الشيخ سعيد الكملي يسرد حياة الإمام مالك 1
ترجم فضيلة الدكتور سعيد الكملي للإمام مالك بن أنس رحمه الله عز وجل رحمة واسعة فقال:"إن من الأهمية أن ينظر الإنسان إلى سير أولئك العلماء ويدرس سيرالسابقين من أصحاب الفضل والعلم .
فالإنسان مطبوع على إرادةٍ تطلب قدوة يقتدي بها يكتفي بها. يطلب القدوة في من يرى ممن حوله فإذا أعجزه ذلك طلبها في الكتب ولذلك علم ربنا هذا فقال : ﴿ لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾
فالنّظر في سيرته أولا ثم في سير أصحابه ثم في سير أهل الصّلاح والصّدق والخير من هذه الأمة ممّا تقوى به الهمم وتحيا وتنتعش فإذا علم الإنسان أنه سبقه إلى الله أقوام قوِيَ بذلك على ما قد يثقله ويعجزه في حياته , ولهذا قال أحد من الشعراء :
فتشبّهوا إن لم تكونوا مثلهم .... إن التّشبّه بالرجال فلاحٌ.
وكيف يمكن أن يتشبه بإنسان لا يعرف عن أحواله ولاعن سيرته شيء[S1] ؟ فلذلك ينبغي أن ينظر الإنسان في سير المتقدمين , هناك طبعا كتب متخصصة في هذا الجانب.
ترجمة الإمام مالك :هو مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عامر بن الحارث بن غيمان بن خُثَيل بن عمرو بن حارث بن أصبح الحِمْيَري الأصبحي المَدَنيّ.
ومالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بعض الناس تظن أنه ابن أنس بن مالك الصحابي الجليل فيغلط البعض في هذا ويجعله أنس بن مالك خادم النّبي صلّى الله عليه وسلّم . وجده مالك بن أبي عامرمن كبار التابعين .وكان ممن يكتب المصحف لعثمان رضي الله عنه ، وكان من أحد الأربعة الذين أخذوا عثمان وغسلوه ودفنوه ليلا بعد قتله. وكان يستشيره عمر بن عبد العزيز.
أما أبوه أنس بن مالك لا الصّحابي طبعا كان من رواة الحديث لكنه كان مقلا فيه.
ومالك أيضا كان له إخوة ممن طلبوا العلم أيضا. كان له أخ أكبر منه وهاهو مالك يحدث يقول : "كان لي أخ في عمْر ابن شهاب الزّهري". يعني أكبر منه بكثير.
ألقى مرة أبوهما إليهما مسألة، فأجاب فيها الأخ وأخطأ فيها مالك. فقال أبوهما لمالك "ألهاك الحمام عن طلب العلم". فغضب الإمام ولم يعجبه أن يقال له مثل هذا. وكان هذا سببا في طلبه العلم .
أما شيوخه فقد قصد عبد الرحمن بن هرمز ولازمه سبع سنوات وغيره كثير,
كان للإمام مالك أبناء فكان له محمّد ويحيى وحمّاد و ابنة تلقب بأم كذا وكانت تحفظ الموطّأ وكانت تقف خلف الباب في مجلس أبيها تسمع لقارئِ الموطّأ يقرأ على أبيها فربما أخطأ القارئ ولم ينتبه الإمام إلى خطئه فتنقر هي الباب فاذا نقرت الباب تفطّن الإمام الى خطإ القارئ فيصحّح له. وكان له أيضا ابن مشغول باللعب هو محمد كان يدخل و في يده حمام ولا يُقبل على مجلس أبيه فيمر بهم هكذا فيقول مالك للتلاميذ :"الأدب أدب الله هذا ابني وهذه ابنتي".انتهى كلامه بتصرف