الدرس الأعظم في سورة يوسف: الصبر والثقة بوعد الله

الدرس الأعظم في سورة يوسف: الصبر والثقة بوعد الله

0 المراجعات

 

🌟الدرس الأعظم في سورة يوسف🌟

                الصبر والثقة بوعد الله

🧩المقدمة

سورة يوسف هي من أعظم سور القرآن التي تحكي قصة إنسانية متكاملة؛ فيها الحسد، الظلم، الصبر، الفتنة، الظلم في السجن، والنصر في النهاية. قال الله تعالى في مطلع السورة:

"نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن" (يوسف: 3)

وهذه شهادة من الله بأنّ هذه القصة هي من أحسن القصص، وفيها من العبر ما لا يُعد ولا يُحصى.

🧩 حسد الإخوة: بداية الطريق نحو البلاء

بدأت القصة بحسد إخوة يوسف له، لما رأوه محبوبًا من أبيه، فخططوا لإبعاده. قال تعالى:

"إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا" (يوسف: 8)

وهنا نتعلم أنّ الحسد قد يدفع الإنسان إلى ارتكاب أعظم الذنوب، كقطع الأرحام والظلم.

🧩 الفتن لا تعني الغضب الإلهي

رغم طهارة يوسف، وقع في فتن شديدة: من الجب إلى الرق إلى السجن. ولكن لم تكن هذه المحن دليلاً على أن الله لا يحبه، بل كانت طريقًا للتمكين. قال الله:

"وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ" (يوسف: 21)

وهذا الدرس يعلمنا أن البلاء قد يكون طريقًا للرفعة.

🧩الصبر الجميل دون شكوى

قال يعقوب عليه السلام حين بلغه خبر يوسف:

"فَصَبْرٌ جَمِيلٌ" (يوسف: 18)

والصبر الجميل هو الذي لا يصاحبه شكوى للخلق، بل تعلق بالله فقط.

🧩 الثبات أمام الفتنة الأخلاقية

عندما راودت امرأة العزيز يوسف عليه السلام، اختار طريق الطهر رغم وحدته وغربته، وقال:

"رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ" (يوسف: 33)

وهذا أعظم درس للشباب: الطهر رغم المغريات.

🧩الدعوة إلى الله في كل حال

حتى وهو في السجن، لم يترك يوسف الدعوة إلى الله. قال لرفيقيه في السجن:

"يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ" (يوسف: 39)

هذا يدل على أن الداعية لا يتوقف مهما كانت ظروفه.

🧩 التمكين لا يأتي فجأة

بعد سنوات من السجن والابتلاء، جاء التمكين ليوسف، وأصبح عزيز مصر. قال تعالى:

"وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ" (يوسف: 56)

الصبر الطويل أدّى في النهاية إلى الفرج، وهو درس للمؤمن ألا يستعجل النصر.

🧩العفو عند المقدرة

عندما اجتمع يوسف بإخوته الذين ظلموه، لم ينتقم، بل قال:

"لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ" (يوسف: 92)

وهذا نموذج في التسامح والعفو حين تكون لك القدرة على الانتقام.

🧩تحقق الرؤيا بعد سنوات

الرؤيا التي رآها يوسف في صغره تحققت بعد سنوات طويلة، مما يدل على أن وعود الله لا تتأخر، لكنها تتحقق في وقتها. قال تعالى:

"هَٰذَا تَأْوِيلُ رُءْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا" (يوسف: 100)

🧩خاتمة

  لا تفقد الأمل أبدًا

سورة يوسف تُعلِّمُنا أن كل بلاء هو بداية لحكمة عظيمة، وكل ألم يخبئ خلفه رحمة، وكل صبر يعقبه فرج. قال الله:

"إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ

(يوسف: 90)

 سؤال للتفكر:

بعد أن عرفت قصة يوسف كاملة، وتأملت صبره وثقته بالله، هل تستطيع أن تُطبّق هذا الدرس في حياتك اليومية، حين تُظلَم أو تُبتلَى أو تُجبَر على الصبر؟

.

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

23

متابعهم

7

متابعهم

11

مقالات مشابة