
الصحابى مصعب بن عمير
من الصحابى مصعب بن عمير
ولد الصحابى الجليل مصعب بن عمير فى مكه قبل الهجرة فى حدود 37 الى 38 قبل الهجرة النبوية
كان من غرة فتيان قريش وأوفاهم بهاء وجمالا وشبابا وكان فتى مكه المدلل حديث حسان مكة ولؤلؤة ندواتها ومجالسها وكانت أغلب المجالس والندوات يحرصون أن يكون مصعب بين شهودها وذلك لأنه كان يملك أناقة المظهر ورجاحة العقل
كيف دخل الى الاسلام
لقد سمع الفتى ذات يوم ما بدأ اهل مكه من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذى يقول إن الله سبحانه وتعالى أرسله بشيرا ة ونذيرا وداعيا الى عبادة الله الواحد الأحد وكانت مكة فى الصباح والمساء لا حديث يشغلها الا الرسول صلى الله عليه وسلم ودينه وكان فتى قريش من أكثر الناس استماعا لهذا الحديث ولقد سمع أن الرسول صلى الله عليه وسلم ومن امن معه يجتمعون بعيدا عن فضول قريش و أذاها وكان هذا المكان على الصفا فى دار الأرقم بن أبى الأرقم ولقد ذهب ذات مساء إلى دار الأرقم ليتعرف على هذا الدين الجديد هنالك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يلتقى بأصحابه فيتلو عليهم من القران ويصلى معهم لله سبحانه وتعالى وكان القران الكريم يأخذ طريقة الى القلب والأفئدة حتى كان فؤاد مصعب بن عمير هو الفؤاد الموعود ولقد كادت الغبطة تخلعه من مكانه وكأنه من الفرحة الغامرة يطير ولكن الرسولصلى الله عليه وسلم بسط يمينه المباركة الحانية ختى لامست الصدر المتوهج وفى لمح البصر كان الفتى الذى امن و أسلم يبدو ومعه من الحكمة ما يفوق ضعف سنه وعمره
ما الصعاب التى وجهها مصعب بن عمير فى اسلامه
كانت أم مصعب بن عمير تسمى الخناس بنت مالك تتمتع بقوة فزة فى شخصيتها فكان مصعب بن عمير كان خائف أن تعلم أمه أنه أسلم ولقد قرر أن يكتم إسلامه حتى يقضى الله سبحانه وتعالى أمرا وظل يتردد على دار الأرقم خفية ويتعلم من النبى صلى الله عليه وسلم حتى لا يعلم أحدا اسلامه ولكن مكه فى تلك الأيام لا يخفى فيها سر فعيون قريش واذانها فى كل طريق ولقد أبصر به عثمان بن طلحة وهو يدخل خفية إلى دار الأرقم ثم راه مره اخرى وهو يصلى كصلاة النبى محمد صلى الله عليه وسلم فذهب مسرعا إلى أم مصعب بن عمير ثم ألقى عليها النبأ الذى طار بصوابها ووقف مصعب بن العمير أمام أمه وعشيرته وأشراف مكة المجتمعين حوله يتلى عليهم وهو واقف ثابت بدون خوف القران الكريم وتعاليم الاسلام وهمت أمه أن تسكته بلطمة قاسية ولكن اليد الذى امتدت ما لبثت أن استرخت وترنحت أمام النور الذى زاد وسامة وجهه وبهاءه جلالا يفرض الاحترام و هدوءا يفرض الأقناع ولكن إذا كانت أمه تحت ضغط أمومتها ستعفيه من الضرب و الأذى فإن فى مقدورها أن تأثر للالهة التى هجرها بشكا اخر وثم بعد ذلك مضت به إلى ركن قصى من أركان دارها وحبسته فيه وأحكمت عليه إغلاقة وظل محبوسا حتى ذهب بعض المؤمنين مهاجرين إلى أرض الحبشة فاحتال لنفسه حين سمع النبأ وغافل أمه وحراسه ومضى إلى الحبشة مهاجرا ومكث فى الحبشة مع أصحابه مده ثم عاد معهم إلى مكة ثم يهاجر إلى الحبشة مره ثانية مع الأصحاب الذين يأمرهم الرسولصلى الله عليه وسلم بالهجرة فيطيعون
تخلى مصعب بن عمير عن متاع الدنيا
فقد تخلى مصعب بن عمير عن متاع الدنيا بعد أن أسلم وعلمت أمه وعشيرتة اسلامه فحرمته أمه من مالها وبعد أن كان يرتدى أفضل الثياب و أفضل العطور أصبح يرتدى جلبابا مرقعا ويرتدى أخشم الثيام ويأكل يوما ويجوع يوما الأخر وأنه خرج يوما على بعض المسلمين وهم جلوس حول رسول اللهصلى الله عليه وسلم فما إن بصروا به حتى حنوا رؤسهم وغضوا أبصارهم وذرفت بعض عيونهم دمعا شجيا ذلك أنهم رأوه يرتدى جلبابا مرقعا باليا وعاودتهم صورته الأولى قبل إسلامه وترك كل ذلك حبا فى الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم
