الصيام - وأشهر  9 مسائل فقهية يحتاجها الناس

الصيام - وأشهر 9 مسائل فقهية يحتاجها الناس

0 المراجعات

مقدمة

فقه الصيام يعتبر أحد المواضيع الهامة في الفقه الإسلامي، إذ يتناول أحكام وضوابط صيام شهر رمضان الذي هو الركن الرابع من أركان الإسلام الخمسة، ومن هنا كان واجب علينا أن نقدم هذا المقال الذى يتضمن استعراضاً لبعض أحكام الصيام - وأشهر  9 مسائل فقهية يحتاجها الناس فى حياتهم، مع التركيز على الأحكام المتعلقة بمن يجب عليهم الصوم، بما في ذلك معنى الصوم وأحكام الإفطار والكفارة وأهمية صيام الست من شوال.

 

تعريف الصيام

 الصيام فى اللغة هو الإمساك، وفى الشرع هو الامتناع عن شهوتي البطن والفرج من اذان الفجر إلى غروب الشمس بنية التقرب إلى الله سبحانه وتعالى.

 

1- من يجب عليه الصيام 

الصيام يجب على كل مسلم بالغ والبلوغ يحصل بأحد الأمور الآتية :

١- إما أن يتم الإنسان ١٥ سنة.

٢- إما أن ينبت شعر العانة.

٣- أو ينزل المنى بلذة.

٤- الحيض للمرأة.

فإذا حدث أحد الشروط من ٢ إلى ٤ و لو قبل ١٥ سنة فقد حدث البلوغ ووجب الصيام.

 

2- هل يقبل الله الصيام من تارك الصلاة ؟

قال العلماء أن تارك الصلاة متعمداً جاحداً مع علمه بفرضيتها كافر شرعاً، لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة )، رواه مسلم، وبما أن الله لم يقبل النفقة من الكافرين في قوله تعالى { وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقٰتُهُمْ إِلَّآ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِۦ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلٰوةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالٰى وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كٰرِهُونَ }.[ سورة التوبة : 54 ]، فقياساً على ذلك فلا يقبل الله الصوم من تارك الصلاة متعمداً لأنه كافر.

 

3- الفائدة فى قول الصائم ( إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ ) لمن شاتمه  

عندما نقرأ فى فقه الصيام نجد أن هناك فائدتان فى حديث النبى صلى الله عليه وسلم :إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ )، رواه البخارى، وهما:

١- علم الشاتم أن المشتوم لم يترك مقابلته بالسب إلا لكونه صائما لا لعجزه.

٢- تذكير الشاتم بأن الصائم لا يشاتم أحدًا فيكون متضمنا نهيه عن الشتم.

 

4- سبب وقوع الناس في المعاصي في رمضان بالرغم من تصفيد الشياطين

حديث تصفيد الشياطين في شهر رمضان ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة،وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين.

 وهناك ثلاث أقوال للعلماء لتفسير وقوع ذلك فى صيام رمضان 

١- المعاصى تقع بسبب النفوس الخبيثة.

٢- مردة الجن فقط هى التى تسلسل وليس كل الشياطين.

٣- أن الشياطين تتحرك وتضل من تضل ولكن عملها في رمضان أقل من عملها فى غيره.

 

5- آية الدعاء وآيات الصوم

عندما نقرأ آيات الصيام الثلاثة فى سورة البقرة نجد أن آية الدعاء جاءت فى وسطها فى قوله تعالى { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِى وَلْيُؤْمِنُوا بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }[ سورة البقرة : 186 ]، وهنا السؤال: هل جاءت آية الدعاء وسط آيات الصيام عبثاً ؟

بالطبع لا، لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( للصائم عند فطره دعوة لا ترد )، رواه ابن ماجة، فآخر ربع ساعة قبل الإفطار هو وقت الشفاه الذابلة والبطون الضامرة، وهو وقت فتح أبواب الرحمة، فتوضأ وتوجه إلى القبلة بالدعاء بخيرى الدنيا والأخرة، فهذه الدقائق من أوقات استجابة الدعاء.

