توجيه سديد لمن أراد أن يؤلف كتابا

توجيه سديد لمن أراد أن يؤلف كتابا

0 المراجعات

«««توجيه سديد لمن أراد أن يؤلف كتابا»»»

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن ولاه :

 أما بعد:

  •  كيفية البدء في خطة البحث:

      أولا قبل الكتابة لكتابة كتاب اختر العنوان واختيار العنوان مما يساعد على تأليف الكتاب ويسهل عملية التأليف ثم اكتب الأبواب  وتحت الأبواب فصول وتحت الفصول مباحث وتحت المباحث مسائل وتحت المسائل فروعًا وتنبيهات ولطائف.

     ولا تنسى المقدمة والتمهيد والخاتمة والفهرس سواء فهرس المراجع إن كنت نقلت عن الكتب أو فهرس الموضوعات إن كنت كتبت من كيسك وعلمك.

      وأنا أنصحك أخي المسلم أن تكتب من كيس علمك إن كنت طلبت العلم وتمرست في طلب العلم وكانت لك دربة وذلك لأن طالب العلم ما دام أنه طلب العلم لابد ان تكون له حصيلة علمية طيبة  يستطيع أن  ينفع بها المسلمين هذا إذا كان طلب واجتهد وحَصَّلَ حقيقة ولم يلعب أو يهزل أو يضيع الأوقات .

       وإياك أن تصنف وأنت لم تتأهل ولم تنضج في العلم وأول ذلك الكتابة في العلم الذي درسته وتمكنت فيه.

    ومنها : النحو واللغة لابد منهما 

 بسم اللهلكي يستقيم قلمك ولا تلحن ويخرج الكتاب محررا مدققا نحويا ولغويا وإملائيا وليس فيه أخطآء نحوية ولغوية وإملائية .

  • جلب المعلومات التي تثري الكتاب:

وعند اختيار العنوان والموضوع فمثلا تريد كتابة كتاب في الصبر اختر عنوانًا للصبر ثم اذكر أنواع الصبر وفضله وحكمه وغير ذلك كل هذا تحت الأبواب والفصول والمباحث واقرأ من الأنترنت ومن الكتب والمقالات.

      واقرأ كثيرا في تفاسير الآيات التي تستدل بها والأحاديث وشرحها ولا تستعجل بل اقرا  كل يوم اكتب شيئا.

     وأنا أنصحك أن تقرأ أربع ساعات في الموضوع الذي تريد أن تكتب فيه كل يوم أربع ساعات أقرأ وأكتب ولخص استنباطا و فهما وحكما لكن إذا نقلت عن أحد العلماء لابد من عزو القول لصاحبه أو ذكر الاقتباس 

    وهذا من بركة العلم ، كما قال بعض السلف:" بركة العلم عزو العلم لصاحب القول.

كما قلت لك كل يوم تكتب وتقرأ أربع ساعات  وهذا مهم جدا يكمل الكتاب -بإذن الله تعالى-

 

  •  تصحيح النية في التأليف:

 

    ويجب تصحيح النية بأن تنوي نفع الأمة والرفعة في الدنيا والآخرة كما قال تعالى -:{ يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير} 

     وأن تدعو على بصيرة كما قال الله تعالى في سورة يوسف -:{ قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين}

     وأيضا : كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له "

        فتصحح النية بأن ينفعك علمك في قبرك وينور لك قبرك تجده نورا في قبرك ونورا في الدنيا تنتفع به وتنور للأمة طريقها إلى الآخرة. 

      وقال عبد الله بن المبارك رحمة الله عليه: لا أعلم بعد النبوة أفضل من نشر العلم".

      وقال الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى:"من أراد ان لا ينقطع عنه عمله  بعد موته فلينشر العلم. ونشر العلم وتعليم الناس من زكاة العلم وشكر نعمة العلم.

  •  الحذر من سوء النية في تأليف الكتاب:

وأيضا: لا يكون همك طبع الكتاب وربح المال بل يكن قصدك ونيتك نفع الأمة ونشر  العلم والمعرفة والفائدة.

     ولهذا أكثر من التركيز عليه هو نشر الفائدة والنفع والتبصير وتنوير الأمة والمال يأتي تبعا ولا تهتم به كثيرا فربما تفسد عليك نيتك وتصير من أهل الدنيا وأصحاب المعاش الذين يريدون العيش والمال.

      وهذا يقدح في الإخلاص وإن كان أخذ المؤلف حقه من التأليف لا يلام عليه لكن المقصود هو أن تقصد نشر الفائدة.

وقال أبو إسحاق الإلبيري شاعر الأندلس رحمه الله تعالى:

ويزيد بكثرة الإنفاق منه    وينقص إن يد به كفا شددتا     

     ونشر العلم والدعوة إلى الله عز وجل وظيفة الرسل والأنبياء عليهم السلام وقال النبي صلى الله عليه وسلم:" من دعا إلى هدى كان له من أجر مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان  له من الوزر مثل أوزار من تبعه لا ينقص من أوزارهم شيئا " .    

     قال صلى الله عليه وسلم :" الدال على الخير كفاعله".  وفي رواية:"الدال على الخير له أجر مثل فاعله".

