الخلوه مع الله واثرها

الخلوه مع الله واثرها

0 المراجعات

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاه والسلام على الصادق الأمين..

 نستهل كلامنا بحول الله ،عن ماسبق في موضوع الخلوه مع الله تعالى ، والذي هو أساس وركن ركين عند الصوفيه ، فعندهم “لاوصول بدون خلوه” ، ونتطرق  ايضا الى بعض شروطها  ومايقع فيها وأثناءها  وبالله التوفيق..
إضافه لما عرفناه سابقا نقول ، إن الخلوه  اإختلاء للروح   بخالقها  وموجدها ، بعيدا عن حس الكلام والتشويش  الخارجي ، بحيث أن هذا المريدا يكون في حضره القرب والأنس بالله ،يضع امره كله بيد الله ، فلا يبقى له شغل بأمر ولا تفكير به ، ولله ذر القائل عندما قال : 

[مذ عرفت الاله فلم ارى غيرا *وكذا الغير عندا ممنوع ] ,,,

 هي حاله من التجريد عن الغير، أي غير الله والفناء فيه سبحانه،،
فاللخلوه أثر كبير على المريد الصادق عندما يدخلها  بذكر الله  تعالى، طالبا نقاء وصفاء روحه،، 
هنا نذكر بعضا من شروط تحقق مزايا الخلوه على هذا الطالب ،،وأولها صدق النيه والطلب ،،
ثانيها الإعتقاد الجازم عند الدخول، أن الله تعالى ليس كمثله شئ ،.فكل ماتجلى له في هذه الخلوه أو حصل له تشويش ما، يقول *آمنت بالله وحده*

  ،ثالثا الإشتغال بالذكر  ،والاستغراق فيه ، فهو له حمايه وأمآن ، وشحن  للروح بأنوار الله تعالى،  وأيضا من بين هذه الأساسيات داخل الخلوه ، 'الصيام وعدم الكلام الا للضروره ' فقط الاشتغال بالذكر قلبا وقالبا ' ، ومن أهم هذه الشروط ، هي مصاحبه شيخ عارف بالله وموجه لهذا المريد في خلوته ،،،وأسباب أهميه وجود هذا الشيخ العارف ، أن الخلوه لا تخلوا من التشويشات الخارجيه، سواء من النفس أو الشيطان فلابد من معين،،، هنا نفصل بعض مايمكن أن يحصل فيها من تشويشات ومنها : أفكار وخواطر عن نفسه تأتي   لهذا المريد فتشغله،،وأيضا من الممكن أن يرى في المنام أشياء تحصل له في جسده او طريقه ،، وقد يتسلل له الغرور والإعجاب بالنفس، وأنه واصل موصول وهي رأس العلل ، وفي هذه النقطه بالتحديد يمنع منعا كليا وأثناء الخلوه أن يستقبل المريد أحدا أو يزوره أحد . حتى لا يقع في هذا الفخ ،فخ الإعجاب بالنفس، وأن من يزوره ينتفعون منه..

في هذا الصدد نلقي الضوء على خلوه سيدنا محمد  صلى الله عليه وسلم ،في غار ثور حيث كان   يختلي بنفسه تفكرا  وتدبرا قبل الرساله ،  فعندما نزل عليه الوحي نزل من الغار وهو يقول لزوجه (زملوني زملوني )، هذا سيد الخلق ومجتبى بعنايه سابقه من الله ،،فكيف بعامه الناس ، أو مريد إن دخل الخلوه بدون رعايه ولا عنايه ،،، فالخلوه إذا بدون موجه ولا شيخ عارف ولا علم  مسبق بما قد يحصل فيها من تشويشات نفسيه  وخارجيه ، لابد لها من أثر سلبي على هذا المريد،،
إذا الخلوه في غياب الموجه، تتطلب العلم الكافي والدرايه بما فيها وما عليها ، والله الموفق والمعين.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

11

متابعين

5

متابعهم

4

مقالات مشابة