المبشرون بالجنة من الصحابة ما الذي كان يميزهم
عن سعيد بن زيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عشرة في الجنة: أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعلي وعثمان والزبير وطلحة وعبد الرحمن وأبو عبيدة وسعد بن أبي وقاص، قال: فعدَّ هؤلاء التسعة، وسكتَ عن العاشر، فقال القوم: ننشدُكَ اللَّهَ يا أبا الأعور (كُنْية سعيد بن زيد) منِ العاشر؟ قال: نشدتُموني بالله، أبو الأعور في الجنة) رواه الترمذي وأبو داود والنسائي.
فبشر رسول الله صلي الله عليه وسلم مجموعة من الصحابة الملازمة له بالجنة فدائما ما يأتي على اذهاننا أسئلة كثيرة تتعلق بهم جميعا فنتساءل لماذا هؤلاء البشر بالأخص بشرهم الرسول بالجنة وماذا كإنو يفعلون دون عن غيرهم وهل من الممكن أن نتصف بصفاتهم ونسير على خطاهم فلعل ننال جزءا من هذا الشرف العظيم وننال رضي الله سبحانه وتعال فهيا بنا نبدأ رحلة عظيمة وبسيطة في سير الصحابة لنقتدي بهم في حياتنا ونتعلم منهم.
أبو بكر الصديق:
سمى بخليفة رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو أول من أسلم من الرجال وخل في الإسلام وكان أحب الناس الى رسول الله كما أنه أنفق جميع أمواله في سبيل الله وعلى سول الله فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "ما نفعني مال ما نفعني مال أبي بكر"
بعد وفاة لرسول صلي الله عليه وسلم قام المسلمون باختيار ابي بكرا أميرا لهم وحارسا لشئونهم بالأجماع والاتفاق عليه فهو الاصلح من بين الامة ويستطيعون تأمينه على حياتهم وأموالهم وكل ما يخصهم وأخذت له البيعة العامة في المسجد بعد اجتماع سقيفة بنى ساعدة.اتسم ابي بكر بجميع الصفات الحسنة التي اخذها من الرسول حيث أنه كان الأقرب دائما الى النبي فكان عفيفا شريفا محبا للخير ومحبا للجميع ينفق ما في جيبه على غيره غير مفكرا في ذاته ولا معاتبا لاحد زهيدا في الدنيا لا يبتغي مالا فكان يأخذ راتبه مثل بل واقل من الكثير ويعمل لصالح الامة لا لمصلحته ويقدم غيره على نفسه ولا يقبل الحرام لا يهمه الغنى والفخر والثراء بل كل ما يهمه هو رضا الله والتمسك بقيم النبي ونشرها بين الجميع والدفاع عن الإسلام والجهاد في سبيل الله لا يري محتاجا الا واكرمه ولا يري فقيرا الا واغناه من ماله الخاص .
واستمر ابي بكر في الخافة حوالي سنتين وأربعة أشهر وتولى امر الخلافة من بعده عمر بن الخطاب.
عمر بن الخطاب:
ولما أسلم عمر رضي الله عنه كبّر أهلُ الدار تكبيرة سمعها أهل المسجد، وقال: “يا رسول الله ألسنا على الحق إن متنا وإن حَيِينا؟ “، قال: “بلى، والذي نفسي بيده”، قال: “ففيمَ4 الاختفاء؟ والذي بعثك بالحق لتخرجن”، قال عمر: “فأخرجناه في صَفَّين، حمزة في أحدهما وأنا في الآخر له كَدِيد ككديد الطَّحين، حتى دخل المسجدَ، فنظرت قريش إلى حمزة وعمر فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها، قال: فسمّاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذٍ الفاروق، وفرّق الله بي الحقّ والباطل
وأتصف عمر بن الخطاب في القرءان الكريم بصالح المؤمنين فقد كان أصلح رجال الامة بعد الرسول وبعد أبي بكر الصديق وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم (لو كان في الأمة ملهم لكان عمر بن الخطاب) رضي الله عنه وأرضاه.ولى عمر بن الخطاب الخلافة عشر سنوات ونص وكان أول حديث قام بألقائه بعد الخلافة مباشرة وبعدما صعد المنبر “اللهم إني شديد فليّنّي، وإني ضعيف فقوّني، وإني بخيل فسخّني”.
