أهم المرتكزات التي تقوم عليها التنشئة الدينية على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
  •  
  • - لقد حث الإسللام المسلمين عامة على العلم والتعلم وخصوصاً التعليم الديني ،  لما له من أهمية في تقريب العبد من ربه سبحانه وتعالى ونيل الأجر والثواب على ذلك ،  فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف ( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله به طريقاً إلى الجنة ) ،  لذلك ركز المسلمون على أولادهم منذ نشأتهم وهم أحداث على تعليمهم وصقل عقولهم ليكونو لبنة صالحة في المجتمع ، حتى إذا كبروا كان همهم هو رضى الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ونصرة دينهم وصيانة مجتمعاتهم من المنكرات والفواحش .
  •  
  • -كان التعليم في الكتاتيب يعتمد على تحفيظ الصغار القرآن الكريم وتعلم القراءة والكتابة ودراسة أوليات الدين والحساب ، ثم تطور الأمر لتعليمهم علوم اللغة والآداب وبعض أشعار العرب .

 

  • -  برز نوعان من الكتاتيب أولهما ما يختص بتعليم الصغار القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم ،   والآخر كان يشمل تعليمهم علوم اللغة والآداب والحديث وغيرها من علوم الدين ،  ولكن هذا الأمر لم يكن منتشر فهناك كتاتيب جمعت بين هذين النوعين والنوع الأول كان أكثر شيوعاً وإنتشاراً بين الأمصار ، وذلك بسب إقبال المسلمين على الإهتمام بكتاب الله سبحانه وتعالى حفظاً وتدبراً وفهماً للأيات ،  وما ساعد على ذلك إتساع رقعة الدولة الإسلامية بسبب الفتوحات .
  •  

_ استحدث المسلمون نوع آخر من الكتاتيب اختص بأبناء الأيتام والفقراء لتعليمهم ورعايتم إبتغاء وجه الله تعالى بسبب عدم قدرة أهاليهم الإنفاق على تدريس أبنائهم للحاجة وضيق العيش الذي يعانون منه ، وبرز ذلك جلياً في عصر الدولة الزنكية والأيوبية والمملوكية .

 

_ هيأ الدولة أماكن للكتاب أختلفت بإختلاف المعلمين وطرق تدريسهم ،  فمن مكان في الهواء الطلق يساعد الصبيان على الإستيعاب والفهم للدروس ،  إلى أماكن مغلقة لا تكاد تدخله أشعة الشمس يحد من حفظ الطلبة واستيعابهم ، وبالنسبة للأثاث الموجود فهو فراش من حصير يجلس الصبيان عليه متربعين حول معلمهم ، وبأيديهم مصاحف والواح وأقلام لكتابة ما يمليه المعلم عليهم الذي يجلس إما إلى كرسي أو مسطبة عليها فراش في مقابل الطلبة .

 

_ أتجهه الناس لإرسال أولادهم للكتاب في سن مبكرة ، من  سن الخامسة والسادسة والسابعة ويبقى يتلقى علوم الدين إلى قريب سن الثانية عشرة ، ولذلك قام أهل الصغار بتأمين من يرافق أبنائهم في ذهابهم وعودتهم من الكتاب ، واشترطوا أن يكون هذا المرافق ثقة أميناً متأهلاً لهذه المهمة ، 

 

_ اختارت الدولة لمهنة التعليم في الكتاتيب من المعلمين المؤهلين والذين يمتازون بصفات معينة ، منها حسن الخلق والإستقامة والعفاف عما في أيدي الناس والعدل ، والإنبساط والرفق مع الطلاب ، والإخلاص في تأديبهم وعدم الغضب والعبوس في وجوههم  بالإضافة إلى تحصيله العلمي الكافي من القرآن الكريم وعلومه المتفرعة عنه ، وكذلك له دراية بعلوم اللغة والأدب والحساب .

 

_ تكونت من خلال الكتاب الشخصية الإسلامية المستقيمة في الأطفال الذين تعلموا مهارة الكتابة للناس ، وتعليم بعضهم بعضاً والتطبيق العملي لما يتعلمونه ، وقد ينتقل المعلم بهم بعد فراغه من تعليمهم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم إلى تدريسهم عقائد أهل السنة والجماعة وبعض الأحاديث النبوية ، بما يتناسب مع سنهم الصغير وفهمهم البسيط .

 

_ أعطت الدولة الصغار قسطاً من الراحة وعطلة مدرسية بعد عناء الدراسة ، وكان يوم الجمعه وكذلك أيام الأعياد وحالات المرض والرياح والعواصف والبرد والمطر الشديد ، أما إذا غاب المعلم عنهم لأمر طارىء جعل نا ئباً عنه في مكانه حتى يعود من غيبته ، 

 

_ لم يمنع أهتمام الطلاب في الكتاتيب من الإنعزال عن مجتمعهم ،  لذك كانوا متفاعلين مع قضايا أمتهم وشاركوا في الحياة اليومية مثل حضور مجالس العلمم بعد الدرس والذهاب لصلاة الإستسقاء إذا طلب الإمام من المسلمين إقامتها ، والترويح عن النفس بالذهاب للتنزه والإسترخاء .

 

_ لم يقتصر التعليم في الكتاب على التعليم الديني فقط بل امتد لتربية الأولاد على الآداب الإجتماعية من خلال التربية الصالحة والأخذ بالعادات الحسنة ، وكيفية إحترام الناس وتوقيرهم وإلقاء السلام على من يدخل عليهم أو يمر بهم من الناس ، والحث على بر آبائهم وأمهاتهم والأنقياد لأمرهما بالسمع والطاعة وتقبيل أيديهما ، وكان مسموحاً للمعلم أن يضرب أحد طلابه إذا أساء الأدب والفحش بالكلام .

 

_ مصادر الإنفاق على التعليم في الكتاب كانت مما يدفعه الأباء إلى ابنائهم وما يتم دفعه للمعلمين بالإضافة إلى ما تدفعه الدولة من الزكاة والصدقات لإستمرارية هذه الكتاتيب في ممارسة دورها التعليمي الممنهج والمنضبط على قواعد الدين الحنيف.

 

_ لقد كان لهذا النوع من التعليم في الإسلام دوره المهم في رقي الحضارة الإسلامية ورفع الجهل عن عقول أبنائها ،  ودفعهم نحو الغوص في مجالات العلوم المختلفة الدينية والدنيوية فهي اللبنة الأولى في تخريج جيلاً من الصغار أنطلقوا بعد تأسيسهم على ركائز راسخة ومتينة ،  لتقدم أمتهم والسير بها نحو التطور والعلو ونصر الدين ومحاربة الأعداء المتربصين بهم في كل وقت وكانت ثمرة هذا التعليم واضحة في العزة والتمكين للإسلام والمسلمين كما سجل ذلك تاريخها المشرق . 

 

 

 

  •  

 

 

كان 

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

4

متابعين

8

متابعهم

49

مقالات مشابة