هل سألت نفسك يومًا: ليه الصحابة رضي الله عنهم كانوا إذا قاموا للصلاة، تتبدّل أحوال قلوبهم، ويشعرون براحة لا تُوصف؟ السر مش في طول الركعات، ولا في عدد السجدات، بل في النية، والخشوع، وحضور القلب مع الله سبحانه وتعالى. تعال نغوص سويًا في سر السكينة اللي كان يعيشها جيل الإيمان الأول، ونكتشف كيف نقدر نستعيدها في حياتنا اليوم.
الصلاة مش مجرد حركات وسكنات نؤديها خمس مرات في اليوم، بل هي راحة قلب، وغذاء روح، ومصدر طمأنينة لا تنقطع. لما كان النبي ﷺ يقول: «أرحنا بها يا بلال» (رواه أبو داود)، كان يقصد أن الصلاة راحة من هموم الدنيا، مش راحة منها. فالصحابة فهموا هذا المعنى العميق، وعاشوا به واقعًا في حياتهم، فصارت الصلاة بالنسبة لهم واحة سكينة وسط زحام الحياة.
1. لأنهم فهموا معنى الوقوف بين يدي الله
الصحابة لما كانوا يقوموا للصلاة، كانوا يستشعرون أنهم يقفون بين يدي ملك الملوك، يسمع دعاءهم ويرى قلوبهم. قال تعالى:
"قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ" (المؤمنون: 1-2). الخشوع مش مجرد سكون الجسد، لكنه سكون القلب، وانصراف الفكر عن كل ما سوى الله.
يُروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه إذا حضر وقت الصلاة، يتغيّر لونه ويقول: “جاء وقت الأمانة التي عرضها الله على السماوات والأرض فأبين أن يحملنها”. بهذا الإحساس كان يدخل الصلاة، فكيف لا يشعر بالسكينة؟
2. لأنهم عرفوا أن الصلاة صلةٌ وليست عادة
كلمة “الصلاة” في الأصل من الوصال والاتصال، فهي صلة بين العبد وربه. قال الله تعالى:
"وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي" (طه: 14). فالذكر هو الغاية، والسكينة ثمرة هذا الذكر. كان الصحابة يدركون أن كل سجدة تقرّبهم من الله، وكل ركعة تمحو ذنوبهم، لذلك دخلوا الصلاة بشوق المحبّ، لا بتكليف المكلّف.
صورة تُظهر شخصًا في خشوع داخل مسجد
3. لأنهم تخلّوا عن الدنيا قبل أن يدخلوا فيها
قبل أن يقف الصحابة بين يدي الله، كانوا يخلعون همومهم كما يخلعون نعالهم. روى بعض السلف: “إن الرجل ليصلي ركعتين فيُغفر له ما بينهما، لأنه صلّى بقلب خاشع”. كانوا يعلمون أن الصلاة ليست وسيلة للهروب من الهم، بل هي الطريق إلى طمأنينةٍ لا يقدرها إلا من ذاقها.
4. لأنهم عرفوا قيمة الخشوع واليقين
قال النبي ﷺ:
"ما من عبدٍ مسلمٍ توضأ فأحسن الوضوء، ثم قام فصلى ركعتين، يُقبل فيهما بقلبه ووجهه، إلا وجبت له الجنة" (رواه مسلم). هذا الحديث وحده كافٍ ليبيّن سرّ السكينة: القلب حين يُقبل على الله، يستريح. لذلك كان الصحابة يقولون: “لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من نعيم، لجالدونا عليه بالسيوف.” أي نعيم أعظم من أن تقف أمام خالقك وأنت تشعر أنه يسمعك ويحبك؟
5. لأنهم جعلوا الصلاة بدايةً لكل خير
الصحابة ما كانوا يصلّون ثم ينسون، بل كانت صلاتهم تُثمر في حياتهم. قال تعالى:
"إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ" (العنكبوت: 45). فالصلاة عندهم كانت منهج حياة، تُهذّب القلب، وتصلح السلوك، وتذكّرهم بأن الدنيا فانية والآخرة هي الباقية. ولهذا كانت السكينة تسكن قلوبهم حتى خارج الصلاة، لأن أثرها امتد إلى كل لحظة من يومهم.
اجعل الدعاء ختامًا صادقًا من قلبك، لا تكرارًا بلسانك.
وحين تنتهي، لا تنصرف بقلبك فورًا إلى الدنيا، بل اجلس لحظة شكر وطمأنينة.
بهذه الخطوات البسيطة تعود السكينة، لأن الجواب فعلًا أبسط مما تتخيل: كل ما تحتاجه هو أن تصلي بقلبك قبل جسدك.
خاتمة:
الصحابة شعروا بالراحة لأنهم صلّوا لله حقًّا، لا عادةً ولا رياءً. فإذا أردت أن تذوق ما ذاقوه، لا تغيّر عدد الركعات، بل غيّر حضور قلبك فيها. قال الله تعالى:
الغسل من الجنابة واجب شرعي للمرأة بعد الجماع أو الحيض، ويتم بالنية وتعميم الجسد بالماء، مع غسل الشعر والجسد وفق سنة النبي ﷺ، طهارة تجمع بين النظافة والعبادة والروحانية.
**أبو بكر الصديق: رجل صنع التاريخ بإيمانه. أول المؤمنين، رفيق الهجرة، وحافظ الرسالة بعد النبي. بقوة إيمانه وحكمته أسس لدولة الإسلام، فكان خير الأمة بعد نبيها.**
يكشف المقال أسرارًا عن شخصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه، من عدله وزهده إلى سياسته الحكيمة وهيبته بين الناس، مبينًا كيف جمع بين القوة والرحمة، وجعل من خلافته نموذجًا خالدًا في الحكم الراشد والإنسانية.
يتناول المقال دور الإعجاز العلمي في الدعوة للإسلام، موضحًا كيف يربط بين الوحي والعلم، ويُقنع العقول بلغة المنطق والدليل، مؤكدًا أن القرآن سبق الاكتشافات العلمية الحديثة بدقة مدهشة.
يتناول هذا المقال مفهوم الزهد في الفكر الإسلامي باعتباره تحررًا روحيًا من التعلقات الدنيوية، لا انطواءً ولا سلبية. يستعرض المقال الأسس الشرعية لهذا المفهوم من القرآن والسنة، ويحلل تجلياته في التراث الأدبي الإسلامي، كما يبرز تطبيقاته العملية في الحياة .