قصة اصحاب الكهف
**قصة أصحاب الكهف**
تعد من أروع القصص التي وردت في القرآن الكريم، وتحديدًا في **سورة الكهف**. تحكي القصة عن مجموعة من الفتيان المؤمنين الذين واجهوا طغيان ملك جائر، وقرروا الفرار بدينهم والتوكل على الله، فكانت قصتهم معجزة من معجزات الخالق.
**الهروب من الظلم والإيمان بالله الواحد**
في فترة زمنية قديمة، عاش هؤلاء الفتيان في مدينة يحكمها ملك ظالم يُجبر الناس على عبادة الأوثان. لكن الفتيان رفضوا هذه الأوامر الظالمة، حيث كانوا يؤمنون بالله الواحد. خوفًا على حياتهم وإيمانهم، قرروا مغادرة المدينة والتوجه إلى كهف بعيد في الجبال للاختباء فيه.
قال الله تعالى عنهم في القرآن الكريم:
*"إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدًا"*. كان لجوؤهم إلى الكهف ليس فقط فرارًا من الظلم، بل كان توكلًا على الله وطلبًا لرحمته وحفظه.
**النوم الطويل: معجزة الزمن**
بعد أن دخلوا الكهف، أراد الله أن يُنجيهم من خطر الملك فألقى عليهم سباتًا طويلًا. ظل الفتية نائمين في كهفهم لمدة **ثلاثمائة وتسع سنوات** دون أن يشعروا بأي تغير. كانت أجسادهم تتحرك بين الحين والآخر، وتحفظهم الشمس بأمر الله، بينما كان الزمن يمضي وتتعاقب الأجيال.
قال الله تعالى:
*"وتحسبهم أيقاظًا وهم رقود، ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد"*. هذه الآية تؤكد عظمة المعجزة، حيث حفظ الله أجسادهم وحماهم من التحلل أو التلف طوال هذه القرون.
**الاستيقاظ: عودة إلى زمن جديد**
بعد مضي أكثر من ثلاثمائة عام، استيقظ الفتية ظانين أنهم ناموا ليوم أو بعض يوم. شعروا بالجوع وأرسلوا أحدهم إلى المدينة ليشتري لهم الطعام. وعندما دخل الفتى المدينة، اكتشف تغير كل شيء: الحاكم قد تغير، والعقيدة نفسها تغيرت، وأصبح أهل المدينة يؤمنون بالله الواحد.
بفضل عملة قديمة كان يحملها الفتى، أدرك الناس في المدينة أن هؤلاء الفتية هم جزء من معجزة إلهية. وقصتهم أصبحت حديث الجميع. تأثر أهل المدينة بقصتهم، وعرفوا أن الله قادر على كل شيء، سواء في التحكم بالزمن أو حفظ عباده.
**العبرة والدروس المستفادة**
قصة **أصحاب الكهف** تمثل مثالًا رائعًا للصمود في وجه الطغيان، والإيمان الراسخ بالله رغم الضغوط والصعوبات. تعلمنا القصة أهمية **التوكل على الله** واللجوء إليه في الشدائد، كما تظهر قدرة الله المطلقة على التحكم بالزمان والمكان.
هذه القصة تحفز المؤمنين على الثبات في دينهم وعدم الخضوع للظلم، وتذكيرهم بأن الله دائمًا مع عباده الصالحين، ينجيهم بطرق لا يتصورها البشر.