لماذاسمى بأول سفراء الأسلام
سمى بذلك لأن الرسولصلى الله عليه وسلم اختاره لأعظم مهمة وهو أن يكون سفيره إلى المدينة يفقه الأنصار الذين امنوا وبايعو الرسولصلى الله عليه وسلم عند العقبة ويدخل غيرهم فى دين الأسلام ويعد المدينة ليوم الهجرة وكان من هو أكبر منه سنا وأكثر جاها وأقرب من الرسولصلى الله عليه وسلم قرابة وحمل مصعب تاأمانة مستعينا بما أنعم الله سبحانه وتعالى عليه من رجاحة العقل وخلق كريم ولقد غزا أفئدة أهل المدينة بزهده فدخلو فى دين الله أفوجا
ولقد ولقد تعرض لبعض المواقف التى كان يمكن أن تأدى به ومن معه الى الموت ذات يوم فاجأه وهو يعظ الناس فقام أسيد بن حضير سيد بنى عبد الاشهل بالمدينة فاجأه شاهرا حربته وهو غاضم بسبب هذا الذى جاء يفتن قومه فى دينهم ولكن ظل مصعب بن عمير ثابتا ووقف أسيد أمامه مهتاجا وقال ما جاء بكم إلى حينا تسفهان ضعفاءنا اعتزلانا إذا كنتما لا تريدان الخروج من الحياة فقال مصعب بهدوء او لا تجلس فتستمع فأن رضيت أمرنا قبلته وإن كرهته كففنا عنك ما تكره هنالك أجابه أسيد قائلا أنصفت وألقى جربته إلى الأرض وجلس يصغى ولم يكد مصعب يقرأ القران ويفسر الدعوة التى جاء بها محمدصلى الله عليه وسلم ولم يكد مصعب يفرغ من حديثه حتى هتف به أسيد بن حضير ومن معه قائلا ما أحسن هذا القول و أصدقه ثم قال كيف يصنع من يريد أن يدخل فى هذا الدين ثم قال له مصعب يطهر ثوبه وبدنه ويشهد أن لا إله إلا الله فغاب عنهم أسيد غير قليل ثم عاد يقطر الماء الطهور من شعر رأسه ووقف يعلن أنه يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله فبعدها جاء سعاد بن معاذ فأصعى لمصعب واقتنع وأسلم ُم سعد بن عبادة
وفاة مصعب بن عمير
لقد توفى مصعب فى غزوة أحد وكان هو من حمل الراية فلما خالف الرماة أمر رسول الله وغادرة مواقعهم فى أعلى الجبل بعد أن رأوا تامشركين ينسحبون منهزمين وبعدها يتفاجأ المسلمون بفرسان قريش تغشاهم من أعلى الجبل وحين رأوا الفوضى و الذعر يمزقان صفوف المسلمين ركزوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لينالو منه وأدرك مصعب ذلك فرفع اللواؤ عاليا وأطلق تكبيرة كتازئير ومضى لكى يلفت نظر الأعداء إليه ويشغلهم عن الرسول بنفسهوجردمن ذاته جيشا بنفسة ذهب مصعب يقاتل وحده يد تحمل الراية ويد تضرب بالسيف ولكن الأعداء يتكاثرون عليه يقول ابن سعد أخبرنا إبراهيم بن محمد بن شرحبيل العبدرى عن أبيه قال حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد فلما جال المسلمون ثبت به مصعب فأقبا ل بن قمئية وهو فارس فضربه على يده اليمنى فقطعها ومصعب يقول(وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل) وأخذ اللواء بيده لبيسرى و حنا عليه فضرب يده اليسرى فقطعها فحنا على الواء وضمه بعضديه إلى صدره وهو يقول (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل)ثم حمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه واندق الرمح ووقع مصعب وسقط اللواء يقول خباب بن الأرت (هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى سبيل الله فوجب أجرنا على الله فمنا من مضى ولم يأكل من أجره فى الدنيا شيئا منهم مصعب بن عمير قتل يوم أحد فلم يوجد له شئ يكفن فيه إلا نمرة فكنا إذا وضعنها على رأسه تعرت رجلاه وإذا وضعنها على رجليه برز رأسه فقال لنا رسول الله صلى الله عليع وسلم (اجعلوها مما يلى رأسه واجعلوا على رجليه من نبات الأذخر)
