أصحاب الاعراف بين المقام  الكبير واقوال المفسرين

أصحاب الاعراف بين المقام الكبير واقوال المفسرين

0 المراجعات

                                    أصحاب ألاعراف                                فى القرأن الكريم سورة تعرف ب ( سورة ألاعراف ) ترتيبها فى القرأن رقم 7 وعدد أياتها 206 أيه والعجيب ان لفظ الاعراف لم يذكر الا فى هذه السوره بعدد مرتين فى أيتين هما   

  • وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ۚ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ۚ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۚ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ ﴿٤٦ الأعراف﴾ ويقول السعدى فى تفسيره أي: وبين أصحاب الجنة وأصحاب النار حجاب يقال له: { الأَعْرَاف } لا من الجنة ولا من النار، يشرف على الدارين، وينظر مِنْ عليه حالُ الفريقين، وعلى هذا الحجاب رجال يعرفون كلا من أهل الجنة والنار بسيماهم، أي: علاماتهم، التي بها يعرفون ويميزون، فإذا نظروا إلى أهل الجنة نَادَوْهم { أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ } أي: يحيونهم ويسلمون عليهم، وهم - إلى الآن - لم يدخلوا الجنة، ولكنهم يطمعون في دخولها، ولم يجعل اللّه الطمع في قلوبهم إلا لما يريد بهم من كرامته. وكذلك قول البغوى فى تفسيره 

    
 

[مفرد]: عَلامة، هيئة " {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} ". وهنا السؤال الذى يجب طرحه وهو يعرفون من بسيماهم ؟  يعرفون عظماءوكبراء فى الدنيا من أهل النار كما قال الكلبى : ينادون وهم على السور   يا وليد بن المغيرة ويا أبا جهل بن هشام ويا فلان . ومتى ذلك ؟ ينادون عليهم بعد دخولهم النار . وكيف لهؤلاء الرجال بالكلام فى هذا اليوم العظيم ومناداة اصحاب الجنه واصحاب النار؟ ومن اذن لهم بذلك الفعل من المناداه والقول بهذا الحديث مع أصحاب النار وأصحاب الجنه ؟ ولتوضيح هذه الاسئله  وتفسيرها نذهب الى كتاب الله للبحث والتنقيب عن هذه الكلمات  .  يقول الله تعالى فى محكم أياته فى القرأن الكريم عن صفة الرجال بلسان النص القرأنى عن هذه الكلمه بالمعانى التاليه :  
 

1/ الرجولة بمعنى: الجنس الذكر المقابل لجنس الأنثى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً النساء 1.

2/ الرجولة بمعنى: الصفة التي يتحلى بها الإنسان الفاضل: لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً، لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ، فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ التوبة: 108.

أما السمات التي أضفاها القرآن الكريم على الرجولة فهي ست:

1/ المسؤولية: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً النساء 34. وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَـؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ هود 78.

2/ التطهر والتزكي: لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ التوبة 108.

3/ الجدية والتعالي على حظوظ النفس: رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ النور 37.

4/ الوفاء والصدق: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً الأحزاب 23.

5/ القوة والتوكل: قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ المائدة 23.

6/ الإيجابية والفاعليّة: وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ القصص 20. وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ يس 20.

إذن تلك هي صفات الرجولة في الرؤية القرآنية: وهى كالتالى المسؤولية، الإيجابية، الوفاء، التطهر وهذه الصفات هى صفات الرسل وألانبياء والمصطفين من البشرمن بعد ادم .                                                                                                                

 أقوال العلماء والمفسرين عن أصحاب ألاعراف      

 

 

  •  تنوعت أقوال المفسرون والعلماء فى تعريف أصحاب ألاعراف على النحو ألاتى :                 

 