واستشهد عمر على يد عدو الله أبو لؤلؤة المجوسي أثر طعنه وعندما علم عمر بأن لؤلؤة المجوسي هو من طعنه قال “الحمد لله الذي قتلني من لا يحاجني عند الله بصلاة صلاها”.
عثمان بن عفان:
لقب عثمان بن عفان "ذو النورين" لأنه تزوج من أثنين من بنات رسول الله وهما رقية وأم كلثوم وهو ثالث الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة كما أنه أول من هاجر الى الحبشة للدفاع عن الإسلام والجهاد في سبيل الله وبعدها هاجر الى المدينة المنورة وكانت هذه هي هجرته الثانية وتم في عهدته جمع القرءان الكريم في مصحف واحد وكان الرسول دائما ما يشبه بنبي الله إبراهيم عليه السلام وكان سخيا ودائما ما كان ينفق جميع أمواله في سبيل الله وفى حق الإسلام والدفاع عنه وحينما كان الرسول يجهز جيش العسرة جاءه عثمان بن عفان وفى جيبه ألف دينار ووضعهم في حجر النبي وقال رسال الله “ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم”.
وكان يختم القرءان كاملا في يوم واحد حتى جاء يوم وفاته وقتل وهو محبوسا على يد الثوار عليه من قبل الذين أتو من خارج المدينة المنورة وكان يقرأ القرءان الكريم وسال دمه على "فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم"
على بن أبي طالب:
كان على أول من أسلم من الصبيان وهو أبو الحسن والحسين وبطل غزوة خيبر وعن محمد القرظي، قال: أول من أسلم خديجة، وأول رجلين أسلما أبو بكر وعلي، وإن أبا بكر أول من أظهر الإسلام، وكان علي يكتم الإسلام فرقا من أبيه، حتى لقيه أبو طالب، فقال: أسلمت؟ قال: نعم، قال: وازر ابن عمك وانصره وأسلم على قبل أبي بكر. وكان علي صاحب لواء رسول الله صلى الله يوم بدر، وفي كل مشهد. قال أبو هريرة وغيره: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: “لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، ويفتح الله على يديه”. قال عمر: فما أحببت الإمارة قبل يومئذ قال: فدعا عليا فدفعها إليه.
وتولى الخلافة بعدما بايعه الناس وبعد وفاة الخليفة عثمان بن عفان ولكنه قتل على يد عبد الرحمن بن ملجم وهو خارج لأداء صلاة الفجر نتيجة ضربة قوية على الدماغ ولكن مسكه الناس وقاموا بتعذيبه حتى قتلوه.
طلحة بن عبيد الله:
أسلم على يد ابي بكر الصديق وكان يلقب بطلحة الخير وطلحة الفياض كان بجانب الرسول في جميع الغزوات والهجرات سوى غزوة بدر فكان في الشام في ذاك الوقت ولم يستطع أن يبقي بجانب الرسول ويعود اليه وحزن حزنا شديدا لغيابه عن رسول الله كما أنه شلت يداه في غزوة أحد عندما كان يحمى الرسول ويدافع عنه عن جابر، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على رجليه، فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله) . وكان الصديق إذا حدث عن يوم أحد يقول "ذاك يوم كان كله لطلحة" وتوفي في سنة ست وثلاثين من الهجرة نتيجة سهم في ساقه.
سعيد بن زيد:
كان أحد المبشرين بالجنة وأول الذين دخلوا الاسلم وكان دائما بجانب الرسول وشهد معركة دمشق وقام بفتحها وقام أبو عبيدة الجراح بتعيينه مولى على دمشق وكان أول من عمل نيابة دمشق من الامة كما أنه أسلم قبل دخول النبي دار الارقم ووقف معه في جميع غزواته وهجراته ولم يكن سعيد بن زيد متأخرا عن رتبة أهل الشورى في السابقة والجلالة، وإنما تركه عمر -رضي الله عنه-لئلا يبقى له فيه شائبة حظ، لأنه ختنه وابن عمه.ومات سعيد بن زيد في سنة أحدى وخمسين من الهجرة وقام بتكفينه سعد بن أبي وقاص وخرج مع حتى قاموا بدفنه والصلاة عليه.
