البركة في المال بين السعي والرضا

البركة في المال بين السعي والرضا

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

البركة في المالimage about البركة في المال بين السعي والرضا بين السعي والرضا

 

المال والبركة

المال من أعظم نعم الله تعالى على عباده، به تستقيم حياة الناس وتُقضى حاجاتهم، وهو وسيلة للعيش الكريم وتحقيق الأمان الأسري والاجتماعي. ومع ذلك، فإن المال ليس مجرد أرقام أو أرصدة في البنوك، بل هو اختبار حقيقي للإنسان، يُظهر شكره أو جحوده، صلاحه أو فساده.

وقد وضع الإسلام منهجاً متكاملاً للتعامل مع المال، يقوم على السعي الحلال، والعدل في المعاملة، والحرص على البركة فيه، لأن المال بلا بركة قد يتحول إلى همٍّ وغَمٍّ، بينما المال المبارك يثمر راحة وطمأنينة، وإن كان قليلاً.

قال الله تعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا • وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾ [الطلاق: 2-3]، فالتقوى هي أساس البركة في الرزق.


---

معنى البركة في المال

البركة هي زيادة الخير ونماؤه وثبوته. فقد يكون المال قليلاً في العدد، لكنه يكفي صاحبه ويحقق له مقاصده، ويُسعده في دنياه وآخرته. وفي المقابل، قد يمتلك إنسان ثروة طائلة، لكنها تُنفق سريعاً دون أن تثمر راحة أو سعادة، فيكون المال كثيراً بلا بركة.


---

أسباب البركة في الرزق

1. الصدق والأمانة: قال النبي ﷺ: "التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء"، والصدق في البيع والشراء سبب لزيادة الرزق.


2. الابتعاد عن الحرام: المال الحرام، سواء كان من ربا أو غش أو ظلم، يُمحق البركة، وقد يُعجّل بزوال المال.


3. الزكاة والصدقة: الزكاة ليست نقصاناً، بل زيادة ونماء. قال تعالى: ﴿يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ﴾ [البقرة: 276].


4. صلة الرحم: من أعظم أسباب سعة الرزق وطول العمر، فقد قال ﷺ: "من أحب أن يُبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه".


5. القناعة والرضا: الرضا بما قسم الله يُثمر راحة قلبية، ويجعل الإنسان يرى النعمة ولو كانت قليلة.

 


---

بين السعي والرضا

الإسلام دين عمل واجتهاد، لم يدعُ إلى الكسل أو ترك الأخذ بالأسباب، بل حثّ على العمل الشريف والسعي الحلال، قال النبي ﷺ: "لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي الجبل فيحتطب، فيبيع فيأكل ويتصدق، خير له من أن يسأل الناس"، فالسعي مطلوب، لكنه يجب أن يكون مقروناً بالتوكل على الله والرضا بما قسمه.


---

المال أمانة ومسؤولية

المال ليس ملكاً مطلقاً للإنسان، بل هو أمانة استخلفنا الله فيها، وسيسألنا عن مصدره: من أين اكتسبناه؟ وفيما أنفقناه؟ لذلك على المسلم أن يجعل ماله وسيلةً لطاعة الله، لا لطغيانه أو إفساده.


---

ثمار المال المبارك

المال إذا حلت فيه البركة أثمر في حياة صاحبه خيرات كثيرة؛ فهو يعينه على أداء حقوق الله كالزكاة والحج، ويجعله سببًا في إسعاد الفقراء والمحتاجين، ويحقق له الطمأنينة النفسية والرضا القلبي. كما أن المال المبارك يُورّث السمعة الطيبة والدعاء الصالح من الناس، ويكون صدقة جارية بعد موت صاحبه.


---

خاتمة

إن المال المبارك هو المال الحلال الطيب، الذي يُكتسب بصدق ويُنفق في الخير، ويقترن بزكاة وصدقة وصلة رحم. وما أجمل أن يرزقنا الله القليل مع بركة، خير من كثير بلا نفع. فلنحرص دائماً على تقوى الله في أرزاقنا، حتى يبارك لنا في أموالنا وأعمارنا وأولادنا.

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

1

متابعهم

1

متابعهم

33

مقالات مشابة
-