ذهب ابن مسعود وكعب الأحبار وابن عباس -رضي الله عنهم- إلى القول بأنّ أصحاب الأعراف هم مساكين أهل الجنّة، واستدلّوا على ذلك بما أخرجه الإمام الطبري عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: "الأعراف سورٌ بين الجنة والنار، وأصحاب الأعراف بذلك المكان، حتى إذا بدا لله – هكذا بالأصل – أن يعافيهم؛ انطلق بهم إلى نهرٍ يقال له: الحياة، حافتاه قصب الذهب، مكلَّلٌ باللؤلؤ، ترابه المسك؛ فألقوا فيه، حتى تصلح ألوانهم ويبدو في نحورهم شامة بيضاء يُعرَفون بها، حتى إذا صلحت ألوانهم، أتى بهم الرحمن، فقال: تمنوا ما شئتم، قال: فيتمنون، حتى إذا انقطعت أمنيتهم قال لهم: لكم الذي تمنيتم ومثله سبعين مرة، فيدخلون الجنة وفي نحورهم شامة بيضاء يُعرفون بها، يسمون مساكين الجنة". نقل ابن وهب عن ابن عباس -رضي الله عنه-: أنّ أصحاب الأعراف هم الذين ذكرهم الله في القرآن، وهم أصحاب الذّنوب العظيمة من أهل القبلة. ذكر ابن عطية في تفسيره: أنّ أصحاب الأعراف هم قومٌ كانت لهم ذنوب صغيرة لم تُكفَّر عنهم بالآلام والمصائب في الدنيا، وليست لهم كبائر، فيُحبسون عن الجنة لينالهم بذلك غمّ وهمّ، فيقع ذلك في مقابلة صغائرهم إلى أن يدخلون الجنة. يرى أبو نصر القشيري في قولٍ آخر، والشوكاني ومجاهد في أحد قوليه: أنّ أصحاب الأعراف هم فضلاء المؤمنين والشهداء الذين فرغوا من شغل أنفسهم، وتفرّغوا لمطالعة أحوال الناس وأحوالهم. يرى ابن عباس -رضي الله عنه- كما نقل القشيري: أنّ أصحاب الأعراف هم أولاد الزنا. يرى مجاهد: أنّ أصحاب الأعراف هم قومٌ صالحون، وأنّهم من الفقهاء والعلماء. ذهب المهداوي، ومعه الشوكاني والقشيري وشرحبيل بن سعد: أنّ أصحاب الأعراف هم الشُّهداء من أمّة محمد صلى الله عليه وسلم. يرى شرحبيل بن سعد: أنّ أصحاب الأعراف هم الذين استشهدوا في سبيل الله والذين خرجوا للجهاد عاصين لآبائهم. يرى الزهراوي والنّحّاس: أنّ أصحاب الأعراف هم عدول القيامة الذين يشهدون على الناس بأعمالهم، وهم فئةٌ مختارةٌ في كل أمة. ذهب ابن مسعود، وحذيفة بن اليمان، وابن عباس في قول له، والشعبي، والضحاك، وسعيد بن جبير إلى: أنّ أصحاب الأعراف هم "قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فجُعلوا هناك إلى أن يقضي الله فيهم ما يشاء، ثم يُدخلهم الجنّة بفضل رحمته لهم". وهذا ما رجّحه غالبية المفسّرين في كون أصحاب الأعراف هم أناس تساوت حسنتاهم مع سيّئاتهم، فلو زادت حسناتهم واحدة لدخلوا الجنّة، ولو زادت سيّئاتهم واحدة كانوا من أهل النّار، لكنّها تساوت عندهم، فيبقون في الأعراف إلى أن تحلّ بهم رحمة الله -تعالى- ثمّ يُخلهم الجنّة.[٢]
 

مما سبق من اقوال العلماء والمفسرين  نلاحظ انهم اختلفوا فى تحديد من هم أصحاب ألاعراف  

 

  •  منهم من قال انهم مساكين أهل الجنه مثل ابن مسعود وكعب الاحبار وابن عباس
  • منهم من قال انهم اصحاب الذوب العظيمه من أهل القبله مثل ابن عباس 
  • منهم من قال انهم أولاد الزنا مثل ابن عباس 
  • منهم من قال انهم الشهداء من أمة محمد ( صلى الله عليه وأله ) مثل الشوكانى والقشيرى وشرحبيل بن سعد
  • منهم من قال انهم قوم أستوت حسناتهم وسيئاتهم فجعلوا هناك الى ان يقضى الله فيهم مثل ابن مسعود وابن عباس                  ومن العجيب ان ينال هذا المقام العظيم وهذا  الشرف الكبير يوم القيامه مثل هؤلاء القوم وهم لاحول لهم ولا قوه  وهم يتحكمون ويحكمون هذا اليوم العظيم  ولكن السؤال الذى يجب ان يطرح نفسه على عقلاء القوم من جميع المذاهب وهو اين من ذلك الرسل والانبياء والاوصياء والائمه والصحابه بل اين من ذلك شفيع يوم القيامه سيدتا رسول الله والامام على وأل البيت المطهرين بحكم القرأن الكريم .                                                            وللفصل فى هذه القضيه نذهب الى امام العلم الى باب مدينة علم رسول الله فماذا قال فى تفسير هذه الايه عندما سئل عنها سلام الله عليه 
  • عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن جمهور، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن الهيثم بن واقد، عن مقرن قال، سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: جاء ابن الكواء إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال يا أمير المؤمنين "وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم؟ فقال نحن على الأعراف، نعرف أنصارنا بسيماهم، ونحن الأعراف الذي لا يعرف الله عز وجل إلا بسبيل معرفتنا، ونحن الأعراف يعرفنا الله عز وجل يوم القيامة على الصراط، فلا يدخل الجنة إلا من عرفنا وعرفناه، ولا يدخل النار إلا من أنكرنا وأنكرناه. إن الله تبارك وتعالى لو شاء لعرف العباد نفسه ولكن جعلنا أبوابه وصراطه وسبيله والوجه الذي يؤتى منه، فمن عدل عن ولايتنا أو فضل علينا غيرنا، فإنهم عن الصراط لناكبون، فلا سواء من اعتصم الناس به(3) ولا سواء حيث ذهب الناس إلى عيون كدرة يفرغ بعضها في بعض، وذهب من ذهب إلينا إلى عيون صافية تجري بأمر ربها، لا نفاد لها ولا انقطاع".حدثني علي بن الحسن، قال حدثني هارون بن موسى، قال حدثني أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن شيبان القزويني، قال حدثنا أبو عمر أحمد بن علي الفيدي(5)، قال حدثنا سعد(6) بن مسروق، قال حدثنا عبد الكريم بن هلال(7) المكي، عن أبي الطفيل، عن أبي ذر رضي الله عنه، قال سمعت فاطمة عليها السلام تقول: سألت أبي عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى﴿وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ﴾(8) قال: هم الأئمة بعدي علي وسبطاي وتسعة من صلب الحسين، هم رجال الأعراف، لا يدخل الجنة إلا من يعرفهم ويعرفونه ولا يدخل النار(9إلا من أنكرهم وينكرونه، لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتهم.  ( م_ ق_م )

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

5

followers

2

followings

1

مقالات مشابة