الصلاه عماد الدين

الصلاه عماد الدين

تقييم 5 من 5.
4 المراجعات

 


الصلاة عماد الدين وأثرها في حياة المسلم

تُعد الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة، كما جاء في الحديث الشريف: "إن أول ما يُحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة"، فإن صلحت صلح سائر العمل، وإن فسدت فسد سائر العمل. ولهذا كانت الصلاة عماد الدين، وميزان الإيمان، والوسيلة الأقرب لتهذيب النفس وربط العبد بربه عز وجل.

أهمية الصلاة في الإسلام

الصلاة ليست مجرد حركات تؤدى وألفاظ تُتلى، بل هي عبادة روحية وجسدية، تجمع بين القلب واللسان والجوارح. فهي صلة مباشرة بين العبد وربه، وموعد يومي للوقوف بين يدي الخالق سبحانه.
وقد أمر الله تعالى بإقامتها في قوله: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا﴾ [النساء: 103]، أي أنها فرض مؤكد في أوقات محددة، لا يجوز التفريط فيها أو تأخيرها بغير عذر شرعي.

الصلاة وأثرها في تهذيب النفس

من أعظم مقاصد الصلاة أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ﴾ [العنكبوت: 45]. فالعبد إذا قام بين يدي ربه خمس مرات في اليوم، واستشعر عظمة الموقف، فإنه يتذكر دائماً أن الله يراه ويحاسبه، فيبتعد عن المعاصي، ويُصلح سلوكه، وتسمو نفسه بالخشوع والطهارة.

الصلاة راحة للقلب والجسد

قال رسول الله ﷺ: "أرحنا بها يا بلال"، وهذا دليل على أن الصلاة راحة وطمأنينة وليست مجرد تكليف. فهي لحظة يترك فيها المسلم هموم الدنيا، ليقف بين يدي ربه خاشعًا متضرعًا.
كما أن الصلاة بفروضها وسننها تتضمن حركات بدنية متنوعة من قيام وركوع وسجود، مما يجعلها رياضة روحية وجسدية معًا، تقوي الجسد وتريح الأعصاب وتبعث النشاط.

الصلاة في حياة المسلم اليومية

الصلاة تنظّم وقت المسلم، وتجعله مرتبطًا بمواقيت محددة طوال يومه. يبدأ يومه بصلاة الفجر التي تفتح له أبواب البركة والرزق، ثم صلاة الظهر التي تذكره بالله وسط انشغالاته، وصلاة العصر التي تربيه على الصبر والثبات، وصلاة المغرب التي تملأ قلبه نورًا مع غروب الشمس، وأخيرًا صلاة العشاء التي تختم يومه بالسكينة. وهكذا يعيش المسلم حياته في دائرة من الطاعة والبركة، يربط كل لحظة بذكر الله.

جزاء المحافظة على الصلاة

من أعظم فضائل الصلاة أنها سبب للفوز برضا الله والجنة، فقد قال النبي ﷺ: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر". والمحافظة عليها برهان على صدق الإيمان، وهي سبب لمغفرة الذنوب، كما قال رسول الله ﷺ: "أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟" قالوا: لا. قال: فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا".

عاقبة التهاون بالصلاة

كما أن للصلاة فضائل عظيمة، فإن تركها أو التهاون بها جريمة كبرى في حق الله. قال تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾ [مريم: 59]. وقد اعتبرها العلماء الحد الفاصل بين الإيمان والكفر، فهي أساس الدين وبدونها لا يستقيم عمل.

الصلاة والتربية الإيمانية للأسرة

إن من واجب المسلم أن يعلّم أبناءه المحافظة على الصلاة منذ الصغر، كما أمر الله تعالى نبيه في قوله: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾ [طه: 132]. فالأسرة التي تحافظ على الصلاة جماعة في البيت أو في المسجد، هي أسرة عامرة بالإيمان والرحمة والسكينة.

خاتمة

الصلاة ليست مجرد فريضة عابرة، بل هي حياة كاملة، وروح الإيمان، وميزان الاستقامة. فمن حافظ عليها حفظ دينه ودنياه، ومن ضيعها خسر خسرانًا مبينًا. فعلينا جميعًا أن نحرص على أداء الصلاة في أوقاتها بخشوع وخضوع، وأن نربي أبناءنا على حبها والمحافظة عليها، حتى نفوز برضا الله في الدنيا والآخرة.


✍️ 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

2

متابعهم

5

متابعهم

30

مقالات مشابة
-