  •  يجب نشر التوحيد والعقيدة الصحيحة:

   ولتكن مؤيدا الإخلاص والمتابعة ونشر السنة والعقيدة الصحيحة والمنهج السليم وإياك أن تحدث حدثا فتنقل بدعة أو شبهة في كتابك وتقررها .

     أو يكون كتابك كثير الأخطآء من الناحية العقائدية  أو المنهجية  او السلوكية أو الفقهية أو الحديثة  أو النحوية فتحسب عليك .

     لابد من التمرس والدربة على كتب أهل السنة والجماعة السلفيين الموثقين فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من المحدثات، كما جاء عن العرباض بن سارية رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :" إياكم ومحدثات الأمور إن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ".رواه أبو داود و الترمذي.

     وجاء عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال حدثني خليلي صلى الله عليه وسلم بأربع كلمات: لعن الله من ذبح لغير الله ، لعن الله  من لعن والديه ،لعن من أحدث حدثا ،لعن الله من غير منار الأرض ". رواه مسلم. 

     وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي  صلى الله عليه وسلم  أنه قال:" من أحدث حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين " متفق عليه.

    فنشر العلم والسنة والعقيدة الصحيحة مما ينجو  به العبد وينجي الله عز وجل به الناس من الضلال والانحراف فيكون مأجورًا أجرا عظيمًا.

  • مقاصد التأليف:

     وأيضا: لابد من معرفة كيفية ابتكار العنوان والموضوع كما تقدم.

      ومن مقاصد التأليف لابد أن يكون المؤلف موضوعا جديدا لم يسبق إليه ويكون مبتكرا  أو تكمل جانبا من الموضوع أو تشرح مجملاً أو تصحح خطأ  أو تختصر مطولا أو تجمع متفرقًا أو تظهر ما خفي وأبهم  فهذه مقاصد التأليف السبعة أو الثمانية وإلا فإن التأليف يضعف تأثيره ونفعه ويكون بذلك مكررا .

     وليس هذا على إطلاقه يعني : ليس معنى أنه يكون مبتكرا أن يكون لا أحدا ألف مثل ما ألف في الموضوع هذا لا يكون ولا يحدث من أحد لابد أن يكون التأليف والكتب متشابهة نوعا ما ،لكن المهم انه لا يكون مكررا مملا فهمت. 

     واعلم أنه من ألَّفَ فقد عرض عقله على الناس كما قال الخطيب رحمه الله تعالى:" من ألَّفَ فقد عرض عقله على صحن يعرضه  للناس". 

    وأيضا: لابد من أن تلقى في تأليفك العناد والصدود والمحاربة كما قيل: من ألف فقد استشرف فإن أصاب استهدف وإن أخطأ استقذف".

  •  علامات الترقيم التي تكون في الكتاب:

 ومن منهج التأليف  أمورا لابد منها وهي لابد من علم النحو وان يعرف علامات الترقيم من النقط  والتشكيل ما يجب تشكيله والفواصل والهلالين والمعقوفتين وغير ذلك من علامات الترقيم لكي يخرج الكتب منقحا مشكلاً ،وأيضا من فوائد علامات الترقيم أن يفهم الكتاب والمقصود من المؤلف وما يريد. 

    وأيضًا: ينبغي أن يكون الأسلوب قويا وجذابا وإن كان حسن الأسلوب من الله سبحانه هيبة يهبه لمن يشاء من بعباده لكن مع التمرس والتمرن  طلب العلم  والتحصيل يقوى العلم والأسلوب -بإذن الله تعالى- .

 

  • التعلق بالله سبحانه في إنجاح المشروع:

 

وأيضا : دعاء الله عز وجل أن ييسر لك إتمام الكتاب وأن يخرج في أحسن الوجوه وبدون أخطآء ولا تنس الصلاة والمحافظة عليها والتقرب إلى الله عز وجل بما يحب من صلوات النافلة و فعل الخير والمعروف والصدقة والإحسان إلى الناس.

   وأيضا: من المهم تشجيع الناس وتحفيزهم وتقوية معنوياتهم وهذا مما يجازي الله عز وجل عليه ومن ذلك النجاح و الجزاء من جنس العمل فكما أنك تحفز وتشجع فتجد من يشجعك ويحفزك وكما تدين تدان من الله عز وجل إن خيرا فخير وإن شرا فشر.

    وأيضًا: أمر لابد منه وهو كتمان مشروعك وإلا ربما تصاب بالعين وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم  أنه قال :" استعينوا على إنجاح  الحوائج وفي رواية :" اقضوا حوائجكم  بالسر والكتمان فإن لك ذي نعمة محسود" وهو صحيح.

      ومنها أيضا: وهو من الأوليات بعد الفرائض وهو بر الوالدين وصلة الأرحام فبر الوالدين سبب كبر للنجاح والتوفيق في الدنيا وأمور الآخرة وسعة الرزق والبركة فيه وفي العمر.

    وأيضا: صلة الرحم سبب لبسط الرزق كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :" من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره - يعني يزيد في عمره - فليصل رحمه".وهو صحيح. 

    ونسأل الله تعالى لنا ولك ولجميع المسلمين التوفيق والنجاح في الدنيا والدين والفوز في الآخرة.آمين وأقرأ أيضًا:جواب للمبتدئ كيفية يطلب العلم وانظر أيضًا:خطوات تأليف كتاب

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .

والحمد لله رب العالمين .

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

20

متابعين

3

متابعهم

3

مقالات مشابة