
قصة سيدنا سليمان عليه السلام
قصة سيدنا سليمان عليه السلام
المقدمة
هو أحد الأنبياء الثمانية والأربعين وابن داود. عاش في الفترة ما بين 990 ق.م حتى 931 ق.م . وتوفى عن عمر 52 عام ارتبط اسم سليمان بعدد من القصص المذكورة في العهد القديم مثل لقاءه مع ملكة سبأ التي ذكرت في القرآن الكريم . سيدنا سليمان عليه السلام واحد من أعظم أنبياء الله الذين ذُكروا في القرآن الكريم. تميزت قصته بالعِلم والحكمة والملك العظيم الذي لم يُعطَ لأحد من بعده، حيث جمع الله له بين النبوة والسلطان، وسخّر له الجن والإنس والطير والريح، فصار مُلكه آية من آيات قدرة الله. وتبقى قصته مدرسة مليئة بالعبر التي تُظهر عظمة التوحيد وأهمية العدل في الحكم.
مُلك سليمان ومعجزاته

من أبرز ما ميّز سيدنا سليمان عليه السلام:
1- تسخير الريح: كانت الريح تجري بأمره، تحمله حيث يشاء بسرعة عظيمة، تقطع مسافات طويلة في وقت قصير.
2- تسخير الجن: سخّر الله له الجن يعملون في البناء وصناعة المحاريب والتماثيل والقدور والقصور العظيمة، ومن يعصِ منهم يُعذّب.
3- فهم لغة الطير والحيوان: كان يفهم أصوات الكائنات ويتخاطب معها، وهذا من أعظم ما ميّزه الله به.
4 - الحُكم العادل: كان من أعدل الملوك، ومن قصص عدله المشهورة قصة الغنم والحرث عندما حكم بين صاحب الغنم وصاحب المزرعة بحكمة أدهشت الجميع.
قصة الهدهد وملكة سبأ
إحدى أشهر محطات حياته هي قصته مع ملكة سبأ (بلقيس):
1- غاب الهدهد عن مجلس سليمان، فلما عاد أخبره بخبر قوم يعبدون الشمس من دون الله.
2- أرسل سليمان رسالة إلى ملكتهم يدعوها وقومها إلى الإسلام.
3- ترددت بلقيس ثم أرسلت هدية لسليمان لتختبره، لكنه رفضها وأوضح أن ما عند الله خير مما أتوه به.
4- عندها قررت أن تأتي لسليمان بنفسها، فأمر جنوده أن يأتوا بعرشها قبل أن تصل. فجاء به الذي عنده علم من الكتاب في لحظة خاطفة.
5- عندما دخلت قصر سليمان ورأت عرشها وعجائب ملكه، أدركت أن هذا مُلك من عند الله، فأسلمت وقالت:
﴿رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [النمل:44].
نسبه ونبوته
سليمان عليه السلام هو ابن النبي داوود عليه السلام، ورث عنه النبوة والحكمة. قال تعالى:
﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ﴾ [النمل:16].
لم يكن إرثًا للمال، بل إرثًا للعلم والحكم والنبوة. وهكذا نشأ سيدنا سليمان في بيئة مليئة بالإيمان والتربية الربانية، ليكون ملكًا نبيًا يحقق رسالة العدل على الأرض .
وفاة سيدنا سليمان
عليه السلام
قضى الله -تعالى- بموت سليمان -عليه السّلام- وكان حينها متّكئاً على مِنسأته -عصاه-، قال -تعالى-: (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ)، والمعنى أنّه مات وبقي واقفاً يتّكئ على العصا، حتى أكلت دودة الأرض العصا فسقط على الأرض، وحينها علم النّاس بموته.
وكان ذلك بعد سنة من وقوفه، وفي موته بهذه الطّريقة إظهار لكذب الجنّ الذين كانوا يدّعون علمهم للغيب، فلم تعلم الجنّ بموت سليمان -عليه السّلام- إلّا بعد أن سقط على الأرض، وقد كان الجنّ في هذه الفترة ينشغلون ببناء بيت المقدس.
الخاتمة
قصة سيدنا سليمان عليه السلام تظل من أعظم القصص التي تجسّد تكامل النبوة والملك، وتوضح كيف يكون الحاكم العادل عبدًا شاكرًا لله. فهي دعوة لكل إنسان أن يسخّر ما عنده من قوة أو علم أو مال في طاعة الله، وألا يغتر بزينة الدنيا لأنها فانية.