محنه الامام احمد بن حنبل في خلق القران

محنه الامام احمد بن حنبل في خلق القران

0 المراجعات

 

هذا الفكر الذي انتشر في عهد الخليفة العباسي المأمون من قبل فرقة المعتزلة

قيل للإمام أحمد بن حنبل رضى الله عنه : القرآن الكريم مخلوق أو غير مخلوق ؟ فأجاب القران الكريم كلام الله غير مخلوق

تعددت المناظرات بين قضاة المعتزلة والإمام أحمد في حضور الخليفة المعتصم.

حينما دخل رجل على أحد الولاة قال له : البقاء لله فقال: فيمن ؟ قال : أن القرآن مات ؟ 

قال : كيف قال الرجل : ألم تقل أن القرآن مخلوق وكل مخلوق سيموت وجاء آجلة  

كان الواثق أحد الولاء يقول بخلق القران ويعاقب من خالفه فأدخل عليه رجل 

فقال له : ما تقول في القرآن؟ فأخرج يده وجعل يعد أصابعه التوراة والانجيل والزبور والقرآن هؤلاء الأربعة مخلوقة 

ويعنى بأصابعه وتخلص منة  

---- فأدخل عليه رجل فقال له : ما تقول في القرآن ؟  فصمت الرجل فأعاد السؤال فقال : من تعنى يا أمير المؤمنين ؟ 

قال : إياك أعني ( لشخصه ) قال : مخلوق وتخلص منة 

---- قامت مناظرة بين الامام أحمد بن حنبل وبين أبن أبى دواد (وهو أحد المعتزلين الذى يأخذ بعلم الكلام ) 

قال الامام أحمد  مستفسرا من ابن ابى داوود قال له : أخبرني من مقالتك هذه (وهى القران مخلوق ) ؟ 

أهي مقالة واجبة داخلة في عقد الدين فلا يكون الدين كاملا حتى يقال فيه ما قلت ؟

 قال ابن داود : نعم فقال الامام أخبرني عن رسول الله في حين بعثة الله : هل ستر شيئا مما أمر به ؟

 فلم يرد ابن داود ثم قال الامام : أخبرني عن الله تعالى حين قال ( اليوم أكملت لكم دينكم ) أكان الله هو الصادق في كمالة دينة أم أنت الصادق في نقصانه حتى تقال مقالتك ؟

 فسكت ان داود ثم قال الامام : أخبرني عن مقالتك هذه أعلمها رسول الله صلى الله علية وسلم - أم جهلها ؟ 

فقال ابن داود : علمها فقال الامام فدعا الناس اليها ؟ فسكت ابن داود ثم قال الامام فأتسع لرسول الله صلى الله علية وسلم أن علمها أن يمسك عنها ولم يطالب أمتة بها

 فقال ابن داود : نعم وكمل الامام فقال : واتسع لأبى بكر وعمر وعثمان وعلى ذلك فقال ابن داود : نعم 

قال الامام : أفلا وسعك ما وسعة (الرسول ) – ووسع الخلفاء -- بعدة ؟ فسكت ابن داود 

 

image about محنه الامام احمد بن حنبل في خلق القران

--- قال المهدى أحد شهود هذه المناظرة : ان الواثق رجع عن مسألة ( خلق القرآن ) منذ هذا الحين 

وأمر بإطلاق سراح الإمام أحمد ومكافأته وأحتقر ابن داود بعد ذلك ---- 

قد حدث للإمام أحمد وهو في السجن مناظرة حضرها المعتصم وكبار المعتزلة وعلى رأسهم أبن ابى داود -- 

قال عبد الرحمن بن إسحاق  ( كبير المعتزلة ) ما تقول في القرآن ؟ 

قال الإمام أحمد : وما تقول أنت في علم الله ؟ فسكت     

قال الإمام : يا أمير المؤمنين -- أعطوني شيئا من كتاب الله أو من سنة رسول الله وكان الإمام كطريقته دائما يحاول أن يربط خصومة العقليين بالنص القرآني أو النص النبوي حتى تضايقوا من ذلك وشكوا للخليفة 

