رأي الاماميه في صلاه التروايح
《رأي الإمامية في صلاة التراويح》
إن الشيعة الإمامية - تبعاً للرسول (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليه السلام) لا يقيمون نوافل شهر رمضان بلا جماعة، ويرون أن إقامتها جماعة هي بدعة غير مشروعة، حدثت بعد رسول الله، بمقياس ما أنزل الله به من سلطان
قال الشيخ الطوسي: نوافل شهر رمضان تصلی انفراداً والجماعة فيها بدعة
واستدلّ على مذهب الإمامية بإجماعهم على أن ذلك بدعة وما رواه زید بن ثابت من أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: «صلاة المرء في بيته أفضل من صلاته في المسجد إلا المكتوبة». [الخلاف ص٥٢٩]
وفي جواهر الكلام تأليف الشيخ محمد حسن النجفي: (بإمكان ادّعاء تواتر الأخبار ببدعة الجماعة في نوافل شهر رمضان)
ونقل السيد الحكيم في المستمسك حكاية المنتهی والذكری وکنز العرفان الإجماع عليه
《صلاة التراويح في نصوص أهل البيت (عليهم السلام)》
أما أئمة أهل البيت فقد اتّفقت كلمتهم على أن الجماعة في النوافل مطلقاً بدعة، من غير فرق بين صلاة التراويح وغيرها، وهناك صنفان من الروايات الواردة عنهم:
الصنف الأول: ما يدلّ على عدم تشريع الجماعة في مطلق النوافل
الصنف الثاني: ما يدلّ على عدم تشريعها في صلاة التراويح
أما الصنف الأول فنذكر منه روایتین:
1- قال الامام الباقر (عليه السلام): «ولا يُصلّى التطوّع في جماعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار»
2 - قال الإمام علي بن موسی الرضا (عليه السلام) في كتابه إلى المأمون: «ولا يجوز أن يُصلّى تطوّع في جماعة، لأن ذلك بدعة»
وأما الصنف الثاني، فقد تحدّث عنه الإمام الصادق (عليه السلام) وقال: «لمّا قدم أمير المؤمنين (عليه السلام) الكوفة أمر الحسن بن علي أن ينادي في الناس لا صلاة في شهر رمضان في المساجد جماعة، فنادى في الناس الحسن بن علي بما أمره به أمير المؤمنين ، فلمّا سمع الناس مقالة الحسن (عليه السلام) صاحوا واعمراه، واعمراه، فلمّا رجع الحسن إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال له: ما هذا الصوت؟
قال: يا أمير المؤمنين الناس يصيحون واعمراه واعمراه، فقال أمير المؤمنين قل لهم: صلوا»
وربما يتعجّب القارئ من قول الامام «قل لهم صلوا» حيث تركهم يستمرون في الإتيان بهذا الأمر المبتدع، ولكن إذا رجع الى سائر كلماته يتجلّى له سر تركهم على ما كانوا عليه
قال الشيخ الطوسي: إن أمير المؤمنين لمّا أنكر، أنكر الإجتماع، ولم ينكر نفس الصلاة، فلمّا رأى أن الأمر يفسد عليه ويفتتن الناس، أجاز أمرهم بالصلاة على عادتهم
ويدلّ عليه: ما رواه سلیم بن قیس، قال: خطب أمير المؤمنين فحمد الله وأثنى عليه ثم صلى على النبي، ثم قال: «ألا إن أخوف ما أخاف علیکم خلتان: اتباع الهوى، وطول الأمل»
ثم ذكر أحداثاً ظهرت بعد رسول الله وقال: «ولو حملتُ الناس على تركها لتفرّق عني جندي حتى أبقى وحدي أو قليل من شيعتي... والله لقد أمر الناس أن لا يجتمعوا في شهر رمضان إلا في فريضة، وأعلمتهم أن اجتماعهم في النوافل بدعة، فتنادي بعض أهل عسکري ممن يقاتل معي: يا أهل الاسلام غُيّرت سُنّة عمر، ينهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوّعاً
ولقد خِفتُ أن يثوروا في ناحية جانب عسكري»
لقد تسنّم الإمام منصة الخلافة بطوع ورغبة من جماهير المسلمين، وواجه أحداث ظهرت بعد رسول الله، وأراد إرجاع المجتمع الإسلامي الى عهد رسول الله في مجالات مختلفة، ولكن حالت العوائق دون نيّته، فترك بعض الأمور بحالها، حتى يشتغل بالأهم فالأهم، فلأجله أمر ابنه الحسن أن يتركهم بحالهم حتى لا يختلّ نظام البلاد، ولا يثور الجيش ضده
روى أبو القاسم ابن قولویه (ت/۳٦۹) عن الإمامین الباقر والصادق (عليهما السلام)، أنهما قالا: كان أمير المؤمنين بالكوفة إذ أتاه الناس فقالوا له اجعل لنا إماماً يؤمّنا في رمضان، فقال لهم: لا، ونهاهم أن يجتمعوا فيه، فلمّا أحتوا، جعلوا يقولون أبكوا رمضان، وارمضاناه !!
فأتى الحارث الأعور في أناس، فقال: يا أمير المؤمنين ضجّ الناس وكرهوا قولك، قال: فقال عند ذلك: «دعوهم وما یریدون، يُصلِّ بهم من شاءوا»
هذه الروایات تُفصح لنا عن موقف أهل البيت (عليهم السلام) من صلاة التراويح
صلاة التراويح سُنّة أم بدعة ص21 - 25
الشيخ عبد الكريم البهبهاني.