قصة اصحاب الفيل

قصة اصحاب الفيل

0 المراجعات

 

قصة أصحاب الفيل 

زمن القصة وسببها 

وقعت حادثة الفيل في العام الذي وُلد فيه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ، حيث ذكر الله- تعالى- في القرآن الكريم قصة أصحاب الفيل في قوله- تعالى-( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ) ،وأهلك الله- تعالى- فيها أبرهة الأشرم وفيلتهُ ومن معه من الجنود ، فأرسل عليهم طيوراً ترميهم بالحجارة لمَّا أرادوا هدم الكعبة الشريفة ، فقد روى قيس بن مخرمة فقال( ولدتُ أنا ورسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ عامَ الفيلِ).

وسبب ذلك أنّ جدّ النجاشي لمّا كان والياً على اليمن ؛ واسمه أبرهة الأشرم ، قام ببناء كنيسةٍ وسمَّاها القلّيس ، وأراد أن يحوِّل الحجَّ إليها بدلاً من الكعبة ، فجاء رجلٌ من كنانة إليها ليلاً وتغوّط فيها ؛ ممّا أثار غضب أبرهة ، فتوعّد أن يذهب إلى الكعبة ويدمّرها ؛ مدَّعياً أنَّ السبب هو ما فعله الرجل من كنانة لمَّا تغوّط فيها ، لكنّه كان يسعى في المقدّمة لفتح مكة ؛ حتى يقوم بربط اليمن ببلاد الشام ، لتصبح جميعها بلاداً نصرانيَّة.

 فجهَّز جيشاً كبيراً ، واصطحب معه الكثير من الفيلة ، ولمّا وصل إلى مكانٍ اسمه المغمّس والذي يقع بالقرب من مكة ، بعث إلى أهل مكّة أنّه لم يأتِ للقتال ، وإنّما ليهدم الكعبة ، وقد علم أهّل مكّة أنّهم لا يقدرون على المواجهة ، لكنّهم عَلِموا أنّ الله- تعالى- سيحمي بيته الكريم ،وقيل إنّ سبب واقعة الفيل هو أنّ مجموعةٌ من الرّجال نزلوا بأرض النَّجاشي ، وقاموا بإشعال النَّار لقضاء بعض حاجاتهم ونسوها ، فامتدّت النَّار حتى وصلت الكنيسة فأحرقتها ، فجهّز جيشه وتوجَّه إلى الكعبة ليهدمها.

توجه أصحاب الفيل وقائدهم لهدم الكعبة

 يُطلَق مصطلح أصحاب الفيل على الذين جاؤوا من الحبشة يريدون هدم الكعبة ،(بقيادة أبرهة الأشرم ، ومعهم الفيلة ، لكنَّ أهل مكّة فيهم عبد المطلب الذي كان يتميّز بحكمته ، فأمرهم بإخلاء بيوتهم والصُّعود إلى جبال مكة ، وكان عبد المطلّب قد عرض الأموال الكثيرة على أبرهة الأشرم على أن يعود دون هدم الكعبة لكنَّه رفض ، وأعاد إلى عبد المطلب إِبلَهُ التي كان قد استولى عليها ، فأخذ عبد المطلب رجالاً من قريش إلى الكعبة وأمسك بحلقتها وبدأؤوا يدعون الله- تعالى- أن يدفع أبرهة وجنودة عن البيت.

فلما قدم أبرهة ولم يجد هناك من يصدّه ، أصرّ على أن يدخل إلى الكعبة ويهدِمها ، لكنَّ أهل مكة يعلمون أنّها بحماية الله- تعالى- ، فلمَّا وصل جيش أبرهة أبى الفيل أن يدخل الحرم ، فإن أدخلوه رفض وإن أعادوه عاد ، وبينما هم على هذه الحال إذ أرسل الله- تعالى- طيوراً صغيرة أقبلت عليهم كالسحاب تحمِلُ في أفواهها وأقدامها حجارةً صغيرةً ، فامتدت حتى أظلّتهم جميعاً ، وبدأت ترميهم بالحجارة وتُهشِّمهم ، ثمّ أصابهم الجدري فكُلّما حكَّ أحدهم جلده تساقط هذا الجلد عن بدنه. 

حفظ الله البيت الحرام وجزاء أصحاب الفيل

 أقدمت طيورٌ من ناحية البحر ، فتعجَّب عبد المطلب منها وقال" واللَّه إنها لطير غريبة ، ما هي بنجدية ولا تهامية" ، وإذ بها تقترب ومعها حجارةٌ من طين ، وبدأت ترمي الحجارة عليهم ، فهربوا يريدون النَّجاة ، وكان لا يُصاب أحدٌ بها إلا تساقط لحمه عن عظمه وهَلَكَ ، وأصابت أبرهة وبدأت أصابعه تتساقط واحداً تلو الآخر ، فهلك الكثير منهم في الطريق ، وما أن وصل أبرهة إلى اليمن حتى هلك ومات ، وقد شبّههم الله- تعالى- بالعصف المأكول- وهو التِّبن الذي أكلت منه البهائم- ، فصار أبرهة وجنوده بعد أن انسلخت جلودهم عن عظامهم وأُهلكوا ، وقد قيل في بيان العصف أنّه التبن ، وقيل الزرع المأكول ، وقيل قشرة القمح التي تعلو الثَّمرة.

دروس وعبر مستفادة من قصة أصحاب الفيل

 يُستفاد من قصة أصحاب الفيل العديد من الأُمور ، منها ما يأتي 

  1. بيان قدرة الله- تعالى- في القضاء على أعدائه الذين أرادوا هدم بيته ، فأرسل عليهم طيراً أبابيل ترميهم بحجارة من سجّيل ، حتى أهلكتهم ولم يبقَ منهم أحد.
  2.  التمهيد لرسالة سيدنا- محمد صلّى الله عليه وسلّم- ، فقد كانت هذه الحادثة معجزةً من معجزات الله- تعالى- في العام الذي وُلد فيه سيدنا محمّد- صلى الله عليه وسلم- ، وبيان أنَّ الكعبة ستكون قِبلَةً للمسلمين بعد بعثته- عليه الصلاة والسّلام-.
  3.   التأكيد على حرمة الكعبة وحفظ الله- تعالى- لها ، فقد أهلك من اعتدى عليها ليؤكِّد عظمتها وحرمة التَّعدي عليها ، فهي بيت الله- تعالى- وأوَّل بيتٍ وُضِع للنَّاس ، قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-( إِنَّ اللهَ حَبَسَ عن مكةَ الفيلَ ، وَسَلَّطَ عليْها رسولَ اللهِ والمؤمنينَ ، ألا فإنَّها لم تَحِلْ لأَحَدٍ قبلِي ولاَ تَحِلُّ لأَحَدٍ بَعْدِي).
  4.   إظهار نعم الله- تعالى- على كفار قريش ، فقد جمعهم ورزقهم ونصرهم ، ويُفترض منهم تجاه ذلك أن يشكروه ولا يشرِكوا به أحداً ، وأن لا يعبدوا سواه.
  5.  مواساة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- والمسلمين من خلال ذكر هذه القصص في القرآن الكريم ، فإنَّ الله- عز وجل- الذي أهلك هؤلاء قادرٌ على إهلاك غيرهم من الأعداء.

     

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

5

متابعين

19

متابعهم

1

مقالات مشابة