السحر وتعريفه ودلائله و أشكاله و معرفته

السحر وتعريفه ودلائله و أشكاله و معرفته

0 reviews

الإسلام حذر من السحر تحذيرا تاماً، ومنع كل طريق يؤدي إليه، وحرّم الاقتراب منه وحتى  تعلمه وتعليمه وممارسته، لكف ضرره، وبعدا لمادة الخرافة أن تدخل إلى عقول المسلمين فتدمرها عن التفكير الصحيح، والتخطيط المبني على قانون الأسباب والمسببات الذي يقوم عليه نظام الكون . فالسحر كما قال الله عنه طريق للفجور والفساد وسبب للضرر بين الخليقة، وهو فوق ذلك كله سبب للكفر بالله سبحانه وتعالى والخروج عن دين الله وشرعه .

 

1-تعريف السحر :-

 عرف ابن قدامة  السحر بأنه: 

" عزائم ورقى وعُقَد يؤثر في القلوب والأبدان، فيُمرض ويقتل، ويفرق بين المرء وزوجه، ويأخذ أحد الزوجين عن صاحبه". 

 وقال عنه أبو بكر الرازي بأنه:

 " كل أمر خفي سببه، وتُخِيِلَ على غير حقيقته، ويجري مجرى التمويه والخُدَع". 

واختلف التعريفين لأن كل من التعريفان  قائم على مذهب يختلف عن الآخر

. فتعريف ابن قدامة  قائم على أن للسحر حقيقة. أما كان  تعريف الرازي فهو قائم على مذهب من لا يرى للسحر حقيقة وأنه مجرد خدع وتمويهات. 

ولنكون على تمام الأمر .

فالقول الأول  هو من كان قول اهل السنة والجماعة والجماعة 

قال عنه  الإمام النووي : 

والصحيح أن السحر له حقيقة، وبه قطع الجمهور، وعليه عامة العلماء. 

وقد قال الإمام القرطبي  : 

ذهب أهل السنة إلى أن السحر ثابت وله حقيقة .

 وقال عنه الإمام ابن القيم :

  وقد دل قوله تعالى: (ومن شر النفاثات في العقد)( الفلق:4 )

 وحديث  سيدتنا عائشة رضى الله عنها على تأثير السحر وأن له حقيقة . 

ومازال إلى يومنا هذا السحر يؤدى دورا مهما فى الكثير من المجموعات العرقية، وحتى بين الشعوب المتحضرة فنجد للسحر أتباعا عديدين مع اهتمام بمثل الموضوعات الكثير  كتعلم مثلاً التنجيم والشعوذة، وإلى يومنا هذا لا يزال بعد بعض المجتمعات المتقدمة تثق في تقاليد كقراءة الطالع والتنجيم، ورغم محاربة الكثير من الحكومات إلا أن اعمال السحرة والمشعوذين تجد لها جمهور كبير بين الناس.

 

 

2-دلائل من القرآن الكريم على السحر:-

 •السحر قد تم ذكره  فى القرآن الكريم في مواضع كثيرة ومنها قوله تعالى: 

 ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ) [يونس: 79 - 81]".

 

 

وقول الله تعالى وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون.  (102) (البقرة)

 

 

وفي سورة الأعراف :- قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ   (111) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ   (112) وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ   (113) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ   (114) قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ   (115) قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النّاس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم   (116) وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون   (117) فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون   (118) فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين   (119) وألقي السحرة ساجدين   (120) قالوا آمنا برب العالمين   (121) رب موسى وهارون   (122) قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن لكم إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون   (123) لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ثم لأصلبنكم أجمعين   (124) قالوا إنا إلى ربنا منقلبون   (125) وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين   (126) (الأعراف)

 

 

وفي سورة يونس :- قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ   (77) قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ   (78) وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ   (79) فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ   (80) فَلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين   (81) ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون  قال موسى أتقولون للحق لما جاءكم أسحر هذا ولا يفلح الساحرون   (77) قالوا أجئتنا لتلفتنا عما وجدنا عليه آباءنا وتكون لكما الكبرياء في الأرض وما نحن لكما بمؤمنين   (78) وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم   (79) فلما جاء السحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون   (80) فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين   (81) ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون   (82) (يونس)  (82) (يونس) 

 

فكما نرى أن للسحر آيات كثيرة قد تم ذكرها في كتابنا الكريم.

