#عن الصوفيه واحوالهم
*بسم الله الرحمن الرحيم والسلام على سيدنا محمد خير خلق الله*
يتميز الفكر الصوفي عن غيره بإعطاء الأولوية لباطن الانسان اكثر من ظاهره ، فعندهم لا يخلو الانسان في معرفه الله من ثلاثة أحوال بالنظر الى الشرع فإما ان يكون باطنيا محضا وهو ما يقال عنه تجريد التوحيد حالا وفعلا ، وهذا الحال يؤدي الى تعطيل أحكام الشرع ، وعند الصوفية كل ما يؤدي الى هدم قاعده دينيه فهو مذموم مطلقا
* الحال الثاني ان يكون ظاهريا محضا متغلغلا متوغلا بحيث ان يؤديه ذلك الى التجسيم والتشبيه على حد عقله فهذا أيضا مذموم شرعا.
* الحال ثالث ان يكون الانسان جاريا مع الشرع على فهم اللسان حيثما مشى الشرع مشى وحيثما وقف وقف فهذه حاله متوسطة وبها صحت محبه الحق تعالى لنا في قوله تعالى ( قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله).
_وعند الصوفية من أراد الحق تعالى فهو عندهم سالك الى الله تعالى او مريدا لله ، فعليه ان يكون جامعا للشريعة والحقيقة أي عليه أن يزين باطنه بالمراقبة وظاهره باتباع الشرع أي كتاب الله تعالى وسنه نبيه *صلى الله عليه وسلم* الذي هو شرط القبول واساس كل عمل معمول.
ولذلك قيل عندهم [من تصوف ولم يتفقه فقد تزندق ومن تفقه ولم يتصوف فقد تفسق ومن جمع بينهما فقد تحقق ] , فالذي يقول بالباطن وينفي الظاهر فهذا حاله بعيد عن الصواب وأيضا من نفى الباطن واسراره وتمسك بظاهر النصوص مع خلوه من العمل والفهم الصحيح عن الله عز وجل فهو أيضا ضل الطريق الصحيح الذي يوصله الى المعرفة الحقيقية والى صدق التوجه الذي هو شرط في القبول ومن هذه الطائفة من وقعوا في التجسيم والتشبيه فضلوا واضلوا عافانا الله.
_والمريد الحقيقي عندهم هو الذي يسير على المنهج الصحيح والمسلك الواضح الذي هو عليه اهل السنه والجماعة وأيضا ينبغي ان يجمع بين الفقه والتصوف الذي هو حال الباطن كي يصح سلوكه ويصير مشربه صافيا فيتحقق بمعرفه الله عز وجل وينال رضاه تعالى ومحبته وهذه هي الغاية الكبرى عندهم.
_وايضا من احوالهم ومقاماتهم وكل على حسب عمله وصدقه سنتطرق الى بعض احوالهم الفريدة ومنها حاله الجذب.
_والجذب لغة هو الاستلاب والاستمالة
وفي التصوف حال من أحوال النفس التي يغيب فيها القلب عن علم ما يجري من أحوال الخلق ويتصل بهذا الحال الى العالم العلوي ،
وفي اصطلاح الصوفية ( من جذبه الحق الى حضرته اولاه ما شاء من المواهب بلا طلب ولا مجاهدة ولا رياضه)