كيف كان عبدالله بن عمر بن الخطاب
نبذه مختصرة عن حياتة :
ولد الصحابي الجليل عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قبل بعثته بسنتين ، ولم يكن والده قد أسلم بعد. هاجر عبد الله بن عمر قبل والده إلى المدينة المنورة ، وقد حرص منذ إسلامه على الاعتماد على علوم الإسلام مباشرة من الرسول صلى الله عليه وسلم ، كما كان يتبعه في كل مكان ، ويتعلم منه. ويحب الاقتداء به في كل شيء حتى اتبع سنته ، وكان يتبع آثار الرسول في كل مكان يصلي فيه ، حتى ذهب النبي صلى الله عليه وسلم. تحت الشجرة فيبقى ابن عمر معها دائما. تبعه ابن عمر. كان عبد الله بن عمر تقيًا جدًا ونسكًا ومخلصًا لله تعالى ، ومن قسوة تقواه أطلق عليه ذات يوم الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وطلب منه أن يشغل منصب القاضي ، لذلك اعتذر وحين سأله عن سبب رفضك رد قائلاً: لقد علمت أن القضاة ثلاثة: قاضي يحكم جاهلاً وهو في النار والقاضي الذي يحكم بالشهوة في النار ، و قاضٍ جاهد وصحيح كافٍ بلا إثم ولا أجر ، وقال له: سامحني. وروى عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم الكثير من الأحاديث ، وكان شديد الحذر في روايته. ما رواه من الأحاديث "2630" ، وهو بذلك يعتبر ثاني أكثر الصحابة رواية بعد أبي هريرة. كما كان الصحابي الجليل عبد الله بن عمر شديد الحذر في الإفتاء. لم يشهد عبد الله بن عمر بن الخطاب غزوة بدر أو أي معركة أخرى بسبب صغر سنه وقتها ، وأول معركة شهدها كانت الخندق بعد أن أعطى الرسول صلى الله عليه وسلم. إذنه للقيام بذلك. ووقائع الفرس ، ومدن المدائن ، وشهد اليرموك ، وغزا إفريقيا مرتين. وروي عن ابن عمر أنه كان خائفًا جدًا من الله ، وسهرًا عليه جدًا في الخفاء والعلن ، وكان يبكي خوفًا وخشوعًا. قال نافع: كان عبدالله بن عمر إذا قرأ قوله تعالى: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ...)(سورة الحديد: الآية 16) يبكي حتى تغمره الدموع. توفي الصحابي الجليل عبد الله بن عمر بن الخطاب سنة 73 هـ بمكة ودفن فيها.
من طرائف القصص في تقليد عبدالله بن عمر للرسول :
كان عبد الله بن عمر شديد الحرص على ما يفعله الرسول ، فيصلي في نفس المكان ، ويصلي قائمًا كالرسول الكريم ، ولكن يذكر أدق التفاصيل ؛ في مكة ، دارت ناقة الرسول دورتين قبل أن ينزل الرسول من ظهره ويصلي ركعتين ، وربما فعلت الناقة ذلك من دون سبب ، لكن عبد الله بالكاد وصل إلى نفس المكان في مكة حتى وصل. يدير بعقله ثم يصفعها ثم يصلي إلى الله ركعتين تماما كما رأى الرسول يفعل ، وتقول في ذلك ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "مما كان أحد يتبع آثار النبي في منازله كما كان يتبعه ابن عمر". حتى أن النبي نزل تحت شجرة ، فكان ابن عمر يعتني بها ، ويسكب الماء على جذورها حتى لا تذبل.
موقف عبدالله بن عمر من فتنة الخلافة :
لم يقبل عبد الله بن عمر بالخلاقة رغم أنها عرضت عليه مرات عديدة. قال الحسن: لما قُتل عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قيل لعبد الله بن عمر: أنك سيد الناس وابن سيد الناس ، فاخرج ليبايعك الناس. لكنه رفض ذلك خوفا من أن يكون ذلك سببا لسفك دماء المسلمين ، فهدده بعضهم بالقتل إذا لم يقبل الخلافة ، لكنه أصر على قوله ، فحاولوا أن يطمّعوا إليه بالخلافة وإخافته حتى لا يرفض ، لكن هذا لم يغير رأيه وبقي في موقفه الرافض له ، وأما الفتنة بين علي ومعاوية رضي الله عنه ، فقد رفض استخدام القوة والسيف بين المسلمين. ، وكان يصر على موقفه الحيادي بينهما ، فيقول: بأنه يجيب على من ينادي بحيّ على الفلاح ، و يجيب من يدعو بحيّ على الصلاة أيضًا ، ولكن من دعا بحيّ على قتل أخيك المسلم. لا يجيبه مهما حدث ، وقد سمعه أبو العالية البراء مرّةً وهو يقول: (واضعين سيوفهم على عَوَاتِقِهم، يقتل بعضهم بعضاً، يقولون: يا عبد الله بن عمر، أَعْطِ يدك)