عن مقام صوفي
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على صاحب الشفاعة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
_ نبدأ كلامنا بحول الله تعالى بشرح معنى المقام والحال والتي هي أحوال وارده على السالك المريد والطالب للحقيقة والباحث عن الصفاء الروحي والسلام الداخلي
فنقول ..
_المقام يقصد به مقام العبد بين يد الله تعالى ، فيما يقام فيه من العبادات والطاعات المختلفة ،والمجاهدات النفسية الدائمة ، ومثال هذه المقامات كالتوبة والورع والزهد والرضا …،
و كلها مقامات يزن فيها افعاله وتصرفاته بمعيار الكتاب والسنه ، وبه ترد المعاني النفسية والأخلاقية ، والسلوكية الناتجة عن المقامات والأحوال إلى القرآن ، والسُّنة النبوية الشريف ..
_ وأما الحال ، فهو ما يرد على قلب المريد من صفاء نفسي ، واطمئنان قلبي ، وراحه ذهنيه ، وللتوضيح أكثر هو معنى يرد على القلب، من غير تعمد منهم، ولا اجتلاب، ولا اكتساب لهم، فالأحوال مواهب، ومقامات. ومكاسب. وقيل أيضا ان الأحوال تأتي من عين الجواد، والمقامات تحصل ببذل المجهود
وصاحب المقام ممكن في مقامه، وصاحب الحال مترق في حاله.
وأنشدوا في هذا :
لو لم تَحلْ ما سميت حالا وكل ما حال فقد زال
انظر إلى الفيء إذا ما انتهى يأخذ في النقص إذا طال
ومن بين الأحوال الواردة على القلب :
هما القبض والبسط
هما حالتان ترقي العبد من مقام الخوف والرجاء اذ القبض عند العارف كمنزله الحوف عند السالك والبسط عند العارف هو بمنزله الرجاء للسالك المستانف للطريق
ومن ادنى موجبات القبض ان يرد على القلب وارد موجبه عتاب ورمز استحقاق التأديب فيحصل في القلب قبض لا حاله
ويكون موجب بعض الواردات اشاره الى تقريب او اقبال بنوع من اللطف والترحيب فيحصل للقلب انشراح وهو البسط
لهذا قالوا:
قف على البساط، وإياك والانبساط
الخوف من االله يقبضني، والرجاء منه: يبسطني. والحقيقة: تجمعني، والحق: يفرقني، إذا
قبضني بالخوف أفناني عني، وذا بسطني بالرجاء ردني علي وإذا جمعني بالحقيقة أحضرني وإذا فرقني بالحق
أشهدني غيري، فغطاني عنه، فهو تعالى في ذلك كله محركي غير ممسكي، وموحشي غير مؤنسي، فأنا
بحضوري أذوق طعم وجودي، فليته أفناني عني فمتعني، أو غيبني عني فروحني
نكتفي بهذا القدر في هذا المعنى والى الملتقى مع مقام اخر ان شاء الله وبالله التوفيق.