أثر الذنوب والمعاصي على الفرد والمجتمع
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب انظر حولك …لعلك ترى ما أرى من ضيق في النفس وكد في العيش وضيق في الرزق ومحو البركة من المال والاعمار والأوقات وفساد في القيم الاجتماعية من تبرج النساء وانحلال في أخلاق الشباب وسفاهة العقول ، وتجرأ على الإسلام والمسلمين من أعداء الله ولعلك وقفت مع نفسك لحظة متسائلا :
ما السبب وراء ذلك ؟
أخي الحبيب إنها المعاصي والذنوب عافاك الله . وفي هذه السطور القليلة نعرض بعض آثارها على الفرض والمجتمع . سائلين الله أن يتوب علينا وعلى العصاة من المسلمين .
فمن آثار الذنوب والمعاصي :-
١-حرمان الرزق :فقد قال صلى الله عليه وسلم (إن العبد ليحرم الرزق في ذنب يصيبه ) ، فكما أن تقوى الله مجلبة للرزق فترك التقوى مجلبة للفقر .
٢-حرمان العلم :- فالعلم نور يقذفه الله في القلب والمعصية تطفئ ذلك النور فقد قال الله تعالى (واتقوا الله ويعلمكم الله ) صدق الله العظيم.
فالعلم نتيجة التقوى ولعلك أدركت أخي الطالب سبب فقد التركيز في المذاكرة وتحصيل العلم
٣- تعسير الامور :- فلا يتوجه العاصي لأمر إلا ويجده مغلقا ومتعسرا عليه . وياللعجب كيف يجد العبد أبواب الخير مغلقة والمصالح مسدودة عنه وطرقها معسرة عليه ولا يعلم من أين يأتي ذلك .
٤- إن المعاصي تزرع أمثالها وتحرم الطاعة :- فكما قال بعض السلف (إن من عقوبة السيئة السيئة بعدها ، وإن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها ) حتى تكون حياة العبد كلها معاصي وحرمان من فعل الطاعات. ولعلك أدركت أخي الكريم السبب وراء عدم استطاعتك للقيام لصلاة الفجر .
٥-ذهاب الحياء و إماتة الغيرة :- فمن أثى المعصية ذهاب الحياء ، فقد قال صلى الله عليه وسلم (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة : إذا لم تستحي فاصنع ما شئت) ، ومن أثر المعصية انها تطفئ من القلب نار الغيرة ، فنرى ما نراه على شاشات التلفزيون وعلى أجهزتنا المحمولة ،من قتل لإخواننا الفلسطينيين وانتهاك حرماتهم وغيرهم من المسلمين دون أن يتحرك لنا ساكن . ونجد الرجل تخرج ابنته متبرجه أمامه ولا يقول لها شئ ، ويجلس الأب بين أولاده وزوجته ويشاهد في وسائل الإعلام ما يغضب الله، دون غيرة على دين الله.
٦- زوال النعم وجلب النقم :- فلا تزول نعمة ولا تحل نقمة ، إلا بذنب يذنبه العبد ولا ترفع إلا بتوبة .
كما قال علي بن ابي طالب رضي الله عنه (ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة ) .
وقد قال تعالى (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ).
٧-محق البركة :- فالمعصية تقلل البركة وتمحقها سواء بركة العمر أو بركة الرزق أو بركة العلم أو بركة العمل أو بركة الطاعة، وما قلت البركة من الأرض إلا بمعاصي الخلق للخالق . قال تعالى (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض) صدق الله العظيم. وها هي ظروفنا الاقتصادية الآن تثبت ذلك .
٨- وجود الوحشة في قلب العاصي :- فيجد المذنب وقد وقعت الوحشه بينه وبين الخلق وبين نفسه وبين ربه والسر في ذلك ان الطاعة توجب القرب من الله والمعصية توجب البعد عنه . ولعلك تدرك الآن يا أخي العزيز لماذا لا تدرك ولا تستشعر بلذة الصلاة وقراءة القرآن و غير ذلك من العبادات .
٩:- المعصية تجرئ على الإنسان أعداءه :- فتجرئ على العبد من لم يكن يجترئ عليه من أصناف المخلوقات ، فتجرئ عليه الشيطان بالأذى والوسوسة ، وتجرئ عليه أعداء الدين بالسب والضرب وانتهاك الأعراض . وهذا هو السبب فيما يحدث الآن في فلسطين والعراق وسوريا وغيرها .
١٠- المعصية تحدث في الأرض أنواعا من الفساد :- ويظهر ذلك في قوله تعالى ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) صدق الله العظيم .
فما يحل بالأرض من الخسف والزلازل وما يحل بالماء والهواء والزرع وما ينتشر من فيروسات ، كل ذلك يحدث بشؤم المعصية .
وكما قال قائل :
إذا كنت في نعمة فارعها … فإن المعاصي تزيل النعم
وحطها بطاعةرب العباد …. فرب العباد سريع النقم .
وفي النهاية لا يحلو الكلام إلا بالصلاة على النبي العدنان . فاللهم صلي وسلم وبارك عليه. صلاة تغفر بها ذنوبنا وتستر بها عيوبنا وتشفي بها أمراضنا ، وترفع بها عن الأوبئة يارب العالمين.