سيرة النور: محمد ( ص )

سيرة النور: محمد ( ص )

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

سيرة النور: محمد ( ص ) 
نبيّ الهدى الذي أزهَرَت به صحراءُ القلوب

image about سيرة النور: محمد ( ص )

في فجرٍ مهيبٍ من فجرِ التاريخ، حين كانت الأرض تغرق في ظلمات الجهل والضلال، وتغيب في أفقها شمسُ الحقّ والهدى، بزغ نورٌ من مكة المكرمة ليبدّد العتمة ويُعيد للإنسانية بهاءها المفقود. هناك، في عام الفيل، وُلد محمد بن عبد الله ( ص ) ، الرحمةُ المهداة، والنورُ الذي أنار الدروب، والرسول الذي اختاره الله ليكون خاتم أنبيائه وسيد خلقه.

نشأ محمد ( ص )  يتيمًا، فقد أباه قبل أن يرى النور، ثم فقد أمه وهو صغير، فتربى في أحضان جده عبد المطلب، ثم عمه أبي طالب. ورغم اليتم والفقر، نما في قلبه نور الطهارة والعزيمة، فكان منذ نعومة أظفاره صادقًا أمينًا، تهابه قلوب الظالمين وتأنس به نفوس الطيبين. عرفه قومه بلقبٍ لم يُمنح لأحدٍ غيره: الصادق الأمين، لأن كلمته كانت وعدًا، وفعله صدقًا، وسلوكه مثالًا للخلق الرفيع.

وفي ريعان شبابه، كان التاجر الشريف الذي لا يخون ولا يغش، فاختارته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ليكون شريكها في تجارتها، ثم في حياتها، فكان لها نعم الزوج ونعم السند، ووجدت فيه الطمأنينة والسكينة، كما وجد فيها الدعم والحب والوفاء.

وفي غار حراء، بين سكون الجبال وهدوء الليل، نزل عليه الوحي لأول مرة، فأشرق وجه الأرض بالقرآن. قال له جبريل: "اقرأ باسم ربك الذي خلق"، فكانت الكلمة الأولى التي دشّنت عهد النور بعد قرونٍ من الصمت. ومنذ تلك اللحظة تغيّر مجرى التاريخ، وبدأت رحلة النبوة التي حمل فيها محمد ( ص )   همّ العالم، يدعو إلى التوحيد، ويزرع في القلوب الرحمة، ويهدم جدران الظلم والعبودية.

تعذّب أصحابه، وآذته قريش، وأغروا به الأعداء، لكنه لم يتراجع ولم يلن، لأن في قلبه إيمانًا لا تهزه الرياح، وفي روحه يقينًا يضيء العتمات. هاجر إلى المدينة المنورة ليبني أول دولةٍ تقوم على العدل والمساواة، حيث لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، ولا قوة إلا بالحق.

وحين أشرقت شمس النصر ودخل الناس في دين الله أفواجًا، وقف ( ص )  متواضعًا، شاكرًا لربه، لا يطغى ولا يتجبر. وفي العام الحادي عشر للهجرة، غاب الجسد الطاهر، لكن النور لم يغب، فما زالت كلماته تضيء العقول، وسيرته تُهذّب النفوس، وخلقه يُلهم الإنسانية في كل زمان.

لقد كان محمد ﷺ ليس نبيًّا فحسب، بل كان إنسانًا بكبر السماء، يفيض حبًّا ورحمةً وعدلًا. ومهما مرّت القرون، سيبقى صوته الهادئ ينادي القلوب:
"يا أيها الناس، قولوا لا إله إلا الله تفلحوا".

وفي الختام، تبقى سيرة النبي محمد ( ص ) نبعًا لا ينضب من الجمال والإيمان، نتزوّد منها الصبر حين تضيق الدنيا، والسكينة حين تشتد العواصف. صلى الله عليك يا سيدي يا رسول الله، ما تعاقب الليل والنهار، وما نُسجت في السماء نجوم الهداية تنير طريق الباحثين عن الحق.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
mohamed radwan تقييم 0 من 5.
المقالات

1

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.