هل خذل المسلمون غزه؟

هل خذل المسلمون غزه؟

0 المراجعات

هل خذل المسلمون غزه؟

في كل عدوان على غزة، تتجه الأنظار إلى دماء الشهداء، وصور الأنقاض، وبكاء الأطفال، وتتكرر الأسئلة: أين المسلمون؟ أين الأمة؟ هل خذل المسلمون غزة؟

هذا السؤال المؤلم لا يُطرح عبثًا، بل يعبّر عن ألمٍ حقيقي تعيشه الشعوب الإسلامية كلما شاهدت إخوانها في فلسطين يُقتلون ويُحاصرون، بينما العالم يشاهد، والأغلب من المسلمين يكتفي بالدعاء أو التعاطف العاطفي.

❖ غزة عنوان الكرامة الإسلامية

غزة لم تكن يومًا قضية حدود أو أرض فقط، بل هي رمز للعزة الإسلامية، وميدان ثابتٌ من ميادين الجهاد والصبر والثبات. أهل غزة صمدوا رغم الحصار، ورفعوا راية المقاومة، وبقوا في أرضهم رغم شدة العدوان وتخاذل القريب.

❖ من صور الخذلان:

1. التطبيع العلني:

كثير من الأنظمة العربية والإسلامية لم تكتفِ بالصمت، بل تجاوزت ذلك إلى التحالف والتطبيع مع العدو الصهيوني، مما أعطاه شرعية ضمنية للاستمرار في القتل والحصار.

2. الإعلام المنحاز أو الصامت:

بعض وسائل الإعلام تجاهلت القضية، أو حوّلتها إلى مادة وقتية دون عمق، مما أضعف وعي الجماهير بها، وأفقد القضية زخمها.

3. ضعف الدعم الشعبي الفعّال:

رغم وجود مشاعر قوية تجاه غزة، إلا أن الدعم العملي قليل: لا مقاطعة حقيقية للبضائع الداعمة للعدو، ولا ضغط جاد على الحكومات، ولا تحرك اقتصادي أو إعلامي مؤثر.

❖ هل خذلناهم جميعًا؟

ليس الجميع سواء. هناك من بكى بصدق، وهناك من دعا، ومن تبرع، ومن قاطع، ومن كتب، ومن صرخ. لكن بالمقابل، هناك من استمر في حياته دون أن يتأثر، وكأن الدماء في غزة تسيل على كوكب آخر.

❖ واجبنا الآن

أن نعيد القضية إلى واجهة الوعي.

أن نربط بين الإيمان والدفاع عن المظلوم.

أن نُربي أبناءنا على أن فلسطين قضية عقيدة وليست  

قضية حدود.

أن نقاطع، وأن ندعم، وأن لا نصمت.

غزة ليست مجرد شريط أرضي محاصر، بل رمزٌ لكرامة أمة، وصوت مقاومة لا يصمت رغم القصف والجراح. حين نتساءل: هل خذل المسلمون غزة؟ لا نلقي باللوم فقط، بل نوقظ الضمير. الخذلان ليس بالسكوت فقط، بل بالانشغال، باللامبالاة، بالتطبيع، وبتحييد القضية عن حياتنا.

لكن لا يزال هناك أمل. فكل دعاء صادق، وكل كلمة حق، وكل مقاطعة لبضائع المحتل، وكل نشر واعٍ لحقيقة ما يحدث هناك—هو نصرة حقيقية. ليس مطلوبًا منك أن تحمل سلاحًا، بل أن تُشعل الوعي، أن تحرّك القلوب، وأن ترفض الصمت.

غزة لا تحتاج دموعنا فقط، بل تحتاج مواقفنا. تحتاج أن نربّي أبناءنا على أن القدس ليست عنوانًا سياسياً بل أمانة دينية. أن نُعلّم الأجيال أن فلسطين ليست "قضية العرب"، بل قضية كل مؤمن.

انهض، وكن صوتًا لا يسكت، ويدًا لا تخذل، وقل: "أنا لم أخذل غزة". فكل قطرة وعي تُضيء طريق التحرير. وكما ثبت أهل غزة على الأرض، فلنثبت نحن على الحق، ولنكن سندًا ولو من بعيد، فالله لا يضيع أجر المحسنين.

الخاتمه

في كل عدوان على غزة، يُطرح سؤال مؤلم: هل خذل المسلمون غزة؟ هذا المقال يوضح أن الخذلان ليس فقط بالصمت، بل بالتطبيع، وتغييب القضية عن الوعي، وغياب الدعم العملي. في المقابل، هناك من لا يزال يدعو، ويتبرع، ويقاطع، ويكتب، ويُبقي القضية حيّة في وجدانه. غزة صمدت رغم الحصار، لكن التحدي الآن هو إعادة القضية إلى الصدارة، والتعامل معها كقضية عقيدة لا مجرد سياسة. النصرة لها لا تتوقف على حمل السلاح، بل تشمل الكلمة، والدعاء، والضغط الشعبي، والإعلام، والدعم الاقتصادي، وكل أشكال المقاومة المتاحة. فهل نكون من الناصرين أم من الصامتين؟خذلان غزة لا يكون فقط بالسلاح، بل بالصمت، بالتطبيع، بالتشاغل، بتحييد القضية. والنصرة لا تكون فقط بالقتال، بل بالدعاء، والكلمة، والموقف، والمال، والإعلام، وكل وسيلة ضغط متاحة.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

3

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة