إجابات متنوعة لأبعض من أشهر أسئلة الملحدين
و بسم الله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .
الحمدلله الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم والصلاة والسلام على خير معلم الناس الخير محمد وبعد ؛
فهذة إجابات عن أسئلة
هل للأعراق البشرية المتواجدة حاليا مع جنس النياندرتال سلف مشترك؟
إجابة هذا السؤال اسمحوا لي أن تكون بسؤال آخر: هل للأفارقة والآسيويين والهنود والأوروبيين وسكان أستراليا الأصليين والهنود الحمر وسكان الأسكيمو سلف مشترك؟
الإجابة في الحالتين هي نعم .. لكن هل هذا يعني أن الأفريقي (نوع) مختلف والآسيوي (نوع) مختلف والهندي (نوع) مختلف كذلك، أم أن هؤلاء جميعاً نوع واحد اسمه (الإنسان)؟
هل لو صنفت الإفريقي مثلاً باسم (الإنسان الإفريقي) والآسيوي باسم (الإنسان الآسيوي) والهندي باسم (الإنسان الهندي)، سيجعلهم هذا أنواعاً مختلفة تحدرت بشكل منفصل من القردة العليا؟
سيجيبك التطوري، وكذلك كل عاقل، أن لا طبعاً
لماذا؟ لأن هؤلاء جميعاً ينتمون إلى نوع واحد هو البشر أو ما اصطلحوا هم على تسميته تسميه خاصة ألا وهي (الإنسان المعاصر)، ينتمون إلى حوض جيني واحد، ويمكنهم التكاثر في الطبيعة وإنتاج نسل خصيب.
ونفس هذا التعريف ينطبق تماماً على النياندرتال والدينوسوفيان، كلاهما في نفس الحوض الجيني لنوع الإنسان وكلاهما تكاثر مع ما اصطلحوا هم على تسميته (الإنسان المعاصر) وأنتجوا نسلاً خصيباً .. وهذا هو عين تعريف النوع الواحد الذي سيلجأ إليه التطوري حين تسأله عن الفرق بين سكان الإسكيمو وسكان إفريقيا.
وكما أن الإفريقي قد يتزوج أوروبية وينجبان مولوداً فيه من صفات كليهما، فهذا لا يعني أن هذا المولود الجديد قد أصبح (نوعاً جديداً) اسمه (الإنسان الأفرو-أوروبي) بل نوعه يظل إنساناً.
فالفروق بين النياندرتال والأعراق البشرية الحالية، هي نفس الفروق بين الأعراق المتواجدة حالياً، بل هناك بعض البشر حالياً لهم سمات تشريحية مشابهة للنياندرتال. ومفهوم السلف المشترك هنا هو مفهوم (وراثي) داخل النوع الواحد لا مفهوم (تطوري) يفيد تطور البشر من كائنات أدنى.
يقول عالم الأنثروبولوجيا الشهير إرنست هوتون - من جامعة هارفارد الأمريكية:
"إن إعادة البناء المزعوم للأنماط البشرية القديمة له قيمة علمية ضئيلة جدا، بل ربما ليس له أي قيمة نهائيا سوى تضليل العامة" (1)
وبالمناسبة، هذا التقارب الشديد الذي يلغي الفوارق بين الحفريات وبعضها ويجعلها جميعاً ضمن جنس البشر هي أقدم كثيراً من النياندرتال. يقول عالم الأحافير الشهير ريتشارد ليكي عن (الإنسان المنتصب - Homo Erectus)، والذي بالمناسبة تعاصر مع النياندرتال وغيره وأحدث حفرياته (على تضارب في الأعمار) تعود إلى 20 ألف سنة أو 6 آلاف سنة فقط:
"سيرى المرء العاقل أيضاً اختلافات في شكل الجمجمة ودرجة بروز الوجه وغلظة الحواجب، وغير ذلك من الإختلافات الواضحة. ولكن هذه الاختلافات ليست أكثر بروزا على الأرجح من الاختلافات التي نراها اليوم بين الأجناس المنفصلة جغرافيا للإنسان العصري. ويظهر هذا التنوع البيولوجي عندما تنفصل الجماعات جغرافياً عن بعضها لفترات زمنية طويلة" (2)
فالعبرة ليست بالمسميات، فبغض النظر عن أن تسمي أحدهم إنساناً معاصراً أو تسميه (إنسان عفركوش) أو (إنسان تكويني خلقوي) أو أي مسمي تظن أنه مناسبا ، فسيظل إنساناً ينتمي لنفس النوع وقادر على التزاوج مع بقية أفراد النوع، وإن رغمت أنفك.
الصورة للملاكم الروسي نيكولاي فاليف Nikolai Valuev.
المصادر:
1- Johanson and Edgar, From Lucy to Language, 82; Richard Potts and Christopher Sloan, What Does it Mean to be Human? (Washington D.C.: National Geographic, 2010)
2- Richard Leakey, The Making of Mankind, Sphere Books, London, 1981, p. 116