فضل شهر شعبان وحكم صيامه.
شهر شعبان هو شهر يغفل الكثير من الناس عنه وهو من الشهور العظيمة التى وهبه الله لعباده ومنحهم إياه .
وشهر شعبان ترفع فيه الأعمال إلى الله ويهبهم فيه من خيراته وعطاياه وهو فرصة عظيمة للتقرب إلى الله وعمل الصالحات ، وهو شهر لاستقبال شهر رمضان المبارك.
ويقع هذا الشهر بين شهر رجب وشهر رمضان المبارك ، وفيه ترفع الاعمال الى الله سبحانه وتعالى . وهو بمثابه التجهيز والتحضير لشهر رمضان المبارك وذلك بالتقرب الى الله والاعمال الصالحة .
وسمي شهر شعبان بهذا الاسم لتشعب القبائل العربيه وافتراقها قبل الاسلام للحرب لأنه كان محرم عليهم القتال في شهر رجب ، أو لتشعبهم فى طلب المياه .
وشهر شعبان هو الشهر الثامن من الأشهر القمريه أو التقويم الهجري وسمي بهذا الإسم قبل الإسلام .
وقد أخبرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أن كثير من المسلمين يغفلون عن أهميه هذا الشهر بقوله ( صلى الله عليه وسلم) :
عن أسامة بن زيد قال : لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يصوم من شهر من الشهور ما يصوم من شعبان ، فقلت لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان ، قال:" ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين"
ولقد بين لنا الرسول صلى الله عليه وسلم أنه يجب الاستعداد لشهر رمضان من خلال شهر شعبان المبارك وذلك في كثير من الأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم .
ففي الحديث عن عائشه رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إستكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صيام منه في شعبان" (صحيح البخارى) .
وقد وردت الأحاديث عن ليله النصف من شعبان :
فقال صلى الله عليه وسلم:" يطلع الله على خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه الإ لمشرك أو مشاحن"
وتدل الأحاديث عن تلك الليلة أن الله ينزل فيها ويطلع فيها على عباده وتبدأ الليله بغروب الشمس فينبغي الإكثار من الدعاء في هذه الليله المباركه.
والمشرك في هذه الليله لاحظ له من المغفرة ، كما أن المشاحن أيضا لا حظ له من تلك المغفرة (وهو الذي بينه وبين أخيه شحناء) ويحرم أيضا من هذا الأجر ، ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (فإن فساد ذات البين هي الحالقه لا أقول تحلق الرأس ولكن تحلق الدين) ، والخصومة هى نقص فى الدين .
ونهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن الصيام بعد المنتصف من شعبان فقال صلى الله عليه وسلم " إذا انتصف شعبان فلا تصوموا " رواه ابو داود .
وهذا النهي ليس للتحريم ولكنه للكراهه وانا استثنى من هذه الصور من الكراهه :
١- من إعتاد على الصيام دائما .
٢- من أراد أن يصوم معظم شعبان .
٣- من كان عليه قضاء أو صوم واجب .
وتوجد مسألتان يجب الإنتباه إليهما عند قدوم منتصف شعبان . أولهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام يوم الشك وهو يوم الثلاثين من شهر شعبان ، قال عمار رضي الله عنه “ من صام يوم الشك فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم” رواه البخارى .
وثاني المسألتان هى الصيام مع الدوله التي نقيم فيها وبحسب تقويمها وهذا هو رأي المحققين من أهل العلم في هذا الزمان .
مضى رجب وما أحسنت فيه
وهذا شهر شعبان المبارك
فيا من ضيع الأوقات جهلا
بحرمتها أفق واحذر بوارك
فسوف تفارق اللذات قسرا
ويخلي الموت كرها منه دارك
تدارك ما استطعت من الخطايا
بتوبة مخلص واجعل مدارك
على طلب السلامه من جحيم
فخير زوي الجرائم من تدارك .