
قصة من حياة النبي صلى الله عليه وسلم وكرمه مع الفقراء
قصة من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وكرمه مع الفقراء
في يوم من أيام مكة المكرمة قبل الهجرة، كان النبي محمد ﷺ يجلس مع أصحابه في دار الصديق أبي بكر رضي الله عنه، حين دخل عليهم رجل فقير يبدو عليه التعب والحاجة. لم يكن يحمل شيئًا، ولم يجد أمامه سوى باب الصحابة ليلجأ إليه. النبي ﷺ رحب به بابتسامة دافئة وقال: “مرحبًا أخي، تفضل اجلس.”
جلس الرجل، وتبادل الحديث مع النبي ﷺ، وعندما علم النبي ﷺ بحاجته، لم يتردد لحظة في مساعدته. أمر الصحابة أن يجهزوا له طعامًا وشرابًا، ثم دعا الرجل ليأخذ نصيبه من أموال الصدقات التي كانت عنده، فرفض الرجل في البداية خجلًا من طلب المساعدة، لكنه وجد النبي ﷺ يشجعه بلطف وحنان.
في ذلك الوقت، كان النبي ﷺ معروفًا بكرمه وسخائه، فقد كان يشارك الناس من ماله الخاص قبل أن يوصي بالصدقات على الفقراء والمحتاجين. ورغم أنه كان رسول الله، لم يكن يفرق بين فقير أو غني في معاملته، بل كان دائمًا قريبًا من الناس، يسمع مشاكلهم ويخفف عنهم ما يستطيع.
وعندما غادر الرجل، دعا له النبي ﷺ قائلاً: "اللهم ارزقه من حيث لا يحتسب." شعور الرجل بالامتنان لم يزول أبدًا، فقد شعر بأن قلب النبي ﷺ أوسع من أن يسع الدنيا كلها، وأن رحمته تشمل كل من حوله.كان ﷺ قدوة في الشجاعة والصدق، يواجه الأزمات بالحكمة والفطنة، ويعالج النزاعات باللين والموعظة الحسنة. اهتمامه بالعلم والتعليم كان واضحًا، فقد شجع الناس على طلب المعرفة وفهم الدين الصحيح. كان ﷺ متفهمًا لمشاعر الآخرين، يسمعهم بعناية ويواسيهم في أحزانهم، ويشاركهم أفراحهم. حياته مليئة بالمواقف التي تظهر العدل والرحمة، فهو يدافع عن المظلوم ويحفز على التعاون والمساواة. كانت دعوته دائمًا تهدف لرفع الناس نحو القيم الإنسانية النبيلة، وغرس الحب والتآخي بين الناس، وجعل المجتمع متماسكًا، خالٍ من الظلم والأنانية، متسامحًا ومليئًا بالمحبة والإيمان.
هذا الموقف ليس حالة وحيدة، بل هي واحدة من آلاف المواقف التي جسد فيها النبي ﷺ الأخلاق العالية والرحمة بالناس، خصوصًا الفقراء والمحتاجين. كان ﷺ يعيش بين الناس كأحدهم، يشاركهم أفراحهم وأحزانهم، ويعلمهم أن الكرم لا يكون بالمال فقط، بل بالابتسامة، بالكلمة الطيبة، وبمساعدة الآخرين في كل وقت.لم يكن كرمه ﷺ مقتصرًا على الفقراء فقط، بل شمل الجميع بلا استثناء، صغيرًا أو كبيرًا، غنيًا أو فقيرًا، مسلمًا أو حتى غير مسلم، فقد كان ﷺ رمزًا للعدل والإحسان. وكان دائمًا يعلّم أصحابه أن العطاء لا يُقاس بالكثرة، بل بالنية الصافية والقلب الطيب، فكل عمل يُقربنا إلى الله، ويجعلنا جزءًا من نشر الخير في الأرض.
لقد علمنا النبي ﷺ درسًا كبيرًا في الإنسانية، فهو نموذج كامل في الرحمة والكرم. وحتى في أصعب الأوقات، كان ﷺ يوزع المساعدات ويشجع أصحابه على فعل الخير دون انتظار مقابل. هذه الأخلاق النبوية هي التي جعلت المدينة المنورة تنبض بالمحبة والتعاون بين الناس، وجعلت الإسلام دينًا يعتز به الجميع ليس فقط بالعبادات، بل بأفعال الخير والرحمة.
إن قراءة مثل هذه القصص تجعلنا نتذكر دائمًا أن الأخلاق أهم من المال والمكانة، وأن الكرم الحقيقي يظهر في مساعدة الآخرين دون انتظار شيء في المقابل. فلنقتدي بالنبي ﷺ في حياتنا اليومية، ولنحاول أن نكون سببًا في سعادة الآخرين كما كان ﷺ سببًا في سعادة كل من حوله.وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين ♥♥