قصة اسلام عمر بن الخطاب

قصة اسلام عمر بن الخطاب

0 المراجعات

 

عمر بن الخطاب، ثاني الخلفاء الراشدين، وأحد أبرز الصحابة، كان له قصة إسلام مذهلة تعكس قوة الإيمان وتغير الحياة بفضل الهداية الإلهية.


 

قبل إسلامه، كان عمر بن الخطاب معروفًا بقوته وصلابته وعزمه، وكان من أشد المعارضين للدعوة الإسلامية. كانت قريش تخشاه وتحسب له ألف حساب، وكان يرى في دعوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم تهديدًا لتقاليد وعادات قريش.


 

في أحد الأيام، قرر عمر بن الخطاب أن يضع حدًا للدعوة الإسلامية بقتل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. وبينما هو في طريقه إلى بيت النبي، التقى برجل من بني زهرة، أخبره أن أخته فاطمة وزوجها سعيد بن زيد قد اعتنقا الإسلام. اشتد غضب عمر وقرر أن يبدأ بهما قبل أن يصل إلى النبي.


 

توجه عمر إلى بيت أخته، وطرق الباب بعنف. عندما فتح له، دخل غاضبًا ووجد أخته وزوجها يقرآن القرآن مع خباب بن الأرت. انقض عليهم وضرب زوج أخته، ثم أمسك بأخته وصرخ فيها، إلا أن فاطمة واجهته بشجاعة وقالت: "يا عمر، افعل ما بدا لك، فقد أسلمنا وآمنا بالله ورسوله."


 

تأثر عمر بشجاعة أخته وثباتها، وطلب منها أن تعطيه الصحيفة التي كانوا يقرؤون منها. قرأ عمر الآيات من سورة طه: **"طه. مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ. إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ. تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى. الرَّحْمَـٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ. لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ. وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى. اللَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ"** (سورة طه، الآيات 1-8).


 

تغيرت مشاعر عمر وهو يقرأ هذه الآيات العميقة، وبدأ يشعر بروحانية عظيمة تتسلل إلى قلبه. طلب من أخته أن تأخذه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم. عندما وصل إلى دار الأرقم حيث كان النبي يجتمع مع الصحابة، استقبلوه بحذر، لكن النبي أمرهم بتركه يدخل.


 

دخل عمر وأعلن إسلامه أمام النبي وأصحابه. بكى الرسول فرحًا ودعا له. منذ ذلك اليوم، تحول عمر بن الخطاب إلى واحد من أعظم المدافعين عن الإسلام، ولقب بـ"الفاروق" لأنه فرق بين الحق والباطل.


 

إسلام عمر بن الخطاب كان نقطة تحول كبيرة في تاريخ الدعوة الإسلامية. بفضل إيمانه القوي وشجاعته، استطاع المسلمون أن يمارسوا شعائرهم بشكل أكثر علانية، وأصبح الإسلام أقوى وأشد تأثيرًا في الجزيرة العربية. عمر بن الخطاب ظل رمزًا للعدالة والقوة والإيمان حتى وفاته.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

0

متابعهم

1

مقالات مشابة