 

6- تفسير معنى ( فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ فى الحديث القدسي عن الصيام  

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "قَالَ اللَّهُ تعالى ( كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ )، رواه البخارى، والمعنى أن كل الأعمال الصالحة لله من صلاة وصيام وزكاة وغيرها لكن الصوم له ميزة خاصة وهى أنه يتحقق فيه حسن المراقبة لله، بدليل أنك في الخلوة لا ترضى بأن تأكل أو تشرب خوفاً من الله ولذلك قال الله ( فإنه لى ).

 وهنا لم يوضح الله الأجر على الصيام لأن الصوم من الصبر وقد قال الله عن أهل الصبر {...إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ }[ سورة الزمر : 10 ]، أى سيُكال لهم ويغرف لهم من الحسنات غرفا، يعنى أجر الصيام مفاجأة ستعرفها يوم القيامة، وهذا هو معنى ( وأنا أجزى به ).

 

7- الفطر قبل صلاة المغرب من سنة النبي صلى الله عليه وسلم 

 لقوله : ( عجلوا الإفطار وأخروا السحور )رواه الطبراني، لكن من آداب الصيام أن نحافظ على صلاة المغرب في المسجد فى جماعة، فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قال : ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ فَعَلَى تَمَرَاتٍ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ ) رواه أحمد، ولكى تستعد المعدة للطعام فلا يحدث تخمة، وبالتالى تصلى التراويح بجسد نشيط.

 

8- بماذا نختم رمضان؟ 

أمر الله عباده أن يختموا أعمالهم الصالحة بالاستغفار فبعد كل صلاة استغفار ثلاثاً، وبعد نزول الحاج من عرفة يلزمه الإستغفار لقوله تعالى { ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }[ سورة البقرة : 199 ]،

وأمر الله النبى صلى الله عليه وسلم أن يختم عمره بالاستغفار فى قوله سبحانه { فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابًۢا }[ سورة النصر : 3 ]، وعلى ذلك فيُختم رمضان بالاستغفار وزكاة الفطر لأنهما طُهرة للصائم من اللغو والرفث.

 

9- كفارة الصيام للمريض الذى لا يُرجَى بُرْؤُه

 عليه الإطعام عن كل يوم مسكيناً كالآتي: نصف  صاع × عدد الأيام، 

والصاع = 2.5 كيلو من الأرز أو الدقيق تقريباً، وبالتالى مقدار الإطعام = 0.5 × 2.5× عدد الأيام التى تم إفطارها =.....؟  كيلوا أرز أو دقيق، وإن جمع الجميع وأعطاه لفقير واحد أو أكثر عن جميع الأيام فلا بأس.

 

حكم الصيام فى الست من شوال 

حديث النبى صلى الله عليه وسلم :(من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر )، رواه مسلم ، ذلك لأن الحسنة بعشر أمثالها، وبما أن شهر رمضان ٣٠ يوم، فإذن ٣٠×١٠=٣٠٠، وست شوال إذن ب ٦٠ يوم، فيكون الإجمالي ٣٦٠ يوم يعنى سنة يعنى الدهر.

 

خاتمة

وإلى هنا نكون قد انتهينا من مقال اليوم لشرح الصيام - وأشهر  9 مسائل فقهية يحتاجها الناس، والذى ساعدك على فهم أشياء هامة متعلقة بالصوم من السنة النبوية الشريفة، وقد يهمك أيضا قراءة " جوائز صيام شهر رمضان "، وفي المقال القادم بمشيئة الله سنتكلم عن جميع أسرار ليلة القدر، وإذا كان لديك أي استفسار عن أى موضوع دينى، قم بكتابته لنا فى التعليقات على الموقع وسنقوم بعمل مقال نتحدث فيه عن هذا الموضوع إن شاء الله تعالى.


 

 

 

 


 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

33

متابعين

4

متابعهم

3

مقالات مشابة