
النية في الإسلام وأثرها في حياة المسلم
النية في الإسلام وأثرها في حياة المسلم
مقدمة
النية هي سرّ العمل وروحه، وهي الأساس الذي يُبنى عليه القبول أو الردّ. قال النبي ﷺ: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى" (رواه البخاري ومسلم). فالإسلام دين يقوم على الإخلاص، ويحث على أن تكون نية المسلم خالصة لله في كل ما يقوم به، حتى في الأمور الدنيوية البسيطة.
ما معنى النية؟
النية في اللغة تعني القصد. أما في الاصطلاح الشرعي، فهي: القصد الذي يدفع الإنسان إلى الفعل ابتغاء وجه الله أو لسبب دنيوي. والنية تكون في القلب، ولا يشترط التلفظ بها، بل يكفي أن يقصد الإنسان عملًا ما بقلبه.
النية سرّ القبول
الأعمال في ظاهرها قد تتشابه، ولكن الفرق بينها يكمن في النية. فمثلاً: شخص يصلي ليراه الناس، وآخر يصلي ابتغاء وجه الله، فشتّان بينهما في الثواب والمقام. ولذلك قال النبي ﷺ: "من سمع، سمع الله به، ومن يرائي، يرائي الله به" (رواه مسلم).
النية تحوّل العادة إلى عبادة
من جمال الإسلام أنه يُثيب المسلم على نيّته الصادقة، حتى وإن كان العمل في أصله عادة. فالأكل والنوم والعمل والدراسة، كلّها يمكن أن تُحتسب عبادة إذا نوى المسلم بها التقوّي على طاعة الله. قال بعض العلماء: "النية الصالحة تجعل العادة عبادة، والنية الفاسدة تُفسد العبادة".
الإخلاص في النية
قال الله تعالى: "وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين" [البينة: 5]. فالإخلاص هو شرط قبول العمل، وهو أن يكون العمل خالصًا لله، لا يُراد به رياء ولا سمعة ولا مدح من الناس. وقد سُئل بعض السلف: "ما أصعب شيء على النفس؟" فقال: "الإخلاص، لأنه ليس له فيها نصيب".
كيف نُصحّح نياتنا؟
مراجعة القلب قبل العمل: لماذا أعمل هذا؟
تجديد النية أثناء العمل: "اللهم اجعل هذا خالصًا لوجهك".
الاستعانة بالله: فالله وحده هو من يُطهر القلوب.
تجنب حب الظهور: لأن الرياء يُبطل الأجر.
محاسبة النفس بعد العمل: هل كان لله أم للناس؟
خاتمة
النية هي مفتاح القبول، وهي معيار التفاضل بين الأعمال. فلنحرص دائمًا على أن تكون نياتنا خالصة لوجه الله، فبها تُكتب الحسنات وتُرفع الدرجات. وليكن شعارنا في كل عمل: “اللهم اجعل عملي هذا خالصًا لوجهك الكريم، لا رياء فيه ولا سمعة.”