“كلمة واحدة غيّرت القدر... كيف فتح الاستغفار أبواب السماء؟”

“كلمة واحدة غيّرت القدر... كيف فتح الاستغفار أبواب السماء؟”

Rating 0 out of 5.
0 reviews

 

تخيل أن كلمة واحدة فقط تستطيع أن تغيّر مجرى حياتك، أن تفتح لك أبواب السماء، وتبدّل حزنك فرحًا، وفقرك غنى، وذنبك مغفرة.
كلمة يسيرة على اللسان، عظيمة في الميزان، قالها الأنبياء والصالحون، وجعلها الله مفتاحًا للفرج والرزق والطمأنينة...
إنها كلمة "أستغفر الله".

قصة الاستغفار التي بدّلت القدر

يُروى أن رجلًا جاء إلى الإمام الحسن البصري يشكو إليه قلة المطر، فقال له: "استغفر الله".
وجاء آخر يشكو الفقر، فقال له: "استغفر الله".
وثالث قال: "ادعُ الله أن يرزقني ولدًا"، فقال: "استغفر الله".

فتعجب الناس، فقال الحسن البصري:

“ما قلت من عندي شيئًا، إن الله تعالى يقول في كتابه الكريم:
﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ۝ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ۝ وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا﴾ [نوح: 10–12].

هكذا ربط القرآن بين الاستغفار وتبدّل الأحوال، فالمغفرة لا تقتصر على الآخرة فقط، بل تمتد إلى بركات الدنيا.

الاستغفار مفتاح الفرج وتبديل القدر

قال النبي ﷺ:

"من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همٍّ فرجًا، ومن كل ضيقٍ مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب"
(رواه أبو داود).

فكأن الاستغفار مفتاحٌ خفيّ يفتح مغاليق القدر، فمن داوم عليه بصدق، رأى أثره عيانًا.
إنها سنة إلهية ثابتة: من أكثر من الاستغفار، فُتحت له الأبواب التي ظنها مغلقة، وتغير مسار حياته نحو الخير.

الاستغفار في حياة الأنبياء

لم يكن الاستغفار خاصًا بالعصاة، بل هو سُنّة الأنبياء والأولياء.

قال آدم عليه السلام وزوجه بعد أن أذنبا:
﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [الأعراف: 23].

وقال إبراهيم عليه السلام:
﴿وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ﴾ [الشعراء: 82].

وكان رسول الله ﷺ، وهو المعصوم من الذنب، يقول:

"والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة" (رواه البخاري).

فإذا كان النبي ﷺ الذي غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يكثر من الاستغفار، فكيف بنا نحن المذنبين المقصّرين؟

image about “كلمة واحدة غيّرت القدر... كيف فتح الاستغفار أبواب السماء؟”
رجل يرفع يديه إلى السماء في لحظة تضرع واستغفار، تتسلل أشعة النور من بين الغيوم كرمز لفتح أبواب السماء واستجابة الدعاء.

قصص واقعية تُظهر أثر الاستغفار

يُروى عن أحد الصالحين أنه قال: “كنتُ مديونًا لا أجد ما أسد به ديني، فكنت أستغفر الله في اليوم مئات المرات، حتى فتح الله لي باب رزقٍ لم أكن أتصوره.”
وقال آخر: “حرمتُ الذرية سنين، فلزمتُ الاستغفار والدعاء، فرزقني الله ولدًا بعد يأس الأطباء.”

إنها ليست خرافات، بل نتائج حقيقية لوعد الله الصادق:

﴿وَيُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا﴾،
أي بالرزق والبركة والخير من حيث لا يُحتسب.

أقوال مأثورة عن الاستغفار

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

“العجب ممن يهلك ومعه النجاة! قيل: وما هي؟ قال: الاستغفار.”

وقال ابن تيمية رحمه الله:

“الاستغفار يفتح للعبد باب كل خير، ويغلق عنه باب كل شر.”

وقال ابن القيم رحمه الله:

“الاستغفار من أعظم أسباب جلب الرزق، وتيسير الأمور، وزوال الهموم.”

كيف نُحسن الاستغفار؟

نية صادقة في طلب المغفرة لا بلسانٍ فقط بل بقلبٍ منيب.

عدم الإصرار على الذنب، لأن الإصرار يناقض التوبة.

الاستغفار في الأوقات الفاضلة، كوقت السحر وبعد الصلاة.

الدوام عليه في السراء والضراء، فهو عبادة لا تُترك أبدًا.

قال تعالى:

﴿وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾ [النساء: 110].

الخاتمة

كلمة واحدة قادرة أن تغيّر قدرك وتفتح لك أبواب السماء…
"أستغفر الله" ليست مجرد لفظٍ على اللسان، بل حياةٌ تتجدد في قلب المؤمن، ترفع البلاء، وتُنزل الرزق، وتزرع الأمل.
فداوم عليها في ليلك ونهارك، فربّ استغفارٍ صادقٍ غيّر قدرك إلى خير، وكتب لك سعادةً لم تكن في الحسبان.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
mohamed elnagar Pro
achieve

$0.12

this week
articles

175

followings

56

followings

0

similar articles
-