حب الله طريقك إلى الجنة
مفهوم حب الله
إن حب الله هو سبيل النجاة من أهوال الدنيا والآخرة، كلا من تقلبات الدهر ونوائب الأحداث، وفواجع الأقدار، اتدري أن الله يحب من يحبه ويبغض من يبغضه، ولكن القضية ليست في أن نحب الله وإنما في أن يحبنا الله، فالله إذا أحب عبده، جبله على حبه.
كيف الوصول إلى حب الله
إن حب الله لا يصل إليه العبد المسلم دون أن يتعرف على خالقه، فالمعرفة بالخالق هى مفتاح الحب والمحبة له جل في علاه، ومن أراد معرفة ربه تعرف على نفسه أولا لأن القاعدة تقول من عرف ربه عرف نفسه والعكس، ومعرفة النفس يكون بالاشتغال على مواطن الضعف والتركيز على مواطن القوة، والذي يسمى بتزكية النفس، والمراد هنا من تزكية النفس إصلاحها وهو المعنى من قوله (قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها) بخلاف التذكية بالذال الواردة في موضع آخر (فلا تذكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى) فهى تعني المدح والثناء.
شروط حب الله عزوجل
١/الصبر في السراء والضراء : فقد قال الله في أكثر من موضع( إن الله يحب الصابرين )، والصبر الذي يورث حب الله هو الصبر الجميل وهو الذي أوصى به تعالي الحبيب المصطفى (فاصبر صبرا جميلا) والصبر الجميل هو الذي لا جزع فيه ولا شكوى ولا تبطر على ما قضى الله وقدر على عباده.
٢الإحسان : لا سيما وقد قال الله في موضع من كتابه الكريم (إن الله يحب المحسنين)، والإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك. والإحسان مرتبط بمفهوم مراقبة الخالق في الغالب.
٣/الإيمان بالله :قال تعالى (إن الله يحب المؤمنين) والإيمان ليس مقتصر على الإيمان بالله فقط بل الإيمان الكامل هو الذي يورث حب الله حقا، وهو المعنى من حديث( الإيمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره).
٤/تقوى الله :وهى لا تتحقق إلا بالوقوف على أوامر الله ونواهيه، التزاما بالأوامر واجتنابا للنواهي، كما تتضمن التقوى أيضا ما يعرف ب “اتقاء الشبهات” والشبهات هى الأمور التي سكت عنها الشرع ولم يحكم فيها لا بحلال ولا بحرام وإنما ترك الحكم وسكت عنه،فمن التقوى اتقاءها والبعد عنها.
منزلة حب الله في الدنيا والآخرة
-يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم (إن الله إذا أحب عبدا نادي جبريل ان الله يحب فلانا فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض.
-إن الله إذا أحب عبدا كان سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ولئن سأله لاعطاه ولئن استعاذه لاعاذاه.
-ان الله إذا أحب عبدا ابتلاه حتى يجعله يمشي على الأرض وليس عليه خطايا.