الزبير بن العوام:
كان يلقب الزبير بن العوام بحواري رسول الله صلي الله عليه وسلم وكان أول الصحابة الذين رفعوا سيفهم عندما علمو وجاءهم خبر أن الرسول قد قتل في مكة ولكن هدأ قلبه وأنزل سيفه عندما علم بأن الرسول بخير ولم يشوبه شائب. كان أحد الفارسين يوم بدر، الذين خرجا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم، وكان الزبير على فرس، على الميمنة، والمقداد بن الأسود على فرس، على الميسرة.كما ان الزبير من أحد شجعان العرب الذين يلجئون اليهم لحمايتهم فقد قال الثوري: هؤلاء الثلاثة نجدة الصحابة حمزة، وعلي، والزبير.
ومات الزبير بن العوام في سنة ست وثلاثين وترك مالا كثيرا ينتفع به الصحابة والأمة وكان شهيدا.
أبو عبيدة بن الجراح:
أحد السابقين الاولين ومن العشرة المبشرين بالجنة ولقبه الرسول بأمين الامة وشهد غزوات كثيرة وغزا الكثير منها فكان مدافعا قويا عن رسول الله وعن دين الإسلام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي عبيدة: «إن لكل أمة أمينا، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح.وتوفي بالطاعون عام عمواس.
عبد الرحمن بن عوف:
هاجر إلى الحبشة وإلى المدينة، وآخى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بينه وبين سعد بن الربيع، وشهد بدرا وما بعدها، وأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين بعثه إلى بني كلب، وأرخى له عذبة بين كتفيه؛ لتكون أمارة عليه للإمارة، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد الثمانية السابقين إلى الإسلام، وأحد الستة أصحاب الشورى. ومن أفضل أعمال عبد الرحمن بن عوف عزله نفسه من الأمر وقت الشورى، واختياره للأمة من أشار به أهل الحل والعقد، فنهض في ذلك أتم نهوض على جمع الأمة على عثمان، ولو كان محابيا فيها لأخذها لنفسه، أو لولاها ابن عمه، وأقرب الجماعة إليه، سعد بن أبي وقاص.
سعد بن أبي وقاص:
أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد السابقين الأولين، وأحد من شهد بدرا، والحديبية، وأحد الستة أهل الشورى. قال سعد عن نفسه ما أسلم أحد في اليوم الذي أسلمت، ولقد مكثت سبع ليال، وإني لثلث الإسلام .سعد بن أبي وقاص هو الذي مصر الكوفة ونفى عنها الأعاجم ، وكان مجاب الدعوة ، وهاجر وشهد بدرا وما بعدها ، وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله ، وكان فارسا شجاعا من أمراء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان في أيام الصديق معظما جليل المقدار ، وكذلك في أيام عمر ، وقد استنابة على الكوفة ، وهو الذي فتح المدائن وكانت بين يديه وقعة جلولاء وكان سيدا مطاعا ، وعزله عمر عن الكوفة عن غير عجز ولا خيانة ، ولكن لمصلحة ظهرت لعمر في ذلك ، وقد ذكره في الستة أصحاب الشورى ، ثم ولاه عثمان الكوفة بعدها ، ثم عزله عنها قال سعد بن أبي وقاص إني لأول رجل رمى بسهم في المشركين ، وما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه لأحد قبلي ، ولقد سمعته يقول« ارم فداك أبي وأمي “ كان سعد بن أبي وقاص من الساعين المصلحين في فتنة علي بن أبي طالب ومعاوية رضي الله عنهم أجمعين. ولما حضرت سعدا الوفاة دعا بخلق جبة فقال كفنوني فيها، فإني لقيت فيها المشركين يوم بدر، وإنما كنت أخبئها لهذا اليوم. وكانت وفاة سعد بالعقيق خارج المدينة، فحمل إلى المدينة على أعناق الرجال، فصلى عليه مروان، وصلى بصلاته أمهات المؤمنين الباقيات الصالحات، ودفن بالبقيع، وكان ذلك سنة خمس وخمسين، وقد جاوز الثمانين، على الصحيح. وهو آخر العشرة وفاة. رضي الله عنه وعنهم أجمعين
وبعد أن انتهينا من سيرة وأطلعنا على صفاتهم والسمات التي جعلتهم يتميزون ويصلون الى هذه المكانة العظيمة والشريفة يجب أن نقتدى بهم ونضعهم دائما أمام اعيننا حتى يميزنا الله ويعطينا من كرمه وفضله ويمن علينا بالأيمان .