 

 

3-أنواع وأشكال السحر:-.

 أنواع السحر المذكورة في في القرآن إلى ثلاث أقسام رئيسية

 

 القسم الأول :سحر التخيل وهو أن يكون الساحـر  معتمدا على  القـوى المتخيلـة فيتصرف بهذه القوى بنوع من التصرف ويلقى فيها أنواعـا من المـحاكاة وصورا ثم ينزلها إلى الرائيـن وذلك عن طريق قـوة نفسه الخبيثة المؤثرة فيه فينظرها كأنها فى الخارج وليس هناك أي شيء من ذلك. ويعتبر هذا النوع من السحر حيث يكون السامر معتمدا  فيه على  عنصرين مهمين في يستطيع بهما أن يتصرف في خيال المؤثر عليه كيفما يريد فيجعله يرى ما يريد أن يرى. وهذان العنصران هما الأول يسمى  سحر العيون والثاني يسمى  الاسترهاب.   فقد قال تعالى في كتابه الكريم( قال ألقوا فلمـا ألقـوا سحروا أعين الناس و استرهبوهم وجاءوا بسحر عظيم ) مما يعني  قد جعلوا أعيـن الناس ترى أشياء غير حقيقية وكأنها حقيقية مثل أن يرى الإنسان التراب يصير ذهبا والحديد يصبح ماء  وهذا  ماحدث لقوم سيدنا موسى إذ أنهـم رأوا الحبال والعصي وهي تمشي وهي في الواقع اثابتة في مكانها ولكن بحكـم أنهم سحرت أعينهم صاروا يرونها تتحرك.

 

 

 

القسم الثاني لدينا هو ما يدعى بالسحر المؤثر:- وهذا النوع من السحر يعتبر من أشد أنواع السحر تعليما وأضرارا وله تأثير على المسحور في عقله وجسده وقلبه. وهذا النوع من السحر يتكون من عزائـم ورقـى وعقــد وطلاسم شيطانية. وهو عبارة  عن اتفاق وعقد يتم بين الشياطين مـن الإنس والشياطيـن مـن الجن. وقد قام بذكره أبو محمد المقدسي في[ الكافي] السحـر عزائم ورقي وعقد يؤثر في القلوب والأبدان، فيمرض ويقتل ويفرق به بين المرء وزوجه ويأخـذ أحـد الزوجين من صاحبه. وقد قال قال تعالـى{فيتعلمون منهما ما يفرقون بـه بيـن المـرء وزوجه}. وقال تعالى {ومن شر النفاثات في العقد} ما يلجأ إليه غالب السحرة من استخدام الآيـات القرآنيـة ولكنهم  بهذا يدنسون القـرآن أو يكتبونه بالمقلوب. ولذا نجد أن الناس عندما يذهبون ويـرون الآيات المكتوبة على الأحجبة و التمائم ، فإنهم يقعون و تطمئن أنفسهـم بها وهم لا يعلمون بذلك  أنهم واقعون بين يدي ساحر من السحرة .

 

 

 

القسم الثالث:- ويدعى السحر المجازي:- وهذا النوع من السحر يقوم فقط على الحيل الكيميائية و خفة اليد و على التمويـه والخداع و الكذب على ضعاف العقول ليس إلا. وهو يعرف في عصرنا  هـذا بالشعـوذة والدجل. وسمي سحرا  فقط مجازا لاشتراكه في المعنى اللغوي للسحر كمن يعملون في السيرك.

 

 

 

 

4-كيفية معرفة الشخص المسحور:- 

فالسحر بعد كل هذه الدلائل لاشك أن له علامات، وله أعراض يجب أن تظهر  على المسحور ومنها: 

-كعدم القدرة على جماع الزوج زوجته 

-أو يتخيل المرءإ أنه فعل أشياء وفي الحقيقة هو لم يفعلها

 -يحدث للمسحور اضطرابات نفسية أو جسدية كثيرة غالبا

 

 

 

ولا ننسى في النهاية أن ننبه من التعامل مع السحرة لأي ظرف كان فقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم:- ( من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم).

 أتمنى أن يكون المقال قد أفادكم ونال إعجابكم ودمتم جميعا بخير.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

14

متابعين

11

متابعهم

27

مقالات مشابة