قائلين له : أذا كانت له الحجة وثب علينا وإذا كلمناه بغير القرآن قال لنا لا أفهم ما تقولون 

--- سأله أحد المعتزلين : أن الله كان في الازل ولم يكن القران معه فأجاب الامام :    أن القرآن من علم الله 

فإذا قال قائل : كان الله ولا قرآن معه --- فكأنه قال : كان الله ولا علم معه وقال أخر : ما تقول في قول الله (  ذَٲلِڪُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡ‌ۖ لَآ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ‌ۖ خَـٰلِقُ ڪُلِّ شَىۡءٍ۬ فَٱعۡبُدُوهُ‌ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَىۡءٍ۬ وَڪِيلٌ۬  ) الانغام 102    والقرآن شيء فهو أذا مخلوق ! 

قال الامام: أن هذه الاية أريد بها التخصيص كقوله تعالى عن الريح التي أهلكت عاد (  تُدَمِّرُ كُلَّ شَىۡءِۭ بِأَمۡرِ رَبِّہَا فَأَصۡبَحُواْ لَا يُرَىٰٓ إِلَّا مَسَـٰكِنُہُمۡ‌ۚ ) الأحقاف 25  فهل دمرت كل شيء حقا أم دمرت ما أراد الله ؟ 

--- قال معتزلي آخر :أن الله يقول ( ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث ) الأنبياء 2 

قال الإمام : أن الذكر الذي هو في القرآن جاء في قوله ( وَٱلۡقُرۡءَانِ ذِى ٱلذِّكۡرِ ) ص فهو هنا معرف بالألف واللام وفي الآية بدون الف ولام --- 

فهذا غير ذلك قال معتزلي أخر :  أن تمسك بأن القرآن غير مخلوق معناة أن الله له جوارح يتكلم بها ولسان يتكلم به وهذا محال على الله عز وجل 

قال الامام : أنا أؤمن بأن الله أحد صمد لم يلد ولم يولد ولا عدل ولا تشبيه ( ليس كمثلة شيء ) 

- قال معتزلي آخر حديث ابن مسعود روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (ما خلق الله من جنة ولا نار ولا سماء ولا ارض أعظم من أية الكرسي ) وهذا صريح في أن آية الكرسي مخلوقة وهى من القرآن 

قال الإمام : أنى لست أجد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ذكرته أي دليل على أن الخلق وقع على أية الكرسي --

 بل أن الخلق وقع على الجنة والنار والأرض والسماء ولم يقع على القرآن

جلس الإمام أحمد بن حنبل في سجنه مع بعض المجرمين. ..

وكان من بينهم لص شهير وكان هذا اللص يحترم ابن حنبل ويشفق عليه في محنته. ..

وكثيرا ما هرب له طعاما طيبا من خارج السجن وذات يوم لاحظ اللص أن ابن حنبل يتألم من جراح التعذيب

فمال عليه وهمس له : إنهم يعذبونك أليس كذلك؟

ولكن لعلمك يا مولانا كثيرا ما عذبوني لأعترف بما سرقته ولكنني كنت رجلا ولم أعترف أبدا

كنت أحتمل الضرب صابرا أفعل هذا وأنا على الباطل! !؟

فكيف وأنت على الحق! !؟

إياك يا مولانا أن تضعف! يجب ألا يكون رجال الحق أقل احتمالا من رجال الباطل.

واستمر ابن حنبل يقاوم وكلما ضعف تذكر كلمات اللص.

وظل الإمام سنوات في محنته ثابتا كالجبل وانهزمت الدولة كلها أمام رجل واحد

وخمدت الفتنة وتوقفت إراقة الدماء. ..

وأفرج عن ابن حنبل. ..

خرج فمكث فترة في بيته يعالج من جراحه ثم تذكر صاحبه في السجن فسأل عنه فقيل له إنه مات. ...

فذهب يزور قبره ودعا له.

ثم شاهده في المنام. ..

فرآه في الجنة فسأله : ما الذي أدخلك الجنة؟

قال له : تاب الله علي بعد أن نصحتك أن تحتمل وتصبر على العذاب في سبيل إعلاء كلمة الله .

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

60

متابعين

27

متابعهم

2

مقالات مشابة