لقد كنت في غفلة من هذا
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آلة وصحبه وسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لنبدأ وميضا جديدا لتكون سعيدا
في هذه المقالة هي تفريغ لسجعي ابن الجوزي بايه القران لقد كنت في غفلة من هذا أعجبني النصر أردت أن أقوم بتحويله إلى مقاله اقرؤوه وركزوا به في كل كلمة فان هذا واقع لا محالة نسأل الله السلامة
سَجْعٌ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَقَدْ كُنْتَ فِي غفلة من هذا}
كَأَنَّكَ بِالْعُمْرِ قَدِ انْقَرَضَ، وَهَجَمَ عَلَيْكَ الْمَرَضُ، وَفَاتَ كُلُّ مُرَادٍ وَغَرَضٍ، وَإِذَا بِالتَّلَفِ قَدْ عَرَضَ أَخَّاذًا {لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا} .
شخص البصر وسكن الصوت، ولم يمكن التَّدَارُكُ لِلْفَوْتِ، وَنَزَلَ بِكَ مَلَكُ الْمَوْتِ فَسَامَتِ الرُّوحُ وَحَازَى {لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا} .
عَالَجْتَ أَشَدَّ الشَّدَائِدِ، فَيَا عَجَبًا مِمَّا تُكَابِدُ، كَأَنَّكَ قَدْ سُقِيتَ سُمَّ الأَسَاوِدِ فَقَطَعَ أَفْلاذًا {لقد كنت في غفلة من هذا} .
بَلَغَتِ الرُّوحُ إِلَى التَّرَاقِي، وَلَمْ تَعْرِفِ الرَّاقِيَ مِنَ السَّاقِي، وَلَمْ تَدْرِ عِنْدَ الرَّحِيلِ مَا تُلاقِي، عِيَاذًا بِاللَّهِ عِيَاذًا {لَقَدْ كُنْتَ فِي غفلة من هذا} .
ثُمَّ دَرَجُوكَ فِي الْكَفَنِ وَحَمَلُوكَ إِلَى بَيْتِ الْعَفَنِ، عَلَى الْعَيْبِ الْقَبِيحِ وَالأَفَنِ، وَإِذَا الْحَبِيبُ مِنَ التُّرَابِ قَدْ حَفَنَ، وَصِرْتَ فِي الْقَبْرِ جُذَاذًا {لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا} .
وَتَسَرَّبَتْ عَنْكَ الأَقَارِبُ تَسْرِي، تَقُدُّ فِي مَالِكَ وَتُفْرِي، وَغَايَةُ أَمْرِهِمْ أَنْ تَجْرِيَ دُمُوعُهُمْ رَذَاذًا {لقد كنت في غفلة من هذا} .
قَفَّلُوا الأَقْفَالَ وَبَضَّعُوا الْبِضَاعَةَ، وَنَسُوا ذِكْرَكَ يَا حَبِيبَهُمْ بَعْدَ سَاعَةٍ، وَبَقِيتَ هُنَاكَ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ، لا تَجِدُ وَزَرًا وَلا مَعَاذًا {لقد كنت في غفلة من هذا} .
ثُمَّ قُمْتَ مِنْ قَبْرِكَ فَقِيرًا، لا تَمْلِكُ مِنَ الْمَالِ نَقِيرًا، وَأَصْبَحْتَ بِالذُّنُوبِ عَقِيرًا، فَلَوْ قَدَّمْتَ مِنَ الْخَيْرِ حَقِيرًا صَارَ مَلْجَأً وَمَلاذًا، {لقد كنت في غفلة من هذا} .
وَنُصِبَ الصِّرَاطُ وَالْمِيزَانُ، وَتَغَيَّرَتِ الْوُجُوهُ وَالأَلْوَانُ، وَنُودِيَ: شَقِيَ فُلانُ بْنُ فُلانٍ، وَمَا تَرَى لِلْعُذْرِ نَفَاذًا {لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا} .
كَمْ بَالَغَ عَذُولُكَ فِي الْمَلامِ، وَكَمْ قَعَدَ فِي زَجْرِكَ وَقَامَ، فَإِذَا قَلْبُكَ مَا اسْتَقَامَ، قُطِعَ الْكَلامُ عَلَى ذَا {لَقَدْ كُنْتَ فِي غفلة من هذا} .
وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ.
هناك أكثر من 100 مقال في مجالات المختلفة بانتظار قراءه لها والتعليق عليها ونشرها لدعمنا بنشر المزيد والجديد والمفيد بإذن الله إلى اللقاء في مقال التالي بإذن الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته