
ابو بكر الصديق إسمه وألقابه ومولده وصفاته وإسلامه
أبو بكر هو: عبدالله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرى بن كعب بن لؤي
بن غالب القرشي التيمي.
يلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلم في النسب في الجد السادس مرى بن كعب
ويكنى بأبي بكر ولقب بألقاب عديدة تدل على سمو المكانة وعلو المنزلة وشرف الحسب منها
العتيق
ولقبه به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أنتَ عتيق الله من النار"
وذكر أسباب كثيرة لهذا اللقب، وقد قيل إنما سمي عتيقاً لجمال وجهه، وقيل لأنه كان قديماً في الخير،
وقيل سمي عتيقاً لعتاقة وجهه، وقيل أن أُم أبي بكر كان لا يعيش لها ولد فلما ولدته إستقبلت به الكعبة
وقالت اللهم إن هذا عتيقك من الموت فهبه لي، ولا مانع من الجمع بين بعض هذه الاقوال فأبو بكر جميل
الوجه حسن النسب و صاحب يد سابقة للخير، وهو عتيق الله من النار بفضل بشارة النبي صلى الله
وسلم له.
الصديق
وقد لقبه به النبي صلى الله عليه وسلم، ففي حديث أنس رضي الله عنه قال : أن النبي صلى الله عليه
وسلم صعد أُحد و أبو بكر و عمر و عثمان رضي الله عنهم، فرجف بهم فقال صلى الله عليه وسلم :
"أُثبت أُحد فأنما عليك نبي وصديق وشهيدان"، وقد لقب بالصديق لكثرة تصديقه للنبي صلى الله عليه
وسلم، وقد اجمع الأمة على تسميته صديق لأنه بادر إلى تصديق الرسول ولازمه الصدق.
وقد مدحه الشعراء فقد قال أبو محجن الثقفي :
وسميتَ صديقاً وكل مهاجرٍ سواكَ يسمى باسمه غيرَ منكرِ
سبقتَ إلى الإسلامِ والله شاهدٌ. وكنتَ جليساً في العريشِ المشهرِ
وأنشد الاصمعي و قال :
ولكني أحبُ بكلِ قلبي وأعلمُ أنَ ذاكَ من الصوابِ
رسولَ الله والصديقَ حبًّا. بهِ ارجو غداً حُسنَ الثوابِ
الصاحب
وقد لقبه به الله عز وجل في القرآن الكريم في قوله تعالى :{إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ……}( التوبة-الآية 40).
الأتقى
لقبه به الله عز وجل كذلك في القرآن العظيم في قوله تعالى :{ وسيجنبها الأتقى } ( الليل-الآية 17).
الأواه
وهو لقب يدل على الخوف والوجل والخشية من الله تعالى فعن إبراهيم النخعي قال كان أبو بكر يسمى بالأواه لرأفته ورحمته.
مولده و صفاته رضي الله عنه
لم يختلف العلماء في انه ولد بعد عام الفيل ولكن إختلفوا في المد التي كانت بعد عام الفيل فبعضه قال انه ولب بعد عام الفيل بثلاث سنين وبعضهم قال انه بعده بسنتين وثلاثة أشهر وأخرون قالوا بسنتين و أشهر ولم يحددوا عدد الأشهر .
وقد كان ابو بكر كريم النفس عزيز المكانة في قومه .
وقد كان يوصف في البياض في اللون والنحافة في البدن وكان ابيض تخالطه صفر حسن القامة نحيف خفيف العارضين
إسلامه
كان إسلام أبي بكر وليد رحلة طويلة في البحث عن الدين الحق والذي ينسجم برأيه مع الفطرة السليمة
وقد كان أبو بكر يعرف النبي محمد صلى الله عليه وسلم معرفة عميقة في الجاهلية وكانت الصلة بينهما قوية وقد ذكر ابن إسحاق وغيره أنه كان صاحب النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل البعثة
وقال إبن إسحاق : أن أبا بكر الصديق لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أحق ما تقول قريش يا محمد؟ من تركك آلهتنا وتسفيه عقولنا وتفكيرك آبائنا .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"بلى، إني رسول الله ونبيه بعثني لأبلغ رسالته وأدعوك إلى الله بالحق فوالله إنه للحق أدعوك يا أبا بكر إلى الله وحده لا شريك له ولا تعبد غيره والموالاة على طاعته" وقرأ عليه القرآن فلم يقر ولم ينكر فأسلم وكفر بالأصنام وخلع الأنداد وأقر بحق الإسلام ورجع أبو بكر وهو مؤمن و مصدق
وقد روي عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال :"ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت عنده كبوة وتردد ونظر إلا أبا بكر ما عزكم عنه حين ذكرته ولا تردد فيه"
وقال صلى الله عليه وسلم :"إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت وقال أبو بكر صدق و واساني بنفسه وماله فهل أنتم تاركوا لي صاحبي؟"