شباب النبي زواجه
شباب النّبي محمد
عمل النّبي محمّد كان محمَّد في فترة شبابه شابّاً خلوقاً ومطيعاً لعمِّه أبي طالب الذي كان يعيش في كنفه، ولكنَّ دلال عمِّه له لم يمنعه من العمل والكسب والاعتماد على النَّفس، فقد كان عمُّه يُعيل الكثير من الأبناء، ممَّا دفع محمَّد على العمل والكسب بنفسه، فكانت مهنة الرَّسول قبل البعثة في الأعمال الآتية:
رعي الغنم: فقد بدأ -عليه الصَّلاة والسَّلام- بالعمل في رعي الأغنام منذ صغره، وكان يرعاها لأهل مكَّة مقابل مبلغٍ زهيدٍ، وكان تسخير الله -تعالى- له لهذا العمل فيه حكمةٌ جليلةٌ؛ وهي أنَّ الله -تعالى- مهَّد له برعيه الأغنام من أجل الرِّعاية الأكبر وسياسة أمَّةٍ بأكملها، فإنَّ رعي الأغنام وإطعامها وسقايتها وعلاجها والمحافظة عليها من أيِّ افتراسٍ أو ما شابه، ما هو إلَّا تعليمٌ له برعاية الرَّعية والخوف عليهم والمحافظة عليهم، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إلَّا رَعَى الغَنَمَ، فقالَ أصْحابُهُ: وأَنْتَ؟ فقالَ: نَعَمْ، كُنْتُ أرْعاها علَى قَرارِيطَ لأهْلِ مَكَّةَ).
التّجارة: كانت التِّجارة المهنة الأشهر لأهل مكَّة، وكان عمُّه أبو طالب يعمل فيها، فاصطحبه معه مرَّاتٍ في رحلاته التِّجاريّة، وعلَّمه البيع والشِّراء، ولكنَّ العمل مع عمِّه لم يكن يكسب منه ربحاً كثيراً، وكان يُعرف محمَّد قبل البعثة بأمانته وصدقه، فعرضت عليه السَّيدة خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- أن يعمل عندها ويدير تجارتها، فعمل معها في التِّجارةوهو في أوائل العشرين من عمره.
زواج النبي محمد
عمل رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- عند السيِّدة خديجة بنت خويلد، وكانت سيِّدةً من نساء مكًّة تتَّصف بالجمال والحكمة وتملك الكثير من المال، وكان عمرها أربعين سنةً، وقد تزوَّجت زوجان من قبل ولكنَّها ترمَّلت، فطمع الكثير من أهل مكَّة بالزَّواج منها لكنَّهارفضت.
ولمَّا رأت خُلق محمَّد -صلَّى الله عليه وسلَّم- في تجارته، وكانت تعلم من ابن عمِّها وهو ورقة بن نوفل أنِّ محمّداً له شأنٌ عظيم، عندئذ عرضت نفسها على النَّبيَّ، وكان عمره آنذاك خمسة وعشرون عاماً، فخطبها له عمُّه أبو طالب وتزوَّجها فكانت أوَّل زوجاته، وأنجبت له جميع أولاده.
امتازت مرحلة شباب النبي -صلى الله عليه وسلم- بجهده وعمله في رعي الأغنام والتجارة، ثم زواجه من خديجة بنت خويلد، ورعايته لأموالها.
صفات وأخلاق النبي محمد
عُرف محمَّد -صلَّى الله عليه وسلَّم- منذ صغره وقبل بعثته بالأخلاق الكريمة،قبل البعثة وقد شهد له بذلك أعداؤه، فقد كان يقول النَّضر بن حارث حينما سمع بدعوة النَّبيِّ وغضب كفَّار قريش على ذلك، فوصفه قائلاً: "ل
قد كان محمد فيكم غلاما حدثاً، أرضاكم فيكم،وأصدقكم حديثاً، وأعظمكم أمانة"،[وكانت أهمُّ الأخلاق التي عرف بها هي ما وصفته به خديجة:
الأمانة، وقد لقَّبه قومه لذلك بالصَّادق الأمين.
صِدق الحديث.
مساعدة الضَّعيف وإكرام الضَّيف.
صلة الرحم.
نصرة المظلوم والإعانة على نوائب الحقِّ.
الوفاء بالعهد. التَّرفع عن عادات الجاهليَّة الأولى،
فلم يسجد لصنمٍ أبداً، ولم يتقرَّب لكاهنٍ، ولم يقل شِعراً ولم يشرب خمراً، ولا مارس رذيلة قطّ.
اتصف محمد -صلى الله عليه وسلم- قبل بعثته بين قومه بصفات عديدة؛ كالصدق، والأمانة، والوفاء بالعهد، ونصرة المظلوم.
دروس وعبر من حياة الرسول قبل البعثة
إنّ حياة النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة فيها دُّروس عديدة منها ما يأتي:
ختيار الله -تعالى- للنَّبيِّ من قومٍ لهم نسبٌ رفيعٌ أدعى لقبول الدَّعوة عند عرضها على النَّاس، فالنَّاس في الغالب يقلِّلون من شأن الشَّخص غير المعروف نسبه،فكان محمَّدٌ من قومٍ لهم مكانتهم وشرفهم بين القبائل.
عيش النَّبي يتيماً دون أبٍ وأمٍّ أكسبه معانٍ إنسانيَّةً ساميةً، تجعله رقيق القلب مرهف الحسِّ على صحابته وأبناء أمَّته، وقد جعله ذلك شخصاً مسؤولاً يتحمَّل الصِّعاب وحده؛ تمهيداً له على تحمُّل مشاقِّ الدَّعوة. اعتمادالنَّبيِّ على نفسه منذ صغره وحرصه على الكسب من عمل يده، وهي صفةٌ لا بدَّ أن يتمثَّل بها الدَّاعي.
عصمة النَّبيِّ من الوقوع في الأخطاء وارتكاب الزلَّات في شبابه، ليكون ماضيه خالٍ من أيِّ خطأ فلا يكون حجَّةً لأيِّ مُغرض للطعن في النَّبيِّ.
سفر النَّبيِّ وتجواله في البلاد عندتجارته أضفى إليه معارف كثيرة وتجارب جديدة، جعلته يتعرَّف إلى البلدان وأحوال النَّاس وتعلَّم من ذلك الكثير وصُقلت شخصيَّته من معاشرته أصنافاً من العباد.
لقد أعد الله السيد محمد لهذه المهمة قبل وقت طويل من رسالته، وكان شرف قومه وشخصيتهم الفريدة وإخلاصهم له من خلال التجارة والسفر، كلها بداية رسالة النبي - صلى الله عليه وسلم. أعطه السلام.