يا من أسرفت في نفسك، وجرحت قلبك، وآلامتك روحك، هنا موطنك..

يا من أسرفت في نفسك، وجرحت قلبك، وآلامتك روحك، هنا موطنك..

0 المراجعات

﴿الله لطيفٌ بعِباده﴾

قال القرطبي في تفسير هذه الآية -هو الذي يَرحم من لا يرحم نَفْسه-

وهنا يُدمر حاجز الخوف في نفسك ..

وقد قال إبن القيم رحمه الله -فإذا أراد الله بهذا العبد خيرا ألقاه في ذنب كسَره به-

لإن بداية التوبة، و بداية الإستقامة قد تبدأ بفعل ذنب يُندم عليه أشد الندم، وخير الخطائين التوابون..

ويجب ان يتردد في جوف روحك قول النبي صل الله عليه وسلم عن الله عز وجل -لَو أتيتَني بقُراب الأرضِ خَطايا ثَم لقيتَني لا تُشرك بي شيئًا لقيتُك بقرابِها مَغفرة-

أعلم أن كل الذنوب تسمى ذنوب، وأعلم انها قبيحة جداً، لكن مهما كان ذنبك دون الشرك بالله، ودون سفك الدماء، فأنت لا تزال في بر الأمان ما لم تتأخر كثيراً عن التوبة، وما لم تسّوف، وتؤجل توبتك، حتى ولو أخطأت في ساعتك مئة مرة، فعليك بالتوبة مئةً أخرى، وهنا تكمن القوة، ولا تنسَ أن الله يحب التوابين..

قد قرأتَ مرةً في كتاب الله -ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون- ف إياك أن تصل لمرحلة الكفر بيأسك ..

ولا تزال هذه الآية، ملاذ المذنبين، تُسمع على مسامعك كل حين وحين، -قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا-

ف أياك والقنوط ولو بقدر ذرة، وأبدأ من جديد في كل مرة، وبعد كل ذنب، بعزم اقوى، وقلبٍ أسمى.. ف عليك اللجوء الى الله، فهو كل شيء..

ثم عليك ان تعلم أن هذا التعب، تعب الندم على الذنب، نعمةٍ يَمنُها الله على من يشاء، أقصد أن في الوقت الذي تتعب فيه من انتكاستك، وذنوبك، هناك آخر يتعايش مع انتكاساته وذنوبه ويفرح بها، وهناك من يجاهر بمعصيته، وهناك من لا يصلي الا في المناسبات او المصائب..

انصت ألي، يريدك الشيطان ان يفتح عليك باب اليأس لتقع انت، فيستدرجك حتى تيأس اكثر وتنقلب دون عودة او توبة..ي

أما الآن، فَ عليك ان تخبرني ما الشيء الذي يأسرك، شيطانك، نفُسك، ام مُحيطك !؟

ما الشيء الذي يمنع عودة المهاجر الى موطنه، الى سعادتة، الى بَر امانه !؟

إن الله رحيم، ومن رحمته أن يبتلي عبده بالذنب -لعلمه المسبق- ان هذا العبد سيتوب وبعد تلك التوبة سيتمكن من هذا الدين الذي ارتضاه الله له..

أما قرأَ قَلبُك ان الله ينادي المسرفين على انفسهم، المسرفين في ذنوبهم وخطاياهم ب -عبادي-

أما حذرك ربك من القنوط من رحمته، واليأس من روحه سبحانه !؟

اما عَلم قلبك أن الله يقبلك بظلامك بتيهك بطينك الخطّاء ولو عدت مليار وألف مرة ..

أما علمت أن لا أحد غيره ينيرك ويرشدك ويغفر لك، وان خير الخطائين التوابون..

أنسيت انك عبد الذي أنجى -برحمته- نبيه من بطن الحوت وظلام البحر بتسبيح نطق به قلبه.!؟

أنسيت انك عبد الذي قال :
لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لقيتك بقرابها مغفرة..

والأهم بالنسبة لسيناروا حياتك وحدك
أنسيت كم مرة أنجاك ورحمك ورزقكك وأعطاك وغفر لك
أنسيت أنه برحمته ألهمك للندم الآن لتعود اليه فيقبلك..
أنسيت ام تناسيت !؟

"..وَرَحۡمَتِی وَسِعَتۡ كُلَّ شَیۡءࣲۚ فَسَأَكۡتُبُهَا لِلَّذِینَ یَتَّقُونَ وَیُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلَّذِینَ هُم بِـَٔایَـٰتِنَا یُؤۡمِنُونَ"

"إِنَّمَا ٱلتَّوۡبَةُ عَلَى ٱللَّهِ لِلَّذِینَ یَعۡمَلُونَ ٱلسُّوۤءَ بِجَهَـٰلَةࣲ ثُمَّ یَتُوبُونَ مِن قَرِیبࣲ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ یَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَیۡهِمۡۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِیمًا حَكِیمࣰا"

" قُلۡ یَـٰعِبَادِیَ ٱلَّذِینَ أَسۡرَفُوا۟ عَلَىٰۤ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُوا۟ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ یَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِیعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِیمُ"

"..وَلَا تَا۟یۡـَٔسُوا۟ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ لَا یَا۟یۡـَٔسُ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡكَـٰفِرُونَ"

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

3

followers

8

followings

1

مقالات مشابة